أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2017
990
التاريخ: 12-3-2018
1124
التاريخ: 4-7-2017
868
التاريخ: 4-7-2017
995
|
كان أبو جعفر المنصور قلقاً جداً من نشاطات وتحركات الإمام الصادق (عليه السلام)، ومما جعله يزداد قلقاً هو محبوبية الإمام الصادق ومنزلته العلمية الكبيرة، لذلك كان يُحضر الإمام إلى العراق بين الحين والآخر بذريعة وأخرى، ويخطط لقتله وفي كل مرة كان الخطر يزول عن الإمام بنحو أو بآخر (1).
كان المنصور يراقب تحركات الشيعة في المدينة بدقة، وكان لهُ جواسيس ينظرون من ثبتت شيعيته فيضربون عنقه (2) .
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يمنع أصحابه من التعاون والتعامل مع الجهاز الحاكم، وكان يمنع الشيعة من الترافع إلى قضاة الجهاز العباسي، وينهاهم ولا يعد الأحكام التي يصدرونها واجبة التنفيذ شرعاً. وكان يحذّر الفقهاء والمحدّثين من الأنتماء إلى الحكومة ويقول: "الفقهاء أُمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فإتهموهم" (3) .
وكتب أبو جعفر المنصور إلى الإمام يوماً: لولا تغشانا كما تغشانا سائر الناس. فأجابه الإمام: "ما عندنا من الدنيا ما نخافك عليه، ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنّيك عليها، ولا تعدها نقمة فنعزيك بها، فلم نغشاك؟" فكتب المنصور: تصحبنا. لتنصحنا. فأجابه الإمام: "من أراد الدنيا فلا ينصحك، ومن أراد الآخرة فلا يصحبك" (4).
قال محمد الأسقنطوري: "دخلت يوماً على الدوانيقي (5) – أي المنصور- فوجدته في فكرٍ عميق، فقلت له: ما هذا الفكر؟ قال: قتلت من ذرية فاطمة بنت محمد ألفاً أو يزيد، وتركت سيدهم ومولاهم. فقلت: ومن ذاك؟ قال: قد عرفت أنك تقول بإمامته، وأنه إمامي وإمامك، وإمام جميع هذا الخلق، ولكن الآن أفرغ له" (6). وتدلنا هذه الرواية على أنتشار التشيع للإمام علي (عليه السلام) ولأولاده حتى بين حُجّاب المنصور وحاشيته.
وكان المعلى بن خنيس من الشيعة المقربين لدى الإمام الصادق (عليه السلام)، وكان مولاه ووكيله، فكتب المنصور إلى عامله على المدينة، وهو داود بن عروة بقتله، فأستدعاه داود، وقال له: أكتب أسماء الشيعة، وإلا ضربت عنقك، فقال: أبالقتل تهددني؟ والله لو كان أسم أحدهم تحت قدمي ما رفعتها. فضرب عنقه وصلبه، فعزّ ذلك على الإمام الصادق، ودعا على داود، وما أن إنتهى من دعائه، حتى إرتفع الصياح، وجاء الخبر بهلاكه (7). وأيضاً كتب المنصور إلى عامله أن يحرق على الإمام الصادق داره. ثم دسّ إليه السم فمات مسموماً (8) .
قتل المنصور من أبناء الإمام علي وفاطمة البتول (عليهما السلام) ألفاً، أو يزيدون بأعترافه وقتل من شيعتهم ما لا يعد ولا يحصى، وتفنن في ظلمهم، وأخترع أنواعاً من القتل، وألواناً من التنكيل.
_______________
(1) الفتّال النيسابوري، روضة الواعظين، صص 208-209 ؛ الأربلي، كشف الغمّة، جـ 2، ص 412؛الشبستري، عبد الحسين، الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) ، ط1، (قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1418هـ/1998م)، جـ 1، صص 11-12 .
(2) البيشوائي، سيرة الأئمة، ص 350.
(3) الأربلي، كشف الغمة، جـ 2، ص 399 .
(4) الأربلي، كشف الغمة، جـ 2، ص 427 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 47، صص 184-185؛ المرعشي، إحقاق الحق، جـ 19، ص 530.
(5) الدوانيقي: لقب أبي جعفر المنصور، ويقال له أبو الدوانيق أيضاً لأنه كان معروفاً ببخله وإكتنازه للمال، والدانق بفتح النون وكسرها سدس الدرهم ، والدانق الإسلامي ستة عشر حبة خرنوب، وجمع المفتوح دوانق، وجمع المكسور دوانيق .
(6) الطوسي، أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة المشهدي (ت 560هـ/1164م)، الثاقب في المناقب، تحقيق: نبيل رضا علوان، ط2، (قم، مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر، 1412هـ/1992م)، صص 208-209؛ البحراني، هاشم بن سليمان بن إسماعيل (ت 1107هـ/1695م)، مدينة معاجز الأئمة الأثني عشر ودلائل الحجج على البشر، تحقيق: عباد الله الميانجي، ط1، (قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1415هـ/1995م)، جـ 5، صص 248-249 .
(7) الطبرسي، إعلام الورى،جـ1، ص524؛ الأربلي، كشف الغمة، جـ 2، صص 382-383؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 47، ص 110.
(8) القمي، عباس (ت 1359هـ/1940م)، الأنوار البهية في تواريخ الحجج الألهية، ط1 (قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417هـ/1997م)، ص 172 ؛ الجندي، عبد الحليم، الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، ص 370؛ مغنية محمد جواد، الشيعة والحاكمون، ص 150 .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|