المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



بطولته واقدامه في غزوة وادي الرمل  
  
3915   11:02 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص87-90.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان من أميرالمؤمنين (عليه السلام) في غزوة وادى الرمل ويقال انها كانت تسمى بغزوة  ذات السلسلة ما حفظه العلماء ودونه الفقهاء ونقله اصحاب الآثار ورواه نقلة اخبار، مما ينضاف إلى مناقبه (عليه السلام) في الغزوات، وتماثل في الجهات وماتوحد به في معناه من كافة العباد، وذلك ان أصحاب السير ذكروا: ان النبي (صلى الله عليه واله) كان ذات يوم جالسا اذ جاء أعرابي فجثي بين يديه ثم قال: انى جئت لأنصحك قال: وما نصيحتك؟ قال: قوم من العرب قد عملوا على أن يبيتوك بالمدينة ووصفهم له، قال: فأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن ينادى بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون فصعد المنبر:

فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ايها الناس إن هذا عدو الله وعدوكم قد أقبل إليكم يزعم انه يبيتكم بالمدينة فمن للودى؟.

فقام رجل من المهاجرين فقال: أنا له يارسول الله، فناوله اللواء وضم اليه سبعمائة رجل وقال له: امض على اسم الله، فمضى فوافي القوم ضحوة فقالوا له: من الرجل؟ قال: أنا رسول لرسول الله إما أن تقولوا: " لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله "، او

أضربنكم بالسيف، قالوا له: ارجع إلى صاحبك فانا في جمع لا تقوم له، فرجع الرجل فأخبر رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك، فقال النبي (صلى الله عليه واله): من للوادي؟ فقام رجل من المهاجرين فقال: انا له يا رسول الله، قال: فدفع اليه الراية ومضى، ثم عاد لمثل ما عاد صاحبه الاول، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): أين علي بن أبي طالب، فقام أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال: أنا ذا يارسول الله قال: امض إلى الوادي قال: نعم وكانت له عصابة لا يتعصب بها حتى يبعثه النبى (صلى الله عليه واله) في وجه شديد، فمضى إلى منزل فاطمة (عليها السلام) فالتمس العصابة منها فقالت: أين بعثك أبي؟ قال: إلى وادى الرمل فبكت إشفاقا عليه، فدخل النبى (صلى الله عليه واله) وهى على تلك الحال فقال لها: مالك تبكين أتخافين أن يقتل بعلك؟ كلا انشآء الله تعالى فقال له علي (عليه السلام): تنفس علي بالجنة يا رسول الله.

قال: ثم خرج ومعه لواء النبى (عليه السلام) فمضى حتى وافي القوم بسحر فأقام حثى أصبح ثم صلى بأصحابه الغداة وصفهم صفوفا واتكئ على سيفه مقبلا على العدو فقال: يا هؤلاء أنا رسولٌ لرسول الله اليكم أن تقولوا: لاإله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإلا أضربنكم بالسيف؟ قالوا له: ارجع كما رجع صاحباك قال: أنا لا أرجع لا والله حتى تسلموا أو أضربكم بسيفي هذا.

 أنا علي بن ابي طالب بن عبد المطلب فاضطرب القوم لما عرفوه، ثم اجترؤا على مواقعته فواقعهم (عليه السلام) فقتل منهم ستة أو سبعة وانهزم المشركون وظفر المسلمون وحازوا الغنائم وتوجه إلى النبي (صلى الله عليه واله).

فروى عن ام سلمة (رحمة الله عليها)، قالت: كان نبي الله (صلى الله عليه واله) قائلا في بيتى اذا انتبه فزعا من منامه، فقلت له: الله جارك ! قال: صدقت الله جارى لكن هذا جبرئيل (عليه السلام) يخبرني ان عليا قادم ثم خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليا (عليه السلام) فقام المسلمون له صفين مع رسول الله (صلى الله عليه واله) , فلما بصر بالنبي (صلى الله عليه واله) ترجل عن فرسه وأهوى إلى قدميه يقبلهما فقال له (عليه السلام): اركب فان الله تعالى ورسوله عنك راضيان، فبكى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فرحا وانصرف إلى منزله، وتسلم المسلمون الغنائم، فقال النبى (صلى الله عليه واله) لبعض من كان معه في الجيش: كيف رأيتم أميركم؟ قالوا: لم ننكر منه شيئا إلا انه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرء بنا فيها بقل هو الله أحد، فقال النبي (صلى الله عليه واله) سأسئله عن ذلك.

فلما جاءه قال له: لِمَ لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الاخلاص؟ فقال يا رسول الله أحببتها قال النبي (صلى الله عليه واله): فان الله قد أحبك كما أحببتها، ثم قال له: ياعلى لولا إنني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملاء منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك.

فكان الفتح في هذه الغزاة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) خاصة، بعد أن كان من غيره فيها من الافساد ماكان، واختص علي (عليه السلام) من مديح النبي (صلى الله عليه واله) بها فضائل لم يحصل منها شيء لغيره.

قد ذكر كثير من أصحاب السير: ان في هذه الغزاة نزل على النبي (صلى الله عليه واله) فلما بصر بالنبي (صلى الله عليه واله) ترجل عن فرسه وأهوى إلى قدميه يقبلهما فقال له (عليه السلام): اركب فان الله تعالى ورسوله عنك راضيان، فبكى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فرحا وانصرف إلى منزله، وتسلم المسلمون الغنائم، فقال النبى (صلى الله عليه واله) لبعض من كان معه في الجيش: كيف رأيتم أميركم؟ قالوا: لم ننكر منه شيئا إلا انه لم يؤم بنا في صلاة إلا قرء بنا فيها بقل هوالله أحد، فقال النبي (صلى الله عليه واله) سأسئله عن ذلك، فلما جاءه قال له: لم لم تقرأ بهم في فرائضك إلا بسورة الاخلاص؟ فقال يا رسول الله أحببتها قال النبي (صلى الله عليه واله): فان الله قد أحبك كما أحببتها، ثم قال له: ياعلى لولا إنني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملاء منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك.

فكان الفتح في هذه الغزاة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) خاصة، بعد أن كان من غيره فيها من الافساد ماكان، واختص علي (عليه السلام) من مديح النبي (صلى الله عليه واله) بها فضائل لم يحصل منها شيء لغيره، قد ذكر كثير من أصحاب السير: ان في هذه الغزاة نزل على النبي (صلى الله عليه واله) {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا } [العاديات: 1] فتضمنت ذكر الحال فيما فعله أميرالمؤمنين (عليه السلام) فيها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.