1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : شبهات و ردود : ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم :

كلمات بعض المخالفين لبيعة أبي بكر

المؤلف:  ميرزا أحمد الآشتياني

المصدر:  لوامع الحقائق في أصول العقائد

الجزء والصفحة:  ج2[ص : 22]

23-1-2017

621

1- منهم أبو قحافة قال الطبرسي في الاحتجاج وروي أن أبا قحافة كان بالطائف لما قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) وبويع لأبي بكر فكتب ابنه إليه كتابا عنوانه: من خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أبي قحافة أما بعد فإن الناس قد تراضوا بي، فإني اليوم خليفة الله، فلو قدمت علينا كان أقر لعينك، قال: فلما قرأ أبو قحافة الكتاب قال للرسول: ما منعكم من علي (عليه السلام) قال: هو حدث السن وقد أكثر القتل في قريش وغيرها وأبو بكر أسن منه. قال أبو قحافة: إن كان الأمر في ذلك بالسن فإنا أحق من أبي بكر لقد ظلموا عليا حقه وقد بايع له النبي (صلى الله عليه واله) وأمرنا ببيعته. ثم كتب إليه من أبي قحافة إلى ابنه أبي بكر. أما بعد فقد أتاني كتابك فوجدته كتاب أحمق ينقض بعضه بعضا، مرة تقول خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) ومرة تقول خليفة الله ومرة تقول تراضى بي الناس، وهو أمر ملتبس فلا تدخلن في أمر يصعب عليك الخروج منه غدا ويكون عقباك منه إلى النار والندامة وملامة النفس اللوامة لدى الحساب بيوم القيامة، فإن للأمور مداخل ومخارج وأنت تعرف من هو أولى بها منك، فراقب الله كأنك تراه ولا تدعن صاحبها، فإن تركها اليوم أخف عليك وأسلم لك.

2- وفي الاحتجاج أيضا وروي عن الباقر (عليه السلام) أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر: اكتب إلى أسامة بن زيد يقدم عليك، فإن في قدومه قطع الشنيعة عنا فكتب أبو بكر إليه: من أبو بكر خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أسامة بن زيد. - أما بعد فانظر إذا أتاك كتابي فأقبل إلي أنت ومن معك، فإن المسلمين قد اجتمعوا علي وولوني أمرهم فلا تتخلفن فتعصي ويأتيك مني ما تكره والسلام. قال: فكتب أسامة إليه جواب كتابه: من أسامة بن زيد عامل رسول الله (صلى الله عليه واله) على غزوة الشام. أما بعد فقد أتاني منك كتاب ينقض أوله آخره، ذكرت في أوله أنك خليفة رسول الله، وذكرت في آخره أن المسلمين قد اجتمعوا عليك فولوك أمرهم ورضوك، فاعلم أني ومن معي من جماعة المسلمين والمهاجرين فلا والله ما رضيناك ولا وليناك أمرنا، وانظر أن تدفع الحق إلى أهله وتخليهم وإياه فإنهم أحق به منك، فقد علمت ما كان من قول رسول الله (صلى الله عليه واله) في على يوم الغدير، فما طال العهد فتنسى، انظر مركزك ولا تخالف فتعصي الله ورسوله وتعصي من استخلفه رسول الله (صلى الله عليه واله) عليك وعلى صاحبك ولم يعزلني حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنك وصاحبك رجعتما وعصيتما فأقمتما في المدينة بغير إذن.

3- من المخالفين لبيعة أبي بكر خالد بن سعيد بن العاص، حيث قام في مسجد النبي (صلى الله عليه واله) والمسجد غاص بأهله من المهاجرين والأنصار وأبو بكر جالس فوق المنبر وقال: اتق الله يا أبا بكر، فقد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: ونحن محتو شوه يوم بني قريظة حين فتح الله له باب النصر وقد قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم، يا معاشر - المهاجرين والأنصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها وموعدكم أمرا فاحفظوه، ألا إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أميركم بعدي وخليفتي فيكم بذلك أوصاني ربي، ألا وإنكم إن لم تحفظوا فيه وصيتي وتوازروه وتنصرونه اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم وولاكم أشراركم، ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر أمتي من بعدي، اللهم من أطاعهم من بيتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشرهم في زمرتي واجعل لهم نصيبا من مرافقتي يدركون به نور - الآخرة، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض. فقال له عمر بن الخطاب: اسكت يا خالد فلست من أهل المشورة ولا ممن يقتدى برأيه. فقال له خالد: بل اسكت أنت يا بن الخطاب، فإنك تنطق على لسان غيرك وأيم الله لقد علمت قريش أنك من ألأمها حسبا وأدناها منصبا وأخسها قدرا وأخملها ذكرا وأقلهم عناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنك لجبان في الحروب بخيل بالمال، لئيم العنصر، ما لك في قريش من فخر ولا في الحروب من ذكر وأنك في هذا الأمر بمنزلة الشيطان{ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [الحشر: 16-17] فأبلس عمر وجلس خالد بن سعيد (1).

4- ومن المخالفين سلمان الفارسي، ثم قال سلمان الفارسي وقال: (كرديد ونكرديد) أى فعلتم ولم تفعلوا، وقد كان امتنع من البيعة قبل ذلك حتى وجئ عنقه، فقال: يا أبا بكر إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه وما عذرك في تقدمك على من هو أعلم منك وأقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأعلم بتأويل كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ومن قدمه النبي في حياته وأوصاكم به عند وفاته، فنبذتم قوله وتناسيتم وصيته وأخلفتم الوعد ونقضتم العهد وحللتم العقد الذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد حذرا من مثل ما أتيتموه وتنبيها للأمة على عظيم ما اجترحتموه من مخالفة أمره، فعن قليل يصفوا لك الأمر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك وحملت معك ما كسبت يداك، فلو راجعت الحق من قريب وتلافيت نفسك وتبت إلى الله من عظيم ما اجترمت، كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك ويسلمك ذوو نصرتك، فقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا فلم يردعك ذلك عما أنت متشبث به من هذا الأمر الذي لا عذر لك في تقلده ولا حظ للدين ولا المسلمين في قيامك به، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر ولا تكن كمن أدبر واستكبر.

5- ومنهم أبو ذر الغفاري، ثم قام أبو ذر الغفاري فقال: يا معشر قريش أصبتم قباحة وتركتم قرابة، والله ليرتدن جماعة من - العرب ولتشكن في هذا الدين، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم سيفان، والله لقد صارت لمن غلب، ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها، وليسفكن في طلبها دماء كثيرة، - فكان كما قال أبو ذر - ثم قال: لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: الأمر بعدي لعلي، ثم لابني الحسن والحسين ثم للطاهرين من ذريتي فأطرحتم قول نبيكم وتناسيتم ما عهد به إليكم فأطعتم الدنيا الفانية ونسيتم الآخرة الباقية، التي لا يهرم شابها ولا يزول نعيمها ولا يحزن أهلها، ولا يموت سكانها بالحقير التافه الفاني الزائل، فكذلك - الأمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها ونكصت على أعقابها، وغيرت وبدلت واختلفت فساويتموهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وعما قليل تذوقون وبال أمركم وتجزون بما قدمت أيديكم، وما الله بظلام للعبيد.

6- ومنهم مقداد بن الأسود - ثم قام المقداد بن الأسود فقال: يا أبا بكر ارجع عن ظلمك وتب إلى ربك والزم بيتك وابك على خطيئتك، وسلم الأمر لصاحبه الذي هو أولى به منك: فقد علمت ما عقده رسول الله (صلى الله عليه واله) في عنقك من بيعته، وألزمك من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد وهو مولاه، ونبه على بطلان وجوب هذا الأمر لك ولمن عضدك عليه بضمه لكما إلى علم النفاق ومعدن الشنان والشقاق عمرو بن العاص الذي أنزل الله فيه على نبيه (صلى الله عليه واله) إن شانئك هو الأبتر فلا اختلاف بين أهل العلم أنها نزلت في عمرو، وهو كان أميرا عليكما وعلى سائر المنافقين في الوقت الذي أنفذه رسول الله (صلى الله عليه واله) في غزاة ذات السلاسل، وأن عمروا قلد كما حرس عسكره فأين الحرس إلى الخلافة، اتق الله وبادر بالاستقالة قبل فوتها فإن ذلك أسلم لك في حياتك وبعد وفاتك، ولا تركن إلى دنياك ولا تغرنك قريش وغيرها: فعن قليل تضمحل عنك دنياك ثم تصير إلى ربك فيجزيك بعملك وقد علمت وتيقنت أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو صاحب الأمر بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) فسلمه إليه بما جعله الله له فإنه أتم لسترك وأخف لوزرك، فقد والله نصحت لك إن قبلت نصحي وإلى الله ترجع الأمور.

7- ومنهم بريدة الأسلمي - ثم قام بريدة الأسلمي فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ما ذا لقى الحق من الباطل، يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت وخدعت أم خدعتك نفسك أم سولت لك الأباطيل، أو لم تذكر ما أمرنا به رسول الله (صلى الله عليه واله) من تسمية على بإمرة المؤمنين والنبي بين أظهرنا وقوله له في عدة أوقات هذا على أمير المؤمنين وقاتل الناكثين اتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها وأنقذها مما يهلكها واردد الأمر إلى من هو أحق به منك، ولا تتماد في اغتصابه، وراجع وأنت تستطيع أن تراجع، فقد محضتك النصح ودللتك على طريق النجاة، فلا تكونن ظهيرا للمجرمين .

8- ومنهم عمار بن ياسر - ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا معاشر قريش ويا معاشر المسلمين إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا أن أهل بيت نبيكم أولى به وأحق بإرثه وأقوم بأمور الدين وآمن على - المؤمنين وأحفظ لملته وأنصح لأمته، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ويضعف أمركم ويظهر شتاتكم وتعظم الفتنة بكم وتختلفون فيما بينكم ويطمع فيكم عدوكم، فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم وعلى (أقرب منكم إلى نبيكم وهو) من بينهم وليكم بعهد الله ورسوله (صلى الله عليه واله) وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي (صلى الله عليه واله) أبواكم التي كانت إلى المسجد كلها غير بابه، وإيثاره بكريمته فاطمة دون سائر من خطبها إليه منكم، وقوله (صلى الله عليه واله) أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها وإنكم جميعا مضطرون فيما أشكل عليكم من أمور دينكم إليه وهو مستغن عن كل أحد منكم إلى ماله من السوابق التي ليست لأفضلكم عند نفسه، فما بالكم تحيدون عنه وتبتزون عليا حقه وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة بئس للظالمين بدلا، أعطوه ما جعله الله له ولا تتولوا عنه مدبرين، ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين.

9- ومنهم أبي بن كعب - ثم قام أبي بن كعب فقال يا أبا بكر لا تجحد حقا جعله الله لغيرك ولا تكن أول من عصى رسول الله (صلى الله عليه واله) في وصيه وصفيه وصدف عن أمره، اردد الحق إلى أهله تسلم ولا تتماد في غيك فتندم، وبادر الإنابة يخف وزرك ولا تخصص بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك نفسك فتلقى وبال عملك فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك، فيسألك عما جنيت، وما ربك بظلام للعبيد.

10- ومنهم خزيمة بن ثابت، ذو الشهادتين. ثم قام خزيمة بن ثابت فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري؟ قالوا بلى، قال فاشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل وهم الأئمة الذين يقتدى بهم وقد قلت ما علمت وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

11- ومنهم أبو الهشيم بن التيهان. ثم قام أبو الهشيم بن التيهان فقال: وأنا أشهد على نبينا (صلى الله عليه واله) أنه أقام عليا - يعني في يوم غدير - فقالت الأنصار: ما أقامه للخلافة وقال بعضهم: ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله (صلى الله عليه واله) مولاه وكثر الخوض في ذلك، فبعثنا رجالا منا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فسألوه عن ذلك فقال: قولوا لهم علي ولي المؤمنين بعدي وأنصح الناس لأمتي وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إن يوم الفصل كان ميقاتا.

12- ومنهم سهل بن حنيف الأنصاري. ثم قام سهل بن حنيف، فحمد الله وأثني عليه وصلى على نبيه محمد وآله ثم قال: يا معاشر قريش اشهدوا على أني أشهد على رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد رايته في هذا المكان - يعني الروضة - وقد أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يقول: أيها الناس هذا على إمامكم من بعدي ووصيي في حياتي وبعد وفاتي وقاضي ديني ومنجز وعدي وأول من يصافحني على حوضي، فطوبى لمن اتبعه ونصره والويل لمن تخلف عنه وخذله.

13- ومنهم عثمان بن حنيف الأنصاري. ثم قام معه أخوه عثمان بن حنيف وقال: سمعنا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول: أهل بيتي نجوم الأرض فلا تتقدموهم وقدموهم فهم - الولاة من بعدي، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه واله) وسلم وأي أهل بيتك؟ فقال: علي (عليه السلام) والطاهرون من ولده وقد بين صلى الله عليه وآله، فلا تكن يا أبا بكر أول كافر به، ولا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون.

14- ومنهم أبو أيوب الأنصاري. ثم قام أبو أيوب الأنصاري فقال: اتقوا الله عباد الله في أهل بيت نبيكم، وارددوا إليهم حقهم الذي جعله الله لهم، فقد سمعتم مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا (صلى الله عليه واله) ومجلس بعد مجلس يقول: أهل بيتي أئمتكم بعدي ويومئ إلى علي ويقول: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة مخذول من خذله منصور من نصره فتوبوا إلى الله من ظلمكم إياه إن الله تواب رحيم، ولا تتولوا عنه مدبرين ولا تتولوا عنه معرضين.

قد اكتفينا بذكر نبذ يسير من كلمات جملة من المخالفين لبيعة أبي بكر، حذرا من التطويل ورعاية للاختصار وإلا فقد ثبت في كتب التواريخ من العامة والخاصة أن أمة محمد (صلى الله عليه واله) كافة كانوا في بدو الأمر مخالفين لبيعة أبي بكر، خصوصا الرؤساء مثل سعد بن عبادة ومالك بن نويرة الذين قتلا لشدة مخالفتهما وأكابر الصحابة الذين تقدم ذكر بعضهم، حتى مثل العباس وابنه عبد الله وحتى مثل أبي سفيان ونظائره من المنافقين كلهم كانوا مخالفين لبيعته، ثم بعد جلوسه على سرير الملك وتمام أمره بمعاونة المنافقين تبعه أضرابه من الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، ظلموا آل محمد (صلى الله عليه واله) وسلم حقهم بحيث ما وجد في الإسلام ظلما وجناية أضر منها، لأنهم أسسوا مادة الظلم وأضلوا الناس عن الطريقة المستقيمة التي دل النبي (صلى الله عليه واله) الأمة عليها وهداهم إليها فأوقعوهم إلى مسير الباطل والضلالة ثم أنجز آثارها القبيحة إلى آخر زمان خلفاء بني أمية ومن بعدهم من بني العباس وهكذا ينجر تبعاته إلى ظهور صاحب الأمر - المهدي عليه الصلاة والسلام الذي يقطع مادة الظلم والنفاق والكفر وينتقم من ظالمي آبائه عليهم أفضل الصلوات ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، اللهم عجل فرجهم وفرجنا بهم بحقهم عليك وبحقك عليهم آمين رب العالمين.

المحقق الدواني:

ومن جملة من أمعن النظر في تشخيص المذهب الحق من بين - المذاهب المختلفة الواقعة بعد النبي (صلى الله عليه واله) وخصوصا في مسألة الإمامة والخلافة حتى استبصر واتبع المذهب الشيعة الاثنا عشرية بعد ما كان على مذهب أهل السنة والجماعة مدة كثيرة من عمره، المحقق الدواني (مولا جلال) الذي كان من أكابر الفضلاء ومن عظماء علماء علم الكلام وبعد ما اختار مذهب الحق بالأدلة القطعية قال: إن الذين جعلهم - المخالفون لمذهب أهل البيت خلفاء الرسول (صلى الله عليه واله) واختاروهم للإمامة مع أنهم لم يكونوا ذا نفس قدسية (حتى استحقوا بها تولية أمر الخلافة) حتى يصيروا بسببها قابلا لمقام الخلافة، كانت مرتبة عقلانيتهم ودرجة تفكرهم في غاية الدنائة والخساسة على حد لم يبلغوا (لم يصلوا) إلى مرتبة أوساط الناس.

ولنذكر في المقام زيادة لبصيرة الناظرين في هذا الرسالة طرفا (مما ذكره المحقق المذكور) قال رحمه الله: في رسالته - المسماة بنور الهداية التي كانت مطبوعة في ذيل كتاب الخصائص لابن بطريق، ما هذا ترجمته وبين الأسلاف وإن كان اختلاف كثير في تعيين خليفة الرسول (صلى الله عليه واله) وسلم ولهم أقوال ومذاهب مختلفة لكن القول الحق الحقيق بالتصديق منها يدور بين المذهبين فقط وهما مذهب أهل السنة والجماعة القائلين بخلافة الخلفاء الأربعة ومذهب الشيعة - القائلين بإمامة الأئمة الاثني عشر، ثم إني بعدما نظرت في كتب الفريقين رأيت فيها لإثبات مذهبهم كلمات وأدلة كثيرة لا يمكن تحريرها، لكن لما راجعت إلى قانون العقل قضيت بأن خليفة النبي (صلى الله عليه واله) كان آية وأنموذجا له فلا بد أن يكون في الكمالات العلمية والعملية والنفسانية والروحانية مشابها له (صلى الله عليه واله) وأن يكون ذا نفس قدسية ليكون على حسب استعداده معصوما من أول العمر إلى آخره ويكون قوله حجة لا شائبة فيه أصلا ويبقى دين النبي (صلى الله عليه واله) وشريعته على حاله وبعد التتبع في الكلمات المتفق عليها (بين الفريقين) والمختلف فيها علمت بأن عليا (عليه السلام) بلغت كمالاته العلمية والعملية إلى حد جعله - النبي (صلى الله عليه واله) بأمر الله عز وجل في مرتبة نفسه الشريفة كما نطقت به آية المباهلة حيث قال الله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61] فإن المراد من أنفسنا هو على ابن أبي طالب (عليه السلام) باتفاق المفسرين، كما أن المراد من ابناءنا ونساءنا هو الحسن والحسين وفاطمة الزهراء عليهم السلام وعلمت أيضا بأنه (عليه السلام) صاحب نفس قدسية وعلم لدني (أي غير مكتسب) حتى قبل تولده حينما كان في رحم أمه فاطمة بنت أسد، فإن النبي (صلى الله عليه واله) حين يريها (وهي جالسة) تقوم له بلا اختيار وإرادة ولما سئلوا عنها حقيقة الحال وسبب قيامها له (صلى الله عليه واله) بلا اختيار أجابت بأني إذا رأيت خير البشر محمدا (صلى الله عليه واله) يتحرك الجنين الذي في بطني للقيام له (تأدبا) وإذا توجه النبي (صلى الله عليه واله) من جهة إلى أخرى يتحرك - الجنين في بطني واعلم أنه أقبل بوجهه نحو الجهة التي توجه الرسول (صلى الله عليه واله) إليها.

 وأكثر علماء أهل السنة والجماعة ذكروا في كتبهم وجه دعائهم له (عليه السلام)(بعد ذكر اسمه الشريف) بكرم الله وجهه (دون سائر الخلفاء والصحابة) هذا لمعنى الذي ذكرناه، فعلمت أن مقام الرسالة ومرتبة حضرة النبي (صلى الله عليه واله) منكشف له (عليه السلام)  قبل تولده وهذا من جهة كونه ذا نفس قدسية ومن خواصها، بخلاف الخلفاء الثلاثة.

_____________

1 - احتجاج الطبرسي ص 99.

 

مواضيع ذات صلة


قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] في حق النبي وابي بكر فيه الكفاية على ترجيح وأفضلية ابو بكر على من سواه
شرّف القرآن الكريم ابو بكر على سائر المسلين بقوله تعالى في شورة التوبة الاية (40) : {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ}
إهتمام النبي في الغار بأبي بكر بقوله تعالى : {لَا تَحْزَنْ} [التوبة: 40] فيه دلاله واضحة على شرف ابو بكر وافضليته على سائر الصحابة
أنزل الله السكينة في قوله تعالى : {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} [التوبة: 40] على ابي بكر وبذلك فضله على سائر المسلمين
الله تعالى في القران الكريم ذكر ابو بكر مع رسول الله بقوله (ثاني أثنين) وهذا يدل على أفضليه ابو بكر على من سواه
العلة التي كان من اجلها ابو بكر صاحب الغار في الهجرة علم النبي أنه يكون الخليفة في أمته من بعده فاراد ان يصونه كي لا يختل حال الدين من بعده
إسلام الشيخين كان طوعاً لا كرهاً ولا طمعاً
إجتماع النبي مع ابو بكر في مكان واحد في الغار يدل على عظيم مكانة ابو بكر وأفضليته على من سواه
أبو بكر أفضل من علي ومن جميع أصحاب النبي بأربع خصال لا يقدر على دفعها أحد من الناس
أبو بكر افضل الصحابة وتراضى الناس به خليفة
إسلام الشيخين كان طوعاً لا كرهاً ولا طمعاً
أبو بكر أفضل من علي ومن جميع أصحاب النبي بأربع خصال لا يقدر على دفعها أحد من الناس