المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



علم الدلالة المفردي: العلاقات الترابطية (التخالف Antonymy)  
  
852   11:28 صباحاً   التاريخ: 25-4-2018
المؤلف : ف – بلمر /ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص109- 113
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / المشكلات الدلالية / التضاد /

 

‏تستعمل لفظة تخالف للتضاد في المعنى، فالكلمات المتضادة غالبا ما يعتبر التخالف مضاداً للترادف، الا ان حالتيها تختلفان كليا، إذ لا حاجة ماسة للغات الى الترادف الحقيقي، إذ ان من المشكوك فيه، كما رأينا، ان هناك مترادفات حقيقية. لكن التخالف سمة لغوية منظمة وطبيعية جدا، ‏ويمكن تعريفها بدقة كافية. مع ذلك، فالغريب انها موضوع طالما أهمل في كتب علم الدلالة ولا يعطى عادة مكانا ذر القواميس. على كل حال. هناك انوع مختلفة للتضاد وعلينا أن نميز بينها بدقة.

‏بدءاً، تكثر في الانكليزية [و العربية] ازواج من الكلمات مثل: واسع، ‏ضيق ومسن، شاب، وكبير، صغير، الخ. تشترك هذه الكلمات وجميعها نعوت في حقيقة أن بالإمكان رؤيتها بموجب درجات النعت المعني. فالطريق قد يكون واسعا أو واسعا جداً وقد يكون طريق ما أعرض من غيره. ‏هناك تدريج للعرض والعمر والحجم،. الخ، يشار اليه بهذه النعوت.

‏يقول سابير ان علينا ان نعامل كل هذه الكلمات بموجب التدريج. فصيغ المقارنة للنعوت (طويل - أطول من - الاطوال) مدرجة صراحة، فقولنا ان طريقا ‏ما أعرض من طريق آخر، أو ان شخصاً أسن من غيره أو أن كتابا أكبر من كتاب ثان يعني اننا نضعها في مقياس تدريجي للمقارنة.. يمضي سابير الى القول انه على الرغم من أن الصيغتين الثانية والثالثة (أطول. الاطول) مشتقان من الصيغة الاولى (طويل) فانهما تسبقانها منطقيا، اذ أن طويل وعريض ومسن وكبير يمكن فقط فهمها بموجب كونها أطول أو أعرض أو أسن أو اكبر شيء ما

 ص109

- ربما من وحدة معيارية معينة. انها كما يقول سابير متخالفات مدرجه ضميناً.

‏هذه النعوت ليست فقط مدرجة، بل انها مدرجة ضمن معايير متعددة وفقاً للعناصر المقصودة. فمثلاً اذا قلت ليس هناك اناس كثيرون حاضرون، فان هذا قد يعني خمسة أو سته اشخاص اذا كنا نتحدث عن جلسة خاصة، ولكن ربما عشرين ألف اذا كنا نتحدث عن المشاهدين في مباراة قدم مهمة في ملعب ومبلي. المعيار اذن يحدده الشيء المنعوت. فالشريط على بدلة قد يكون عريضاً اذا كان عرضه بوصتين فقط، في حين ان الطريق سيكون حتماً ‏عدة ياردات قبل ان نصفه بالعرض. وهذا يفسر التناقض الظاهري في القول ان ميلاً صغيراً اكبر من فأر كبير، لان صغير تعني أصغر ما يكون للفيل وان كبير تعني اكبر ما يكون للفأر. وفي معظم المتخالفات تربط مجاميع من العلاقات بين صيغ المقارنة بحيث تتضمن هذه الصيغ كل هذه الافكار:

‏الطريق أعرض من الزقاق.

الزقاق أضيق من الطريق.

الطريق أقل ضيقاً من الزقاق.

الزقاق أقل عرضاً من الطريق.

‏انها ترتبط بموجب قلب المتخالفات (أعرض، اضيق) وبموجب علاقة ‏(أكثر من، أقل من) وهذه أيضا تتضمن قلبا للمتخالفات. وبما ان المخالفات مدرجة، فليس غريبا ان توجد غالبا ألفاظ وسطى. فلدينا ليس فقط (حار، ‏بارد)، بل حار، دافئ،  معتدل، بارد، مع اللفظتين المتوسطتين دافئ ومعتدل اللتين تشكلان تخالفا بحد ذاتهما.

‏المسألة الاخرى هي ان أحدى اللفظتين في كل زوج تكون اللفظة الموسومة marked وتكون الاخرى اللفظة غير الموسومة unmarked، اي أن أحدى اللفظتين فقط تستعمل للسؤال عن درجة النعت المدرج أووصفه. فنقول: كم ارتفاعه ؟ كم عرضه ؟ ارتفاعه ثلاثة أقدام. عرضه اربع ياردات، من غير ان نقصه انه عال

ص110

او عريض. لكن اللفظة الاخرى للزوج لا تستعمل - انها اللفظة الموسومة. لذلك فـ: كم انخفاضه ؟ كم ضيقه ؟ يعني ان الشيء المقصود هو فعلاً منخفض او ضيق، ولا نقول عادة: ان انخفاضه ثلاثة اقدام، كما لا نقول  ‏ ان ‏ضيقه اربع ياردات لاحظ أيضا ان العضو نفسه في الزوج (وهو نعت) يستعمل لتكوين الاسماء: الارتفاع والعرض،... وهي محايدة تماما مقارنة، ‏انخفاض وضيق. ان عناصر الالفاظ الاوسع، في اللغة الانكليزية هي التي ‏يبدو انها غير موسومة، لكن هذا ليس سمة عمومية. فحيثما تتحدث الانكليزية [والعربية] عن مقياس السماكة تتحدث اليابانية عن مقاس النحافة.

‏قد نتحدث هنا ايضاً عن أزواج من النوع ذكر، انثى، متزوج، أعزب، حي، ميت. وهى ما يعاملها لاينز( ١٩٦٨ ‏) بموجب التعاكس، أي ان العناصر تعاكس بعضها بعضها. و على وجه التحديد، فإنها تعود على مجموعة العناصر المتضاربة التي نوقشت في ‏، ولكن بميزة محددة -انها اعضاء في مجاميع ثنائية الالفاظ بدلاً من المجاميع المتعددة الالفاظ التي ناقشناها هناك.

‏الا أنها تشبه الى حد ما متخالفاتنا القابلة للتدرج. فكلاهما يظهران التضارب. فقولنا ان شيئاً ما عريض يعني انه ليس ضيقاَ. وقولنا ان شخصا ما ‏متزوج يعني انه ليس أعزب. غير ان هناك فرقأ جوهرياً بين النوعين، اذ ان القول، في الازواج التي قدمناها، أن شيئا ما ليس حالة ما يعني انه الحالة الاخرى. فان كان بيتر غير متزوج، فهو أعزب والعكس صحيح، وينجم هذا طبعا من حقيقة ان هناك احتمالين فقط، بخلاف المجاميع المتعددة. ففي المتخالفات المتدرجة، ورغم وجود لفظتين فقط، فان القول بأن شيئا ما ليس عريضا (مثلا) لا يعني انه ضيق. ان احتمال كون الشيء غير واسع وغير ضيق يبقى مفتوحاً.

‏ان المتخالفات والمتعاكسات Complementaries ‏لا تعير نفسها بسهولة الى صيغة التقنين المنطقي المقترحة سابقاً. ونود ان نقول بالنسبة للمتخالفات، اذا

ص111

كان شيء ما (أ) فانه ليس ب (والعكس صحيح)، في حين ان علينا ان نقول أن في المتعاكسات، إضافة الى ذلك، ان الشيء اذا لم يكن (أ) فهو(ب) (والعكس صحيح ايضا). فللمتخالفتين واسع، ضيق تكون المعادلة: A ‏س ‏(و ‌»س» N ‏← ض «س») وكذلك A ‏س (ض (س) N ← و ‌»س») وهذا، طبعا، يتبع منطقياً، في حين ان للمتعاكستين ذكر، انثى، تكون المعادلات ‏كما يلي:

A ‏س ‏(ذ ‌»س» ‏← ن «س»)

A ‏س ‏(N ذ ‌»س» ‏← ن «س»)

A ‏س ‏(ن ‌»س» N ‏← ذ «س»)

A ‏س ‏(N ن ‌»س» N ‏← ذ «س»)

‏(تتبع المعادلتان الثالثة الرابعة من الاولى والثانية) (ن = انثى) لكن هذا لا ‏يكفي للتمييز بين المتخالفات والمتعاكسات. علينا أيضا في كلتا الحالتين ان نبين أنهما تعودان الى نفس النظام أو الحقل الدلالي (٤ ‏- ٢). المتعاكسات. أولاً من غير الصحيح ان نقول ان شيئاً ما ان لم يكن ذكراً فهو ‏انثى اذ أنه قد يكون محايداً. بهذا يكون التعاكس بين ذكر وأنثى مقتصراً على مناقشة الاحياء. وبالمثل علينا ان لا نعتبر القرد و الحديدوز متخالفتين، على ‏الرغم من حقيقة ان شيئاً ما ان كان قرداً فهو ليس حديدا (والعكس صحيح). اضافة الى ذلك، لا يكفي في المتخالفات ان نقول ان الالفاظ تعود الى نفس النظام، فلفظتا فرسي وبقري ليستا متخالفتين، ان مفهوم التدرج أساسي ‏أيضاً.

المسألة المهمة الاخرى هي انه ليس ثمة تمييز مجرد بين هذين النوعين.

‏فبوسعنا ان نعامل ذكر، أنثى ومتزوج، أعزب وحي، ميت متخالفات متدرجة احياناً فقد يكون المرء مذكرا جداً أو اكثر تزوجا وبالتأكيد ميت أكثر مما هو حي.

‏وبوضوح أكثر، فان لبعض المتخالفات المتدرجة مزايا الازواج المتقابلة:

ص112

(1)هناك بعض أزواج النعوت: شريف، غشاش، مطيع، عنيد ومفتوح، مغلق، القابلة للتدرج بموجب اكثر من أو أقل من، مع ذلك فان نفي احديهما يعني تأكيد الاخرى. فرغم اننا قد نقول ان: بل أشرف من جون فان بل ليس شريفا ‏، تعني ان بل غشاش. وان: بل ليس غشاشا تعني ان بل شريف.

‏بعبارة اخرى، ان هذه النعوت متدرجة ضمنياً.

‏(٢) ان بعض ازواج المتخالفات كما يقول سابير، غير قابلة للتبادل بانتظام.

‏أي ان علاقة: أكثر من أو أقل من، لا تنطبق عليها. مثال على ذلك: ذكي، غبي، اذ أن أكثر ذكاءاً لا تساوي أقل غباءاً، أو ان أكثر غباءاً  لا تساوي أقل ‏ذكاءاً. فمع ان اللفظتين متدرجتان فلهما قيمة مجردة في أحدى نهايتي ‏المقياس.

ص113




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.