عاقبة حرف الآخرين عن مسير الحق
المؤلف:
الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
المصدر:
أصلحُ الناسِ وأفسدُهُم في نهج البلاغة
الجزء والصفحة:
ص 176 ــ 177
2025-11-23
40
(فَهُو فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌ عَنْ هدي (1) مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلَّ لِمَنِ اقْتَدَى به في حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالُ خَطَايَا غيره، رهن بخطيئته).
يقول الإمام علي (عليه السلام): إن الذي يخدع الناس ويحتال عليهم، فلأنه سبب ضلالهم. مضافا إلى أنه يحمل ثقل معصيته سوف يحمل ثقل معاصيهم أيضا، وسوف يجازي نفس جزاء أولئك الذين انحرفوا أيضا، وقد جاء هذا المعنى في بعض آيات القرآن وكذلك في الروايات الشريفة، ومن جملتها قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى الْهُدَى فَاتَّبِعَ فَلَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ منْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ فَاتَّبِعَ فَإِنْ عَلَيْهِ مِثْلَ أَوْزَارٍ مَنِ اتَّبَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ) (2).
بناء على هذه الرواية، فالأشخاص الذين يكونون مشعلاً لهداية الآخرين، والذين هدوا جمعا كبيرا من الناس إلى الحق من خلال كتاباتهم ومحاضراتهم والمراكز التي أقاموها من أجل ترويج الدين الإلهي، سوف يحصلون على ثواب الأشخاص الذين اتبعوهم إلى قيام يوم القيامة، ما بقي لهم أتباع إلى يوم القيامة، وسيكونون مشعل هداية لهم، وسيستمرون في مساعدتهم، وسيتمتعون بالمواهب والعنايات الإلهية. وفي المقابل، إذا رفع شخص علم الطغيان وبدأ ببث مدرسة الحادية وانحرافية أو سحب الناس بنحو آخر نحو الضلال والفساد، فسوف يكون له عقوبة مماثلة لهم وستسجل له معصية الذين ضلوا في هذا الطريق ما كانت آثار أفكاره وأعماله باقية بين الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ (هدي) أي المنهج العملي، وهي بمعنى (السيرة).
2ـ الميرزا حسين، النوري، مستدرك الوسائل، ج 12، الباب 15، ص 230.
الاكثر قراءة في مشاكل و حلول
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة