الفتن والاضطرابات في عصر الامام الباقر
المؤلف:
باقر شريف القرشي
المصدر:
حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة:
ج2،ص149-151.
12-8-2016
3487
منيت البلاد الاسلامية بالفتن والاضطرابات كانت نتيجة لسوء السياسة الأموية التي نشرت الفزع والارهاب وأذاعت الخوف في جميع أنحاء البلاد وقد وصف الشاعر الشهير الحارث بن عبد الله ما مني به المسلمون من الأحداث بقوله :
أبيت أرعى النجوم مرتفقا إذا استقلت تجري أوائلها
من فتنة أصبحت مجللة قد عم أهل الصلاة شاملها
من بخراسان والعراق ومن بالشام كان شجاه شاغلها
فالناس منها في لون مظلمة دهماء مثلجة غياطلها
يمسي السفيه الذي يعنف بالجه ل سواء فيه وعاقلها
والناس في كربة يكاد لها تنبذ أولادها حواملها
يغدون منها في كل مبهمة عمياء تمني لها غوائلها
لا ينظر الناس في عواقبها إلا التي لا يبين قائلها
كرغوة البكر أو كصيحة ح بلى طوقت حولها قوابلها
فجاء فينا أزرى بوجهته فيها خطوب حمر زلازلها
وقد جاء هذا الوصف رائعا ودقيقا للحياة العامة التي يعيشها الناس فقد عمتهم الفتن وسادهم الاضطراب وأصبحت الأوضاع المؤلمة الحديث الشاغل للناس ووصف حالة المجتمع شاعر آخر هو العباس بن الوليد بقوله الذي يخاطب به بني أمية :
إني أعيذكم بالله من فتن مثل الجبال تسامى ثم تندفع
إن البرية قد ملت سياستكم فاستمسكوا بعمود الدين وارتدعوا
لا تلمحن ذئاب الناس أنفسكم إن الذئاب إذا ما ألحمت رتعوا
لا تبقرن بأيديكم بطونكم فثم لا حسرة تغني ولا جزع
لقد كانت الفتن التي انصبت على المجتمع كالجبال ومن الطبيعي أنها كانت من جراء السياسة الأموية التي بنيت على الجور والظلم والتنكيل بالمواطنين مما أدى إلى انفجار شعبي أطاح بالحكم الأموي وقضى على معالم زهوه واستبداده.
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة