1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب :

محمد بن سوار

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  عصر الدول و الإمارات ،الأندلس

الجزء والصفحة:  ص 335-336

24-7-2016

4197

  هو أبو بكر محمد بن سوار الأشبوني، ولد و نشأ في أشبونة بغربي الأندلس، و لا نعرف شيئا واضحا عن نشأته و تعلمه غير أن ابن بسام يقول إنه نظم عدة قصائد في أمراء الطوائف قالها فيهم «تحبّبا لا تكسبا، و عمر مجالسهم بها وفاء لا استجداء» مما يدل على أنه نشأ في يسار و نعمة أغنته في شبابه عن التكسب بأشعاره. و يستمر ابن بسام قائلا إنه بعد أن خلع ابن تاشفين أمراء الطوائف لسنتي 4٨٣،4٨4 حالت بابن سوار الحال و توزعه الإدبار و الإقبال، إلى أن وقع في أسر النصارى و سجن بقورية على أحد فروع نهر تاجه غربي طليطلة، و ظل يستغيث بمن يفتديه و ينقذه من هذا الأسر و عذابه و لا مغيث إلى أن سمع باستغاثته علي بن القاسم بن عشرة قاضى سلا في المغرب على المحيط، فأغاثه و افتداه، وردّت إليه حريته بعد عام طويل من الأسر و العذاب، و عبر إليه الزقاق، فأظله برعايته و أسبغ عليه من نواله الغمر على نحو ما مر بنا في غير هذا الموضع، و ظل الشاعر يدبج فيه المدائح، و كان القاضي من المقربين ليوسف بن تاشفين، و نظن ظنا أنه وصل ابن سوار به، إذ نراه حين توفي ابن تاشفين في المحرم سنة 5٠٠ للهجرة ينشد مرثية على قبره، قائلا:

اسمع أمير المسلمين و ناصر ال‍      دّين الذي بنفوسنا نفديه
جوزيت خيرا عن رعيّتك التي         لم ترض فيها غير ما يرضيه
في كلّ عام غزوة مبرورة        تردى عديد الرّوم أو تفنيه (1)
تصل الجهاد إلى الجهاد موفّقا       حكم القضاء بكل ما تقضيه
متواضعا للّه مظهر دينه        في كل ما تخفيه أو تبديه

و هو يشيد بابن تاشفين صاحب موقعة الزلاقة التي أجّلت استرداد الإسبان للأندلس العربية مئات السنين. و يقول إنه ناصر الدين الذي يفديه كل مسلم بروحه و دمه، و يدعو اللّه أن يجزيه خير الجزاء عما بذل لرعيته في جهاده المستميت للإسبان و غزواته المتعاقبة واصلا الجهاد بالجهاد، إعلاء لكلمة اللّه في تواضع حميد. و يتوفى القاضي علي بن القاسم بعد ابن تاشفين بعامين، فيقول فيه من مرثية طويلة:

العيش بعدك يا علىّ نكال      لا شيء منه سوى العناء ينال
يا عصمة الفقراء بل يا مالهم      هيهات ما للناس بعدك مال
قد كنت آمالي التي أنا طالب      جهدي و متّ فماتت الآمال
لا الظلّ ظلّ بعد فقدك يا أبا     حسن و لا الماء الزّلال زلال

    و هو يقول إن العيش بعد ابن عشرة نكال و عقاب و عناء و عذاب، و يسميه عصمة الفقراء بما كان ينثر عليهم من أمواله، كما يقول إن آماله ماتت بموت ابن عشرة. و لم يعد الظل ظلا باردا بل أصبح يحموما، و لم يعد الماء الزلال زلالا عذبا، بل أصبح مرا لا يساغ. و خلف القاضي في القضاء ابنه أبو العباس أحمد، فرعاه و والى عليه نواله، و والى ابن سوار له مديحه. و ينشد ابن بسام له قطعة من مرثيته في صبي يسمى محمدا لعله كان ابنا لأبي العباس، كما ينشد له أبياتا في رثاء قاضيين، و ربما كانا من بني عشرة. و لعل فيما قدمنا ما يدل بوضوح على موهبته الشعرية الخصبة. .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) تردى: تهلك.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي