الاخبار
اخبار الساحة الاسلامية
أخبار العتبة العلوية المقدسة
أخبار العتبة الحسينية المقدسة
أخبار العتبة الكاظمية المقدسة
أخبار العتبة العسكرية المقدسة
أخبار العتبة العباسية المقدسة
أخبار العلوم و التكنولوجيا
الاخبار الصحية
الاخبار الاقتصادية
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بالمبعث النبوي الشريف ويوم القرآن الكريم
المصدر: .aljawadain.org
08:15 صباحاً
2025-01-30
105
في السابع والعشرين من شهر رجب الأصب، تنبثق من أفق التاريخ أعظم ذكرى للبشرية، يوم المبعث النبوي الشريف، إذ صدح نداء السماء مكللاً بالدعوة إلى اتباع نهج النبي البشير النذير محمد "صلى الله عليه وآله وسلم"، إنه يوم العهد الإلهي والميثاق الخالد والرحمة التي عمّت كل الوجود، ذلك اليوم المبارك الذي أشرق بنور الرسالة الإلهية، تلك رسالة التي صاغت الإنسان وأضاءت الوجود بأرقى تجلياته، فوجهته نحو كماله المنشود وسعادته الدائمة في الدنيا والآخرة.
واحتفاءً بهذه الذكرى العطرة ولمناسبة اليوم العالمي القرآن الكريم، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقيم المحفل القرآني السنوي في رواق سيدنا عبد الله بن عبد المطلب "عليه السلام" في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور كوكبة من الأساتذة ومسؤولي المؤسسات والمهتمين بالشأن القرآني، إضافة إلى جمع غفير من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".
وشهد المحفل استضافة كلّ من: القارئ علي فلاح السوداني، والقارئ موسى الرديني، ومشاركة الحافظين حسن حيدر، وأمير منير من ثمرات الدورات القرآنية لمركز القرآن الكريم في العتبة الكاظمية المقدسة حيث صدحت حناجرهم بتلاوات قرآنية مباركة تعطّرت بها أجواء الصحن الكاظمي الشريف وملأت القلوب بالسكينة والطمأنينة.
واستكمالًا لهذا العطاء الروحي، ألقى فضيلة الشيخ منير العامري محاضرة قيمة عن بعثه رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ضمن سلسلة "إضاءات قرآنية"، استعرض فيها مفهوم التعرف على المقدمات من القرآن الكريم للوصول إلى النتائج مستشهداً بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)، أن الله تعالى اختبر وابتلى نبي الله إبراهيم "عليه السلام" بمجموعة من الابتلاءات منها تكسير الأصنام، وقد ابتلاه ببقاء زوجته وذريته بوادي غير ذي زرع عند بيته المحرم، وابتلي بنار النمرود، وابتلاه بأن يأمره بذبح ابنه نبي الله إسماعيل "عليه السلام" وعبر عنه القرآن الكريم: (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ) فكانت كل هذه المقدمات، ومن وراء ذلك جاءت النتائج مشابهة لهذا الصبر الكبير الذي قدمه نبي الله إبراهيم، وجاءت النتيجة على لسان الباري عز وجل بقوله: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، اصبح إماماً بعد خوضه جملة من الابتلاءات، وعن إمامنا جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام" يقول: (أن الله اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا، واتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما)، هذه الإمامة أرادها الله سبحانه وتعالى كمقدمات أخرى لنخرج بنتيجة هي هذا اليوم المبارك ودعوته "عليه السلام" قد تتناسب مع مقام الإمامة الذي وضعه الله تعالى، إذ قال في سورة البقرة على لسان بني الله إبراهيم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فكانت هذه المقدمة لنتيجة كبرى اسمها البعثة النبوية المباركة واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعوة النبي إبراهيم "عليه السلام" بقوله في سورة آل عمران: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) هذه النتيجة من سلخ تلك المقدمة.
كما تخلل المحفل فعاليات متميزة، أبرزها مشاركة فرقة إنشاد الجوادين حيث قدمت أنشودة "هذا كتاب الله"، وفقرة مسابقة الأسئلة والأجوبة، واختتم المحفل بتكريم مجموعة من المؤسسات القرآنية، والشخصيات والقرّاء المشاركين، والفائزين بالمسابقة، والدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف".
وتجدر الإشارة إلى أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة لا تدخر جهداً في مشروعها القرآني الرائد، إذ تسعى لنشر التربية والثقافة القرآنية وتنمية الوعي الديني بين أفراد المجتمع، إيماناً منها بأن القرآن الكريم هو النبراس الهادي للإنسانية جمعاء.