‏ناقشنا في ٤ ‏- ٢ ‏اصناف او مجاميع العناصر المتضاربة . الا ان هناك ايضا كلمات تشير الى الصنف نفسه ان التضمين يذكرنا بمفهوم الاحتواء inclusion : كلمة زنبقة مثلا تحتويها وردة ، وكلمتا اسد وفيل تحتويهما لبون (او ربما حيوان).

ص99

و بالمثل فان ، قرمزي ، يدخل في احمر. الاحتواء اذن مسألة عضوية صنف. واللفظة العليا هي الضامنة superordinate والسفلى التضمينية hyponym  

كنا مهتمين في بأعضاء ذات تضمينات متكافئة ، اذا جاز التعبير . مع ذلك فمن الغريب انه لا توجد احيانا لفظة ضامنة . ولا حظ لاينر ( 1963 ) ان في الاغريقية ولكن ليس في الانكليزية [ ولا في العربية ] لفظة ضامنة تغطي ‏عددا من المهن والحرف : نجار، طبيب ، عازف النار ، مدير دفة السفينة ، صانع الاحذية ، الخ . ان اقرب لفظة محتملة هي حرفي لكنها لن تشمل طبيب وعازف النار و مدير دفة السفينة . وبالمثل وربما اكثر غرابة ، ليست ثمة لفظة ضامنة لجميع كلمات الالوان : احمر، ازرق ، اخضر، ابيض ، الخ . اللفظة ملون تستبعد عادة اسود وابيض (ربما رمادي ايضا) ، وعندما تشير الى الاجناس البشرية فإنها تعني غير ابيض. قد تظهر اللفظة نفسها في عدة مواضع في التسلسل الهرمي . وهذا طبعا 

ص100

‏ممكن فقط ان كانت متعددة المعاني فقد تكون في احد معانيها ضامنة لنفسها في معنى آخر (علما بأن علينا ان نتجنب استعمال كلتا اللفظتين في السياق نضمه) . فكلمة حيوان قد تستعمل (١‏) مقابل نبات لتحوي الطيور والاسماك والحشرات و اللبائن (2‏) بمعنى لبائن مقابل الطيور و الاسماك و الحشرات لتحوي الانسان والحيوانات (٣‏) بمعنى «وحش» مقابل انسان . وهكذا فهي ترد ثلاث مرات في التصنيف الهرمي في الطبيعة . الشكل ٤ ‏يوضح النقطة بوضوح  .

هنالك حالة مشابهة مع الكلمة " كلب " وكذلك كلمة " غنم" التي تستعمل لجميع المخلوقات من انواع معينة. انها اللفظة الضامنة ل: شاة ، حمل ، كبش، الخ . وهناك الفاظ مشابهة: حصان لكل من فحل ، فرس ، مهر، الخ. لكن اللفظة الضامنة للكلاب هي كلب، رغم ان كلب هي ايضا تضمينه مقارنة بـ كلبة . ويوضم ذلك الشكل ٥ ‏.   

‏نستطيع طبعا في الانكليزية ( أوفي العربية) تكوين المجاميع التضمينية عندما لا توجد تضمينات بكلمات مفردة بشكل مشابه ، الزرافة مثلا : ذكر الزرافة ، انثى الزرافة ، الزرافة الطفلة . اما اللفظتان Cattle  ‏(ماشية) و poultry (دواجن) فغريبتان الى حد ما في انهما تستعملان ، على الرغم من كونهما

 ص101

‏ضامنتين ، للإشارة الى الجمع فقط (علما باننا بحاجة صبعا الى هذه اللفظة الضامنة في كثير من الاحيان في الجمع) وهكذا ، فعلى الرغم من اننا قد نقول هذه ماشية لتحوي : هذه ابقار، هذه ثيران ، فليست ثمة لفظة مفردة لوضعها في اطار الاشارة الى المفردة : هذا هو ــــــــــــــــــ. واكثر الالفاظ احتمالا هنا هي بقرة ( قد يكون من الصعب ان نقول هذه بقره عن ثور، لكننا لن نستهجن تعريف الثور بانه ذكر البقرة) . ومع دواجن ، تبدو الحالة متغيرة تبعا لطبيعة العلاقة بها واللهجة المقصودة . فألفاظ : Cock ‏(ديك) أو Cockerel و rooster (في امريكا) و  hen او chicken (دجاجة) و Chick‏(فرخ) متوافره في الانكليزية الا ان كثيرا من الناس يستعملون hen  ‏لفظة ضامنة ، على الرغم من أنهم كما اظن لا يتمنون ان يشيروا الى الطير المذكر على انه دجاجة .

‏وكما هو متوقع ، فان علاقات التضمين تتنوع من لغة لأخرى . لقد رأينا مثالا واحدا في الاغريقية تشمل لفظة ضامنة عددا من المهن . المثال الاخر هو ان البطاطس في الالمانية غير محتواه في الضامنة خضروات .

ان التضمين يعني الاستلزام فقولنا : هذه زنبقة يشترط : هذه وردة . كذلك هذا قرمزي يستلزم : هذا احمر بوسعنا ان نصيغ العلاقة بين زنبقة ووردة بهذا الشكل :

A س ( ز "س " ← و" س ") على الرغم من ان مثل هذه المعادلة لن تصنع بنفسها التصنيف الهرمي الموجود في التضمين ، اذ بما ان الزنبقة والزهرة هما ايضا نبتتان ، نستطيع ان نقول :

A  ‏س (ز "س"  - ن " س ") وA س (و "س" - ن " س ") لكن هذا لا يعني ان زنبقة ووردة تضمينيتان متكافئتان لـ نبات . نحتاج ايضا ان نحدد ان وردة هي التضمينية المباشرة لنبات وان زنبقة هي التضمينة المباشرة لوردة.

‏يشكل هذا النوع من التحليل اسسا لمسلمات المعنى meaning postulates  لكارناب ( 1956) ، الذي اقترح ان معنى العناصر المفردية يمكن تحديده

ص102

‏بموجب هذا الاستلزام . بهذا وكما رأينا فان س أعزب تستلزم س غير متزوج : ( A س [ أ (س) N ← م (س)] ) بهذا المفهوم طبعا، اذ ان كونه اعزب متضامنة مع كونه غير متزوج . وبهذا فان مسلمات المعنى تعتبر التضمن علاقه موضعية اساسية.

ص103