أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-02-2015
1680
التاريخ: 13-02-2015
1638
التاريخ: 5-10-2014
1818
التاريخ: 15-02-2015
1437
|
لقد أصبحت قضيّة الزواج وبعدها الصحيّ الآن علماً مستقلاً من علوم
الصحّة ألّفت حوله الكثير من الدراسات ، فيما كانت هذه المسألة موضع اهتمام الدين
الإسلاميّ منذ أربعة عشر قرناً ... حيث أتى فيها باُمور سبق بها جميع الكشوف
والتوصيات التي توصّل إليها العلم الحديث مؤخّراً.
فهو مثلاً حرّم الزواج بطائفة من النساء من
المحارم إذ قال سبحانه :
{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ
أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ
وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ
وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ
اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن
لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ
أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ
إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } ( النساء : 23).
وهذا يعني أنّ الإسلام حرّم التزوّج بسبع
طوائف من النساء المنتمين إلى الشخص بالنسب وهنّ التي ذكرتهنّ الآية السابقة (1) .
وقد توصّل العلم الحديث أخيراً إلى علل هذا
التحريم ، كما أنّ الشريعة الإسلاميّة انفردت من بين الشرائع القائمة بجعل الرضاع
سبباً من أسباب التحريم ، وذلك لأنّ المرضعة التي ترضع الولد إنّما تغذيه بجزء من
جسمها فتدخل أجزاؤها في تكوينه ، ويصبح جزءاً منها. فإنّ لبنها خلاصة من دمها منه
ينبت لحم الطفل ويقوى عظمه ، وإذا كان الطفل جزءاً منها فهي كالأُمّ النسبيّة
محرّمة إلى الأبد (2) .
كما أنّ الإسلام نهى عن التزوّج بالحمقاء
لما في مثل هذا الزواج من نتاج غير مطلوب قال الإمام علي (عليه السلام) : « إيّاكُم وتزويج الحمقاء فإنّ
صُحبتها بلاء وولدها ضياع ».
كما نهى عن التزوّج بشارب الخمر لنفس السبب
، قال الإمام الصادق (عليه السلام) : « من زوَّج كريمته من شارب الخمر فقد قطع
رحمها ».
ونهى عن مقاربة الزوج في فترة العادة
الشهريّة لما أسلفنا ، نهياً تحريميّاً مغلظاً.
ونهى عن مقاربتها في بعض الحالات النفسيّة
أو الجسديّة أو الكونيّة الخاصّة نهياً تنزيهيّاً ، لما تجرّه المقاربة في تلك
الظروف والحالات والأوقات والأوضاع من آثار سيّئة على صحّة الزوج والزوجة ، وصحّة
الولد الناشئ منهما.
وقد وردت تفصيلات هذه الأوقات في وصيّة
مطوّلة للنبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) إلى الإمام عليّ تجدها في
كتاب مكارم الأخلاق وغيره من الكتب الحديثيّة في هذا المجال.
وقد توصّل العلم الحديث الآن إلى الكثير من
علل هذه التوصيات التي سبق الإسلام إلى ذكرها.
هذا ونظراً لأهمّية الزواج من الناحية
الصحّية سواء في المجال الفرديّ أو في المجال الاجتماعيّ حثّ النبيّ وأهل بيته
المعصومون : على التزوّج ، وترك الحياة العزوبيّة وها نحن نورد هنا طائفة من
الأحاديث تتميماً للفائدة :
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم)
: « تزوّجوا
، وزوّجوا الأيم فمن حظّ امرء
مسلم انفاق قيمة أيّمة ، وما من شيء أحبّ إلى الله من بيت يعمر في الإسلام
بالنّكاح ».
وقال : « تزوّجوا فإنّي مكاثر بكم الاُمم غداً في
القيامة ».
وقال : « من أحبّ أن يكون على فطرتي فليستنّ بسنّتي
فإنّ من سنّتي النكاح ».
وقال : « ما يمنع المؤمن أن يتّخذ أهلاً لعلّ الله
يرزقه نسمةً تثقل الأرض بلا إله إلاّ الله ».
وقال : « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه
فليتزوّج فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج ».
وقال : « من تزوّج فقد أعطي نصف السّعادة ».
وقال : « إنّ من سنّتي وسنّة الأنبياء من قبلي
النّكاح والختان والسّواك والعطر ».
وقال : « ما بني في الإسلام بناء أحبّ إلى الله من
التزويج ».
وقال : « من تزوّج أحرز نصف دينه فليتّق الله في
النّصف الآخر ».
وقال : « النّكاح سنّتي فمن رغب عن سنّتي فليس منّي
».
وقال : « أكثر أهل النّار العزّاب ».
وقال : « أراذل موتاكم العزّاب ».
وقال : « من أحبّ أن يلقى الله طاهراً مطهّراً
فليستعفف بزوجة ».
وقال : « شرار أمّتي عزّابها ».
وقال : « شراركم عزّابكم والعزّاب إخوان الشّياطين ».
وقال : « لو خرج العزّاب من موتاكم إلى الدّنيا
لتزوّجوا ».
وقال : « ما للشّيطان سلاح أبلغ في الصّالحين من
النّساء إلاّ المتزوّجون اُولئك المطهّرون المبرّؤون ».
وقال عكاف أتيت رسول الله (صلى الله عليه
واله وسلم) قال لي : « يا عكاف : ألك
زوجة » قلت : لا ،
قال : « وأنت
صحيح موسر » قلت :
نعم والحمد لله ، قال : « فإنّك إذن من إخوان الشّيطان ، إمّا أن تكون من رهبان النّصارى ، وإمّا
أن تصنع كما يصنع المسلمون وإنّ من سنّتنا النّكاح ، شراركم عزّابكم وأراذل موتاكم عزّابكم ـ إلى أن قال ـ ويحك يا عكاف تزوّج تزوّج
وإلاّ فإنّك من الخاطئين ».
وقال الإمام عليّ (عليه السلام) : « لم يكن أحد من أصحاب رسول الله
يتزوّج إلاّ قال
(صلى الله عليه واله وسلم) : كمل دينه ».
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : « ركعتان يصلّيهما المتزوّج أفضل
من سبعين ركعةً يصلّيها العزب ».
ولم يكتف الإسلام بإعطاء هذا القدر من
التوصيات المفيدة في مجال الزواج بل حرص على جودة النسل ؛ فنهى الزوجة الحامل عن
أكل أشياء أو فعل اُمور حفاظاً على صحّتها وصحّة جنينها ، كما حثّها على تناول
مأكولات خاصّة (3) ، تقوية لها ولجنينها ... وهي اُمور كشف الطبّ الحديث عن صحّتها
وعمقها وجدواها.
كما نهى عن إرضاع الطفل بلبن الحمقاء ، قال
النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) : « لا تسترضعوا الحمقاء فإنّ اللّبن يعدي » (4) .
هذه بعض ما أتى به الإسلام في مجال الزواج ،
هذه المسألة الاجتماعيّة المهمّة التي يكون لها دور فعّال في حفظ الصحّة الفرديّة
والعامّة مضافاً إلى حفظ العلاقات الاجتماعيّة السليمة ، وتقوية القيم والمثل
الأخلاقيّة الإنسانيّة.
_______________________
(1) نعم لا تختصّ الحرمة بمن ذكرن في
الآية.
(2) لاحظ أحكام الرضا (عليه السلام) في
الكتب الفقهيّة.
(3) مثل قوله (صلى الله عليه واله
واسلم) « اسقُوا
نسائكُم الحوامل اللّبن فإنّها تُزيدُ في عقل الصّبيّ ».
(4) جميع الأحاديث والتعاليم الصحيّة المذكورة في هذا الفصل اقتبست من :
الكافي 6 : كتاب الأطعمة والأشربة والزي والتجمّل ، وكتاب مكارم الأخلاق ، ونهج البلاغة ، وخصال الصدوق ، ووسائل الشيعة 8 : كتاب العشرة ، فراجع الفصول والأبواب المختلفة من تلك الكتب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|