المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الرجوع عن الاتفاق بعد التفاوض الاتفاق
2-5-2016
محاصيل المنبهات- التجارة الدولية للشاي
18-1-2017
أيام التشريق
2024-09-22
أداب وفعليات دخول الحمام وتنظيف الجسد
30-7-2016
Semiprime
20-1-2021
جدار "بلوخ" Bloch wall
29-1-2018


كمال الدين واتمام النعمة  
  
3430   10:30 صباحاً   التاريخ: 12-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص133-136.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

نزل رسول الله (صلى الله عليه واله) المكان الذي ذكرناه[غدير خم] لما وصفناه من الامر له بذلك و شرحناه، ونزل المسلمون حوله وكان يوما قائظا شديد الحر فأمر (عليه السلام) بدوحات هناك فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان، ووضع بعضها فوق بعض، ثم أمر مناديه فنادى في الناس الصلاة جامعة، فاجتمعوا من رحالهم اليه، وان اكثرهم ليلف ردائه على قدميه من شدة الرمضاء، فلما اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صارفي ذروتها ودعى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فرقى معه حتى قام عن يمينه، ثم خطب الناس فحمدالله وأثنى عليه ووعظ، فأبلغ في الموعظة ونعى إلى الامة نفسه، وقال انى قد دعيت ويوشك ان اجيب وقد حان منى خفوق من بين أظهركم، وانى مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتى، فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم بأنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى، فقال لهم على النسق من غير فصل وقد اخذ بضبعي أميرالمؤمنين (عليه السلام) فرفعهما حتى بان بياض ابطيهما: فمن كنت مولاه فهذا على مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصرمن نصره، واخذل من خذله، ثم نزل (عليه السلام) وكان وقت الظهيرة، فصلى ركعتين ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض، فصلى بهم الظهر وجلس (عليه السلام) في خيمته، وأمر عليا (عليه السلام) أن يجلس في خيمة له بإزائه، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالمقام ويسلموا عليه بأمرة المؤمنين، ففعل الناس ذلك كلهم ثم أمر أزواجه وسائر نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلمن عليه بأمرة المؤمنين ففعلن. وكان فيمن أطنب في تهنئته بالمقام: عمر بن الخطاب وأظهر له من المسرة به وقال فيما قال: بخ بخ لك ياعلى أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وجاء حسان بن ثابت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال: يارسول الله أتأذن لى أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال له قل ياحسان على اسم الله فوقف على نشز من الارض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول:

يناديهم يوم الغدير نبيهم             *            بخم واسمع بالرسول مناديا

وفال فمن مولاكم ووليكم؟          *            فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

الهك مولانا وانت ولينا             *            ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له: قم ياعلى فإنني            *             رضيتك من بعدى اماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه          *             فكونوا له انصار صدق مواليا

هناك دعى اللهم وال وليه          *             وكن للذي عادى عليا معاديا

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله): لاتزال ياحسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك وانما اشترط رسول الله (صلى الله عليه واله) في الدعاء له لعلمه (عليه السلام) بعاقبة أمره في الخلاف، ولو علم سلامته في مستقبل الاحوال دعا له على الاطلاق، ومثل ذلك ما اشترط الله تعالى في مدح أزواج النبى ولم يمدحهن بغير اشتراط، لعلمه ان منهن من تتغير بعد الحال عن الصلاح الذي تستحق عليه المدح والاكرام فقال: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ } [الأحزاب: 32] ولم يجعلهن في ذلك حسب ما جعل أهل بيت النبي في محل الاكرام والمدحة، حيث بذلوا قوتهم لليتيم والمسكين والاسير فأنزل الله سبحانه  في على وفاطمة والحسن الحسين عليهم السلام وقد آثروا على أنفسهم مع الخصاصة التى كانت لهم فقال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان: 8 - 12] ,فقطع لهم بالجزاء ولم يشترط لهم كما اشترط لغيرهم لعلمه باختلاف الاحوال على بيناه.

فكان في حجة الوداع من فضل أميرالمؤمنين (عليه السلام) الذي اختص به ما شرحناه وانفرد فيه من المنقبة الجليلة بما ذكرناه، وكان شريك رسول الله (صلى الله عليه واله) في حجه وهديه ومناسكه، ووفقه الله تعالى لمساواة نبيه عليهما السلام في نيته ووفاقه في عبادته، وظهر من مكانه عنده (عليه السلام) وجليل محله عند الله سبحانه مانوه به في مدحته وواجب له فرض طاعته على الخلائق واختصاصه بخلافته، والتصريح منه بالدعوة إلى اتباعه والنهى عن مخالفته، والدعاء لمن اقتدى به في الدين، وقام بنصرته والدعاء على من خالفه واللعن لمن بارزه بعداوته، وكشف بذلك عن كونه أفضل خلق الله تعالى وأجل بريته، و هذا مما لم يشركه ايضا فيه أحدمن الامة، ولاتعوض منه بفضل يقاربه على شبهة لمن ظنه، أو بصيرة لمن عرف المعنى في حقيقته، والله المحمود.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.