دخول النبي موسى على فرعون وإظهار آيته					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						الشيخ ماجد ناصر الزبيدي					
					
						
						 المصدر:  
						التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج 2، ص377-379.					
					
					
						
						2025-11-03
					
					
						
						39					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				دخول النبي موسى على فرعون وإظهار آيته
قال تعالى : { ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } [الأعراف: 103، 110].
 قال عليه السّلام - الحديث مرفوع - عن عاصم البصري « 1 » : « إنّ فرعون بنى سبع مدائن يتحصّن بها من موسى - وجعل فيما بينها آجاما وغياضا ، وجعل فيها الأسد ليتحصّن بها من موسى - قال : - فلمّا بعث اللّه موسى عليه السّلام إلى فرعون فدخل المدينة ، فلمّا رآه الأسد تبصبصت « 2 » وولّت مدبرة ، ثمّ لم يأت مدينة إلّا انفتح له بابها ، حتى انتهى إلى قصر فرعون الذي هو فيه - قال : - فقعد على بابه ، وعليه مدرعة من صوف ، ومعه عصاه ، فلمّا خرج الاذن ، قال له موسى عليه السّلام : استأذن لي على فرعون. فلم يلتفت إليه - قال : - فقال له موسى : إنّي رسول ربّ العالمين - قال : - فلم يلتفت إليه.
قال : فمكث بذلك ما شاء اللّه يسأله أن يستأذن له - قال : - فلمّا أكثر عليه ، قال له : أما وجد ربّ العالمين من يرسله غيرك ؟ قال : فغضب موسى ، وضرب الباب بعصاه ، فلم يبق بينه وبين فرعون باب إلّا انفتح ، حتى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه ، فقال : « أدخلوه ».
قال : « فدخل عليه وهو في قبّة له مرتفعة ، كثيرة الارتفاع ، ثمانون ذراعا ، قال : فقال : إنّي رسول ربّ العالمين إليك.
قال : فقال : فأت بآية ، إن كنت من الصادقين - قال : - فألقى عصاه ، وكان لها شعبتان - قال : - فإذا هي حيّة ، قد وقع إحدى الشعبتين على الأرض ، والشعبة الأخرى في أعلى القبّة - قال : - فنظر فرعون إلى جوفها وهو يلتهب نيرانا - قال : - وأهوت إليه فأحدث ، وصاح : يا موسى :
خذها » « 3 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : لما بعث موسى عليه السّلام إلى فرعون أتى بابه فاستأذن عليه فضرب بعصاه الباب ، فاصطكت الأبواب ففتحت ثم دخل على فرعون فأخبره أنه رسول ربّ العالمين ، وسأله أن يرسل معه بني إسرائيل فقال : {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [الشعراء : 18، 19] يعني كفرت نعمتي ، فتجاوبا الكلام ، إلى أن قال موسى : {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} [الشعراء : 30 - 32] فلم يبق أحد من جلساء فرعون إلا هرب ، ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك ، فقال فرعون أنشدك اللّه والرضاع إلا كففتها عني ثم {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} [الأعراف : 108] فلما أخذ موسى العصا رجعت إلى فرعون نفسه وهم بتصديقه ، فقام إليه هامان فقال : بينما أنت إله تعبد إذ صرت تابعا لعبد ثم قال فرعون للملأ الذين حوله : {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} [الأعراف : 109، 110] » « 4 ».
______________________
( 1 ) في المصدر : عاصم المصري ، والظاهر أنّ الصحيح ما أثبتناه ، وهو عاصم بن سليمان البصري المعروف بالكوزي ، عدّه الشيخ الطوسي والنجاشي من أصحاب الصادق عليه السّلام ، انظر رجال النجاشي : ص 301 ، رجال الطوسي : ص 263 ، معجم رجال الحديث : 9 / 184 ).
( 2 ) بصبص : حرك ذنبه.
( 3 ) تفسير العيّاشي : ج 2 ، ص 23 ، ح 61.
( 4 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 316.
 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  قصة النبي موسى وهارون وقومهم					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة