البعد المكاني للتخطيط الحضري
المؤلف:
د. محمد دلف احمد الدليمي
المصدر:
تخطيط المدن والاستدامة الحضرية
الجزء والصفحة:
ص 51 ـ 53
2025-11-23
17
يعد تخطيط المدن واحداً من الأنظمة العلمية التي تخدمها تخصصات مختلفة ، أو أنه مزيج من انظمه علمية متعددة ، وهو مزيج بين الفن والعلم ويهدف إلى التوصل إلى ترتيب أو تنظيم معقول ومناسب من استخدام الأرض وتحديد مواقع الانشطة المختلفة داخل المدينة ، وتقرير شبكة مناسبة للشوارع والطرق التي تحقق أكبر فائدة عملية للسكان وبما يؤدي إلى اختيار مواضع مناسبة لاستخدامات الارض توفر للسكان في المدينة الاحساس بالراحة والجمال معا.
وعلى الرغم من أن الاعتبارات الصحية والجمالية تمثل اهدافا رئيسية يراعيها المخطط ، إلا انه لا يمكن اغفال الجوانب الاقتصادية ذات العناصر المتشابكة ، خاصة وإذا اخذنا بنظر الاعتبار بان الانسان يسعى لبذل ادني جهد لتحقيق الاهداف وطبقنا ذلك على الهندسة الداخلية للمدن وعلى السكن بنوع خاص فان تقليل المسافة وسرعة الوصول وسهولته تعتبر من أهم الأهداف التي يعني بها تخطيط المدن ، وهذه أمور تتعلق باقتصاديات المكان والوقت في أن واحد ، كما أن تخطيط المدن لا يأخذ في اعتباره شبكة الشوارع الداخلية وتوزيع الانشطة والوظائف في اجزاء المدينة فحسب، بل هو يعني بكثير من جوانب الموقع والموضع ، لأنه ثمة عوامل كثيرة محددة تؤثر في عملية التخطيط الداخلي للمدن متمثلة بالخصائص الطبوغرافية للموضع والتركيب الجيولوجي والمناخ المحلي.
التنمية الحضرية أو تنمية المدن يأخذ ثلاثة اتجاهات أساسية وهي:
1ـ تنمية السكن ، يمكن القول بأن مشكلة الإسكان الحضري مشكلة عالمية تعاني منها الدول النامية والدول المتقدمة على حدٍ سواء، والدليل على ذلك ما سببته الرهون العقارية الخاصة بالسكن من انهيار مالي عالمي يدل على عمق مشكلة السكن وأثرها الكبير على اقتصاد الدول واقتصاد الأفراد، مشاكل السكن نوعين مشكلة كمية ونعني به العجز الإسكاني والذي يعني عدم وجود عدد من المساكن تكفي لسد حاجة العوائل الموجودة في البلد أو الإقليم أو المدينة وتدخل ضمن هذه المشكلة عدم وجود قدرة شرائية لدى العوائل للحصول على السكن، ومشكلة نوعية تتعلق بنوعية السكن ومدى توفر المتطلبات الحياتية فيه والمواد المستخدمة في البناء والكثافة الإسكانية العالية. ونظراً لأهمية موضوع السكن.
2ـ تنمية الخدمات والمنافع العامة، ويدخل ضمن هذا الاتجاه كل ما يتعلق بحياة الإنسان الاجتماعية والثقافية والاقتصادية داخل المدينة ابتداء من تنظيم استعمالات الأرض الحضرية وطرق مواقف السيارات وخدمات البنى التحتية من ماء وكهرباء ومجاري واتصالات، فضلا عن الخدمات المجتمعية الأخرى مثل خدمات التعليم والصحة ومناطق خضراء.
3ـ التنمية الوظيفية للمدن وتتحقق من خلال تنظيم وتطوير وظائف المدينة المختلفة لتعزيز الأساس الاقتصادي لها. ووظائف المدينة هي:
- الوظيفة السكنية.
- الوظيفة التجارية.
- الوظيفة الصناعية.
الوظيفة الثقافية والتعليمية.
- الوظيفة الدينية.
- الوظيفة الصحية.
- وظائف أخرى مثل السياحة، والرياضة وغيرها.
هذه الاعتبارات وغيرها تؤخذ بنظر الاعتبار في حالة التنمية الحضرية للمدن القائمة أو المدن الجديدة، ومن الجدير بالذكر بأن هنالك معايير تخطيطية حديثة واتجاهات حديثة لوضع المخططات الأساسية للمدن وتصميم مظهرها الخارجي يتحقق من خلال علاقة متوازنة بين استعمال الأرض and use والشكل form والوظيفة Function أو ما نسميه مورفولوجية المدينة.
أما في حالة تطوير وتنمية المدن القائمة فأن التخطيط يأخذ المهام الآتية:
ـ تخطيط استعمالات الأرض المختلفة.
ـ تخطيط وظائف المدينة المختلفة.
ـ التخطيط لحل مشكلة الازدحام المروري.
ـ التخطيط لحل مشكلة الاسكان الحضري.
ـ التخطيط لحل مشاكل المناطق المتهرنة.
ـ التخطيط لحل مشكلة الكثافة الإسكانية العالية.
ـ التخطيط لتطوير المناطق الخضراء.
ـ التخطيط لحماية الموروث الحضاري في المدينة.
- التخطيط لتطوير الخدمات العامة والخدمات المجتمعية.
ـ التخطيط لإعادة اعمار المدن المدمرة نتيجة للحروب أو الكوارث الطبيعية.
الاكثر قراءة في جغرافية التخطيط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة