البيعة لإبراهيم بن شكلة
المؤلف:
باقر شريف القرشي
المصدر:
حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة:
ج2،ص314-315.
7-8-2016
3468
عمد العباسيون إلى بيعة عميدهم ابراهيم بن شكلة شيخ المغنين والموسيقين في بغداد ودعي له بالخلافة وسمي بالمرضي وكانت خلافته موضع استهزاء وسخرية من قبل الاوساط الواعية والمفكرة وذلك لاستهتاره وتحلله من جميع القيم والاعراف وفيه يقول الشاعر الاجتماعي الثائر دعبل الخزاعي:
نصر ابن شكلة بالعراق وأهله فهفا إليه كل اطلس مائق
ان كان ابراهيم مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق
و لتصلحن من بعد ذاك لزلزل و لتصلحن من بعده للمارق
أنّى يكون وليس ذاك بكائن يرث الخلافة فاسق عن فاسق
لقد سخر دعبل من الخلافة التي تولاها هذا المائق المتحلل وإذا صلحت له فلتصالح من بعده لاقرانه المغنين امثال زلزل ومخارق ومن سخرية الأقدار أن تؤول الخلافة الاسلامية لإبراهيم ويتولى شؤون المسلمين وكان ابراهيم- فيما يقول المؤرخون- من أعدى الناس لآل علي (عليه السّلام) وحينما علم بعقد ولاية العهد للامام الرضا (عليه السّلام) ورم انفه وانتفخت اوداجه غيظا وغضبا وأثر عنه من الشعر في ذلك هذه الأبيات:
فلا جزيت بنو العباس خيرا على زعمي ولا اغتبطت بري
أتوني مهطعين وقد أتاهم بوار الدهر بالخبر الجلي
و حل عصائب الأملاك منها و شدت في رؤوس بني علي
فضجت أن تشد على رؤوس تطالبها بميراث النبي
و في عهده أصيبت الخزينة المركزية بالعجز واجتمع الاجناد على بلاطه مطالبين بأرزاقهم فخرج إليهم رسوله وقال لهم: إنه لا مال عنده وطلب احد الظرفاء فقال: بدلا من المال فليخرج الخليفة فيغني لأهل هذا الجانب ثلاثة اصوات ولأهل ذلك الجانب ثلاثة اصوات .
و نظم دعبل هذه الصورة المضحكة بقوله:
يا معشر الأجناد لا تقنطوا و ارضوا بما كان ولا تسخطوا
فسوف تعطون حنينية يلتذها الأمرد والأشمط
و المعبديات لقوادكم لا تدخل الكيس ولا تربط
و هكذا يرزق قواده خليفة مصحفه البريط
قد ختم الصك بارزاقكم و صحح العزم فلا تسخطوا
بيعة ابراهيم مشؤومة يقتل فيها الخلق أو يقحطوا
الاكثر قراءة في موقفه السياسي وولاية العهد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة