أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2017
928
التاريخ: 26-7-2017
1165
التاريخ: 28-7-2017
886
التاريخ: 26-7-2017
916
|
أدرك هارون الرشيد عمق الأرتباط بين الإمام الكاظم (عليه السلام) والمسلمين ووجد أن القاعدة الشعبية للإمام تتوسع بمرور الزمن، فما دام الإمام حيّاً فإن المسلمين يقارنون بين منهجين: منهج الإمام الكاظم (عليه السلام) ومنهج هارون، وبالمقارنة يشخّصون النهج السليم المستقيم عن النهج المنحرف. ومن هنا أدرك خطورة بقاء الإمام (عليه السلام) حرّاً نشيطاً، فأخذ يخطط لسجنه، وتجميد نشاطه والمنع من تأثيره في المسلمين .
إلى جانب ذلك فإن مواجهة الإمام (عليه السلام) له في أكثر من موقف وأعتراضه عليه أمر لا يمكن لشخصية مثل هارون أن تسكت عنه، كما لم يسكت الإمام على تصرفات هارون العدوانية على الأمة الإسلامية وشريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، وتجلت المعارضة والمواجهة في مواقف وممارسات لم يستطع هارون أستيعابها (1).
ثم لم يزل ذلك في نفس هارون حتى أستدعى الإمام الكاظم (عليه السلام) في سنة (170ﻫ/786م) وسجنه فأطال سجنه ثم أفرج عنه بعد ذلك (2) .
وكثرت الوشايات ضد الإمام عند هارون تحرضه عليه وكانت منها وشاية يحيى البرمكي إذ قال له: "إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب، وإن له بيوت أموال" (3) .
فقام هارون بأعتقال الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) سنة (179هـ/795م) وزجّه في سجن البصرة سنة كاملة، وفي سنة (180هـ/796م) سجن ببغداد، ونقل من سجن إلى آخر حتى أغتاله أحد عملائه وهو في السجن (4) .
لقد أستشهد الإمام الكاظم مسموماً سنة (183هـ/799م) (5) وبإيعاز من هارون الرشيد، وكان هارون يخشى تسرّب خبر السم والإغتيال إلى المجتمع الإسلامي. من هنا خطط لتفادي ذلك، وذلك حين جمع القوّاد والكتّاب والقضاة وبني هاشم، ثم كشف عن وجه الإمام (عليه السلام) وقال: أترون أن به أثراً ما يدلُّ على أغتيال؟ قالوا: لا (6) .
وأدخل السندي بن شاهك (7) الفقهاء ووجوه أهل بغداد، ليتفحصوا في جثمانه، فنظروا إليه ولا أثر به من جراح أو خنق، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه، فشهدوا على ذلك، وأخرج الجثمان الطاهر ووضعه على الجسر ببغداد ونودي: هذا موسى بن جعفر قد مات فأنظروا إليه (8) .
وهناك مظالم أخرى للرشيد مع العلويين وشيعتهم نتركها خوف الإطالة، ولأن الشاهد يدل على الغائب، وهو كافٍ وافٍ للتعبير عن حقيقة الرشيد وسياسته.
مات هارون الرشيد بطوس سنة ثلاث وتسعين ومئة للهجرة (9)، وفيها بويع لأبنه الأمين. قال أبو الفرج الأصفهاني: "كانت سيرة محمد في أمر آل أبي طالب خلاف من تقدم، لتشاغله بما كان فيه من اللهو، والإدمان له، ثم الحرب التي كانت بينه وبين المأمون حتى قُتِل، فلم يحدث على أحد منهم في أيامه حدث بوجه ولا سبب" (10) .
______________
(1) الكليني، الكافي، جـ 4، ص 553؛ المفيد، الأرشاد، جـ 2، ص 234؛ الطبرسي، إعلام الورى، جـ 2، ص 28؛ ابن شهراشوب، أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي نصر السروي المازندراني (ت 588هـ/1192م)، مناقب آل ابي طالب، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف،(النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1375هـ/ 1956م)، جـ 3، ص 434؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، جـ 14، ص 344؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 25، ص 243؛ القندوزي، ينابيع المودة، جـ 3، ص 120 .
(2) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 4، ص 588؛ ابن الأثير، الكامل، جـ 5، ص 262؛ ابن الجوزي، المنتظم، جـ 8، ص 218 .
(3) الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، صص 501-502؛ الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن (ت 460هـ/1067م)، الغيبة، تحقيق: عباد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح، ط1، (قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1411هـ/1991م)، ص 28؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 48، ص 232.
(4) الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 504؛ الصدوق، كمال الدين، ص 39؛ المفيد، الأرشاد، جـ 2، صص 242-243؛ الطوسي، الغيبة، صص 30-31؛ الفتّال النيسابوري، روضة الواعظين، صص 220-221؛ الطبرسي، إعلام الورى، جـ 2، ص 34 .
(5) الكليني، الكافي، جـ 1، صص 258-259؛ الصدوق، الأمالي، ص 213؛ المفيد، المقنعة، ص 476؛ الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي (ت 460هـ/1067م)، تهذيب الأحكام، تحقيق: حسن الموسوي الخرسان، ط4، (طهران، دار الكتب الإسلامية، 1390هـ/1970م)، جـ 6، ص 81؛ الطوسي، أختيار معرفة الرجال، جـ 1، ص 405؛ الطبرسي، إعلام الورى، جـ 2، ص 6؛ الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، جـ 21، ص 49 .
(6) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، جـ 2، ص 290 .
(7) هو: السندي بن شاهك بن زادان بن شهريار، من عمال هارون الرشيد، وصاحب الشرطة.
(8) المفيد، الأرشاد، جـ 2، ص 242؛ الطوسي، الغيبة، ص 31؛ الأربلي، كشف الغمة، جـ 3، ص 27؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 48، ص 228 .
(9) ابن سعد، الطبقات الكبرى، جـ 6، ص 386؛ العصفري، تاريخ خليفة بن خياط، ص460؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، جـ 2، ص 302؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، جـ 14، ص 13.
(10) الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 509 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|