غدر وخيانة الناكلين
المؤلف:
باقر شريف القرشي
المصدر:
حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة:
ج1, ص382-383.
1-5-2016
3867
قام طلحة والزبير بمراسلة الوجوه والاشراف يدعونهم الى الطلب بدم عثمان وخلع أمير المؤمنين واخراج ابن حنيف فاستجابت لهم قبائل الأزد وضبة وقيس عيلان وتابعهم كثير من البسطاء وذوى الاطماع ولما استوثق لهم الأمر غدروا وخانوا ونقضوا ما اتفقوا عليه من الهدنة فقد هجموا على ابن حنيف في غلس الليل وهو في دار الإمارة فاعتقلوه ونكلوا به فأمروا بنتف شعر رأسه ولحيته وحاجبيه ونهبوا ما في بيت المال ولما حضر وقت الصلاة تنازع طلحة والزبير على الصلاة بالناس فجعل كل واحد منهما يمنع صاحبه من التقدم عليه حتى فات وقت الصلاة فصاح الناس بهما فقطعت عائشة النزاع فيما بينهما وقالت يصلي بالناس يوما محمد بن طلحة ويوما عبد الله بن الزبير فذهب ابن الزبير ليصلي بالناس فجذبه محمد بن طلحة وتقدم محمد ليصلي بالناس فمنعه ابن الزبير ورأى الجميع أن خير وسيلة لفصل الخصومة وقطع النزاع هي القرعة فاقترعا فخرج محمد بن طلحة فتقدم وصلى بالناس وقرأ {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: 1] وفي ذلك يقول الشاعر :
تبارى الغلامان إذ صليا وشح على الملك شيخاهما
ومالي وطلحة وابن الزبير وهذا بذي الجذع مولاهما
فأمهما اليوم عزتهما ويعلى بن منية دلاهما
ان القوم مدفوعون بدافع الملك والسلطان ولو تم الأمر لهما لأجهز كل واحد منهما على صاحبه فانهما بعد في بداية الطريق وقد ظهرت منهما بوادر الانشقاق والاختلاف ؛ إنهما لم يخرجا على حكم الامام الا من أجل المنافع المادية الضيقة وقد اعترف بذلك الزبير فقد جاء إليهما رجل وهما في جامع البصرة فقال لهما : نشدتكما بالله في مسيركما أعهد إليكما فيه رسول الله شيئا؟
فسكت طلحة ولم يجبه بشيء فاجابه الزبير : لا , ولكن بلغنا أن عندكم دراهم فجئنا نشارككم فيها ؛ لقد حدد الزبير خروجهم على وصي رسول الله فهو انما كان من أجل الاطماع والمنافع وليس فيه أى عهد من الرسول (صلى الله عليه واله).
وعلى أى حال فقد سقطت البصرة بايديهم واحتلت قواتهم جميع مواقعها وأمرت عائشة بقتل عثمان بن حنيف الا ان احدى السيدات استعظمت هذا الأمر وقالت لعائشة : نشدتك الله يا أم المؤمنين في عثمان وصحبته لرسول الله , فعدلت عن رأيها وأمرت بحبسه وأمرت بقتل الشرطة وحراس بيت المال وعددهم سبعون شخصا وهم من خيار المسلمين وصلحائهم فقتلوا صبرا ولم تتحرج أم المؤمنين فى إراقة دمائهم ولم تتأثم فى اشاعة الثكل والحزن والحداد بين أهليهم قد أعرضت عما أمر الله به من الحريجة في الدماء وحرمة سفكها بغير الحق .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة