المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الخواص العلاجية للغذاء الملكي
11-8-2020
محركات البحث Search Engines
2023-03-06
التحدث مع الاموال والأولاد والاعمال
10-7-2020
الغدة الثايموسية The Thymus
12-7-2016
الصناعة والبيئة
30-1-2019
جمع عينات مخلفات الحرائق
2023-12-06


علم الدلالة المفردي: العلاقات الترابطية (تعدد المعاني Polysemy والتجانس Homonymy)  
  
3162   11:43 صباحاً   التاريخ: 26-4-2018
المؤلف : ف – بلمر /ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص117- 124
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / المشكلات الدلالية / المشترك اللفظي /

 

‏ان مناقشة تطابق المعنى sameness of meaning ليست بالعملية السهلة جدا، الا انه يبدو ان ليست ثمة صعوبة اساسية في دراسة اختلاف المعنى واضافة الى ان المكلمات المختلفة معاني مختلفة، فللكلمة نفسها مجموعة من المعاني المختلفة. هذا هو تعدد المعنى. فالقاموس يعرف كلمة [عين] مثلا  بما لا يقل عن هذه الصيغ: [عضو البصر عند الاحياء، بئر، عضو في مجلس الاعيان، الخ]. وهناك مع ذلك متاعب حتى مع هذا المفهوم البسيط ظاهريا.

‏بدءا، لا نستطيع ان نحدد بوضوح ما اذا كان معنيان متطابقين او مختلفين، وان نقرر بالتالي كم معنى تملك الكلمة، اذ ليس من السهل تجريد معنى معين وتمييزه عن باقي المعاني. خذ الفعل يأكل. سيميز القاموس بين المعنى الحرفي (كما هو مبين ادناه) لأخذ الطعام والمعاني المشتقة للاستهلاك ‏والتآكل، وقد نعاملها على انها ثلاثة معاني مختلفة، لكننا نستطيع ايضا ان نميز بين اكل اللحم واكل الحساء، فيتم الاول بواسطة السكين والشوكة والثاني بواسطة الملعقة. كما نستطيع ان نتكلم عن شرب الحساء اضافة الى اكله. ويتطابق الاكل في احد معانيه مع الشرب. المشكلة على كل حال، هي ان نقرر ما اذا كان هذا يمثل معنى متميزا لـ يأكل. الحل البديل هوان معنى يأكل

ص116

يتداخل مع يشرب، لكن كلا منهما يغطي مساحة دلالية واسعة ( لا يتداخل قسم كبير منها). فان قررنا على كل حال، ان مناك معنيين ( يأكل نسأل عندئذ ‏ما اذا كان لأكل الهلام نفس المعنى مثل اكل الطوفي الذي يتضمن المضغ، او اكل الحلوى الذي يتضمن المص. من الواضح اننا نأكل انوع مختلفة من ‏الطعام بأشكال مختلفة. وان لم نكن دقيقين، فسوف نقرر ان للفعل اكل معنى مختلفا في كل نوع من الطعام الذي نأكله. المهم انه لا يتوجب علينا ان ننظر في جميع الاختلافات المحتملة للمعنى، بل في تطابق المعنى كلما امكن ذلك، اضافة الى انه لا يوجد معيار واضح لمفهومي الاختلاف والتطابق.

‏المشكلة العملية الاخرى انه اذا كان لصيغة ما عدة معان، فليس من الواضح دئما ما اذا سنقول ان هذا مثال لتعدد المعاني (كلمة واحدة بمعان متعددة)، او للتجانس (وجود عدة كلمات بالشكل نفسه). فقد لاحظنا سابقا مثلا، ان القاموس يعامى [عين] كلمة مفردة متعددة المعاني. لكنه يدرج العديد من الكلمات المتجانسة [سيف - مهند - حمام... ]. وعلى القاموس ‏ان يحدد ما اذا كان يتوجب معاملة عنصر معين بموجب التعدد (اي تعدد المعاني) او التجانس اذ انه سيعامل العنصر متعدد المعاني على انه مادة قاموسية واحدة، بينما يعتبر العنصر المتجانس مادة مستقلة عن متجانساتها. ولا يعني هذا طبعا ان بالإمكان التمييز بين التعدد والتجانس بمجرد مراجعة القاموس، اذ ان علينا ان نبحث عن الاسباب التي جعلت صانع القاموس يتخذ هذا القرار، والتي تبدو في بعض الحالات عشوائية بحتة.

‏هناك بعض التعقيد في حقيقة اننا لا نضع التمييزات نفسها في الكتابة والنطق. فالكلمتان lead (رصاص) وlead (في الانكليزية مقود الحيوان) تكتبان بشكل واحد لكن تلفظهما مختلف. في حين ان site (موقع) و sight (منظر) تختلفان كتابة وتتطابقان لفظا. وتستعمل لفظة التجانس الكتابي و homography ‏للحالة الاولى والتجانس اللفظي وhomophny ‏للحالة الثانية. الغريب ان بعض

ص117

المتجانسات اللفظية متخالفات فيما بينها: raise (يرفع) و raze (يزيل).

المسألة على كل حال، هي ان نقرر متى يكون هناك تعدد ومتى يكون تجانس. فلو كانت لدينا صيغة كتابية بمعنيين، فهل سنقول انها كلمة واحدة بمعنيين مختلفين (التعدد) ام كلمتين مختلفتين بشكل واحد (التجانس) ؟ هناك عدد من الطرق الممكنة للإجابة على هذا السؤال. أولا، تبني القواميس عادة قرارتها على تاريخ معنى الكلمة. فإن عرف المعجميون ان للصيغ المتطابقة اصولا مختلفة فإنها ستعتبر متجانسات وتدرج في القاموس مواداً مستقلة، وان عرفوا ان لها اصلا واحداً، حتى ان كانت لها معان مختلفة، فستعامل متعددات وتعطي مادة واحدة في القاموس. هذا على كل حال غير مثلا كلمة pupil (طالب) بكلمة pupil (بؤبؤ العين)، مع ذلك فهما تاريخيا – من اصل واحد، وبهذا يعتبر ترابطهما مثالا للتعدد. اما في اللغة المعاصرة فإنهما كلمتان غير مترابطتين، اي انهما حاليا متجانستين. من الجانب لآخر، نلاحظ اننا نتكلم عن قدم الجبل وارجل الكرسي ولسان الحذاء وعين الابرة، وبالمثل، نستعمل لفظة ear  (أذن) لحبة القمح او الشعير: اذن الحبة.

وتستعمل الالفاظ نفسها لأعضاء الجسم. يبدو ان كل هذه الالفاظ امثلة للاستعارة، وبهذا تكون تعدداً. مع ذلك يخبرنا علماء تاريخ الكلمات ان اذن الحبة لا ترتبط ابدا بإذن الانسان. انهما تاريخيا متجانستان. لكن معظم الناس يعتبرونها اليوم كلمة واحدة بمعنيين مختلفين، اي مثالين للتعدد، هناك طبعا امثلة اخرى. التاريخ اذن لا يعين كثيراً.

ومما يجلب النظر، أن الاختلاف في الكتابة لا يتضمن دائما اختلافا في الاصل. فما هي اليوم متجانسات قد تكون مشتقة في الاصل  من صيغة واحدة. الامثلة من الانكليزية هي: metal (معدن)، mettle (مزاج) و flour (طحين)، flower (زهرة). وتظهر هذه الازواج مشاكل جدية للدلالي، اذ انه اذا

ص118

‏اعتمد معرفته التاريخية، فإنها كلمة واحدة، مجرد امثلة لتعدد المعاني، رغم انها تختلف كتابة. مع ذلك يبدو هذا غريبا: مل نستطيع ان نعتبر الكلمات المختلفة كتابة كلمة واحدة ؟ لكننا نجد ان الاختلاف الكتابي لا يضمن اختلافا ‏في الاصل. فهل سيعاملها صانع القاموس كلمات مختلفة لأنها تختلف في كتابتها ام كلمة واحدة لان اصلها واحد ؟ انه عمليا يسمح عادة (لكن ليس دائما) للاختلاف الكتابي ان يكون الحد الفاصل لأنه يحتاج لان يحفظ ‏الكلمات في موقعها الالفبائي.

‏ثانيا، قد نسأل ما اذا نستطيع أن نضع أية ملاحظات عامة عن الاختلاف في المعنى. هل توجد الانواع المنتظمة للاختلافات في معاني الكلمات ‏المتعددة. من المعقول ان نقترح انه حيثما تكون الاختلافات منتظمة ويمكن الى حد ما التنبؤ بها، تكون الحالة تعددا اكثر مما هي تجانس. ان من اشهر ‏انواع العلاقات بين المعاني هي الاستعارة، حيث يكون لكلمة ما معنى حرفي ومعنى او معاني اخرى، واوضح مجموعة للأمثلة مي كلمات اعضاد الجسم: يد، قدم وجه، رجل، لسان، عين، الخ. فمن الواضح سليقيا ان مجموعة الكلمات ككل تنطبق على الجسم فقط، وينتقل قسم معين منها فقط الى الموضوع ذي العلاقة - فليس للساعة رجل وليس للفراش يد ولا للكرسي ‏لسان، الخ.

‏ان الاستعارة على كل حال، عشوائية الى حد ما. فقد يبدو واضحا ان قدم ‏ملائمة للجبال وعين للإبرة، الا ان نظرة عابرة الى لغات اخرى ترينا ان ذلك غير صحيح ففي الفرنسية [وفي العربية] ليس للإبرة عين. وفي لغات كثيرة (مثل اللغات الاثيوبية وبعض لغات امريكا الشمالية) [والعربية] ليس للجبل ‏قدم. اضافة الى هذا، تستعمل عين في الانكليزية مع عدد من المعاني الاخرى، مثل مركز الاعصار او ينبوع الماء، غير المرتبطة بوضوح دلاليا بعضو النظر، ومع ذلك فإنها لا تستعمل لمركز الزهرة او الفجوة، على الرغم من انها

ص119

قد تبدو سليقيا مرشحات معقولات لتوسيع المعنى.

‏هناك انوع اخرى للنقل الاكثر انتظاما فقد تستعمل كثير من النعوت اما حرفيا للخاصية المشار اليها او مع المعنى المنقول لمصدر الخاصية. وهكذا فقد ‏يكون الشخص حزينا وقد يكون الكتاب حزينا، في حين ان الجاكيت يمكن ‏ان يكون دافئا بمفهومين (اما ان يكون في درجة حرارة معينة اوانه يحفظ الشخص دافئا). وتحدد اللغة الاختلاف في المعنى في اننا لا نقول: جون حزين حزن الكتاب الذي كان يقرأه. وهذا يشبه المفهوم القواعدي التقليدي للزيوقما zeugma (كانت ترتدي بدلة بيضاء وابتسامة على وجهها) اذ تتوارد في كلتا الحالتين كلمة معينة مع كلمتين اخريين تتطلب كل منهما الكلمة الاولى ‏ليكون لها معنى مختلف، وهذا ما لا تسمح به اللغة. وبالمثل، فكثيرا ما يكون للأمم مفهوم مادي ومفهوم مجرد. وهكذا فقد نقارن [الساعة تدق العاشرة صباحا] بـ [الساعة آتية لاريب فيها]. لاحظ ثانية اننا لا نقول: (الساعة آتية ‏العاشرة صباحا وهي آتية لا ريب فيها].

‏على كل حال، ليس من السهل دائما ان نقرر ما اذا كانت علاقة ما منتظمة ام لم تكن. فللإنكليزية استعمالات متعدية ولازمة (بالمفهوم القواعدي وليس المنطقي) للأفعال مثل يفتح ويدق:

‏انفتح الباب. The door opened

‏انا فتحت الباب. I opened the door

‏دق الجرس.

‏انا دققت الجرس. I rang the bell

‏وتختلف قليلا الصيغ الاساسية والسببية causative: يسير، يمشي، يركض – هوسار/ مشى / ركض ميلا، مقابل: هو سيرهم الى قمة التل، هومشى الكلب، هو ركض الاطفال الى المدرسة ( ٧ ‏). م يدومن المعقول اذ لا نعتبر مذ ٠ ‏الازواج متجانسة منا، ولا نقول بالتالي، اك مناك فعلين open [ يقابلهما

ص120

في العربية فتح للمتعدي وانفتح للازم كما هو واضح اعلاه ] و march [يقابلهما في العربية ساروسير)، الخ. مع ذلك فإن علاقات المعنى غير منتظمة كليا: هل ان: مشى الكلب تعني جعله يمشي ؟ وبالتأكيد فإن ركض الاطفال لا تعني جعلهم يركضون. اضافة الى هذا، لا تعمل كل الافعال بالطريقة نفسها. فليست هناك صيغة لازمة (ولا سببية) للفعل جرح:

* الرجل جرح The man wounded

كما لا نقول في الانكليزية:

* The man swam them across the river

(المعنى الحرفي: هو سبحهم عبر النهر).

العلاقة الاقل انتظاماً هي الموجودة في: يذوق، يشعر، يشم، التي قد تعني اما عنده الحاسة او يتحرك ليكتسب الحاسة، كما في: انا اذوق الملح في الثريد، و: أنا ذقت الثريد. أما في حاستي البصر والسمع فهناك افعال مختلفة للتعبير عن هذه المعاني المترابطة – ينظر، يرى، يسمع يصغي. هل نقول اذن ان هنالك نوعين للذوق ؟

طريقة ثالثة ومختلفة الى حد ما اعتماد التعد بدلا من التجانس هو ان نبحث عن معنى مركزي او بؤرة المعنى. ان هذا ممكن حيثما تكون لنا امثلة للاستعارة او للمعاني المنقولة التي لاحظناها في حزين. ولكن على العموم فمن الصعب جدا أن نقرر ما اذا كان هناك معنى مركزي. من الواضح تماما لماذا لا نستعمل لفظة مفتاح الباب فقط، بل لحالات اخرى ايضا [مفتاح الحل]، الخ انه ليس من السهل ان نرى لماذا تستعمل لمفاتيح البيانو، ومن غير الواضح بالتالي ان يكون هذا مثالا للتعدد. وتصبح المسألة اكبر مع الافعال. فالفعل يشحن يستعمل في الكهرباء وفي تحميل البضاعة وهذان الاستعمالان مختلفان تماماً في المعنى. فهل بالإمكان اكتشاف

ص121

المعنى المركزي او البؤري ؟

اذا نظرنا الى ما حدث في التاريخ، سنجد لماذا ظهرت المشكلة. فالكلمات تير معانيها بطرق غريبة جدا. فكلمة arrive (يصل) في الانكليزية متشقة من الكلمة اللاتينية ripa (ساحل) وكانت تعني اصلا (يصل الساحل) في حين ان rival (غريم) في الانكليزية مشتقة من الكلمة اللاتينية rivus (جدول مائي)، وكانت rival تعني اصلا الناس الذين يشتركون في نفس الجدول. ان مثل هذه التغيرات ترينا انه ليس عجيبا ان معاني يشحن قد تنوعت بغير ترابط.

رابعاً، قد نستطيع ان نستعمل اختيار الغموض . فجملة [اعجب الطفل بمال العيون] تبدو غامضة، اذ يمكن ان تكون [ العيون اعضاء البصر او عيون الماء]، لكن القرار ليس سهلا دائماً. فكلمة kill تستعمل للإشارة اما للاغتيال او القتل العفوي. فالأمر: لا تقتل احدا منهم، قد يفهم ضمن الثاني. مع ذلك فإننا لا نرغب ان نقول ان: جون قتل بل، غامضة. واصعب من ذلك بقليل حالة: سمعت البنت تصرخ. انه من غير الواضح ما اذا كان معنيا يصرخ (يبكي، يصبح) يجعلاننا نستنتج ان ثمة غموضا فيها. الواقع اننا سنعود الى نفس النوع من المشكلة التي بدأنا بها هذه الفقرة – ان نقرر ما اذا كان هناك فعلا اختلاف في المعنى.

لقد قال البعض ان احد اختبارات الغموض هو الاختبار التعادلي. فجملة [نظر جون وبل الى العيون الجميلة] لا تفهم بمعنى [نظر جون الى عضو البصر ونظر بل الى عين الماء]. ان صيغة معينة لمثل هذه الجملة هي اختبار (وكذلك...) – اي حقيقة اننا لا نستطيع ان نقول: [نظر جون الى العيون الجميلة، وكذلك فعل بل ] بكلا المعنيين لـ عين. لكن هذه الاختبارات لا تعين، لان احكام التعادل تعتمد على احكام تطابق المعنى. وتبقى الحلات المشكوك فيها. فإذا قلنا: صرخت ماري وكذلك فعلت راث، مقبولة بمعنى ان

ص122

ماري بكت وراث صاحت، فمرد ذلك اننا لا نعتبر صرخت غامضة. على اية حال، فإن الاختبار التعادلي سيضطرنا الى عمل الكثير من التمييزات. وهناك امر يجلب النظر في جملة: جون يحب امرأة شقراء والحلوى، وفي جملة: انا رأيت هلن ومباراة كرة قدم عصر اليوم، لكن ذلك لا يكاد يمكننا من القول ان هناك فعلين لـ " يجب " وفعلين لـ " يرى " وكما رأينا، فلا نستطيع ان نقول [ الساعة تدق العاشرة صباحا وهي آتية لا ريب فيها]، مع ذلك، فإن هذا سوحي لنا خطأ ان هناك مفردتين لـ ساعة.

ان الغموض بحد ذاته ليس كافيا لتحديد التجانس. وتطرح كمبسن (1977) جملة:

He ran the race

التي تعني اما انه كان متنافسا في سباق الركض او انه نظم السباق. ولكن بما ان المعنيين لـ run هنا يرتبطان بموجب التسبب مثل يمشي ويسير، فمن غير المألوف ان نقترح ان لدينا عنصرين مفرديين. وينجم الغموض اما من الاختلافات المفردية او من الاختلافات القواعدية. وهكذا فجملة: [لقد ضربوا الرأس] غامضة مفرديا لأن [الرأس يعني الجزء العلوي من جسم الانسان او رئيس الجماعة] في حين ان جملة [ تحدثنا عن حب الرئيس] غامضة لانها تحتمل بنيتين قواعديتين [حب الرئيس للشعب او حب الشعب للرئيس]. اما معنيا run فهما من النوع شبه القواعدي. ولن نستفيد شيئا من اعتبار هذين الاستعمالين لـ run عنصرين مفرديين مختلفين، ولن يفعل ذلك اي صانع قاموس.

على كل حال، فمن الطبيعي لكلمة متعددة المعاني ان يكون لها عد من المترادفات التي تتطابق كل واحدة منها مع احد معانيها. وسيكون لها غالبا عدد من المتخالفات. فكلمة لطيف قد تستعمل مع 1. جو 2. خُلُق 3. جواب 4.

ص123

شاب. ويمكن ان تكون متخالفاتها: 1. غائم 2. رديء 3. خشن 4. خشن على التوالي. نلاحظ ان لطيف مع واب وشاب لها نفس المتخالفة خشن. وقد يغرينا هذا بالقول انه حيثما تكون المتخالفة نفسها يكون هناك تعدد معنى، وحيثما تختلف المتخالفة يكون هناك تجانس. لكن هذا سيوحي بأن لطيف مع جواب اكثر شبها بـ لطيف مع شاب من لطيف مع خلق، بينما تخبرنا السليقة ان جواب اقرب الى خلق منها الى شباب، وهذا مالا تكشفه المتخالفات.

وقد توجد، في حالات قليلة، بعض الاسباب الشكلية للإقرار بالتجانس. فالكلمة الفرنسية poli تعني مطلي اما بالمعنى الحرفي او بالمعنى المجازي. ويبدو هذا مثالا واضحا للتعدد. الا ان الكلمة ترتبط في معناها الحرفي بكلمة depolir (يقشع الطلاء) و (طلاء)، في حين انها ترتبط في معناها الآخر بـ impoll (غير مؤدب) و  politesse  (أدب). يبدو من هذا المثال ان هناك كلمتين مختلفتين تعودان الى مجموعتين مترابطتين مختلفتين.

لاحظ اخيرا ان تعدد المعنى ليس مقتصراً على كلمات القاموس. انه موجود ايضا في العناصر القواعدية – فللفعل الماضي في الانكليزية معنيان مختلفان [وفي العربية ايضا: ذهبتُ أمس، لو ذهبت غدا...] وهناك كما سبق ان رأينا غموض مماثل في النحو. الامثلة المشهورة هي: [المهندسون والمعلمون المسنون، اذ يمكن ان يصف النعت المسنون كلتا اللفظتين او المعلمون فقط ]. وكذلك: زيارة الاقارب مملة [نزور الاقارب او يزورنا الاقارب]. وتتطلب كلتا الحالتين تحليلاً نحويا مختلفا ومصحوبا باختلاف في المعنى. ان تعدد المعنى خاصية عامة في اللغة.

ص124




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.