مفاهيم في أخلاقية المهنة الصحفية
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 52- 55
2025-10-28
46
مفاهيم في أخلاقية المهنة الصحفية:
بمناسبة انعقاد مؤتمر الصحافة الأخلاقية الذي تنظمه جمعية الصحفيين بدولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الإتحاد الدولي للصحفيين في 8-9 2009 "بعنوان مؤتمر دبي الخاص بإطلاق مبادرة الصحافة الأخلاقية في العالم العربي" يستعرض صالح بن عفصان الكواري في محاضرة لأخلاقية المهنة من خلال تسليط الضوء على جوانب مهمة في فهم العمل الصحافي وترسيخ مبدأ أخلاقيات مهنة الصحافة وتحديداً في العالم العربي ويحدد عناصر مهمة لهذه الأخلاقيات .
واجبات الصحفي في الحفاظ على مصداقية المؤسسات الصحفية والإعلامية يتعين على الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية احترام الأشخاص وخصوصياتهم بعدم الخوض فيها وعدم نشر أسرارهم والأخبار الكاذبة عنهم نتيجة خلاف في الرأي أو تحريض من جهة أو من أجل الابتزاز المالي وعدم الإساءة لرموز وقادة الدول.
لذلك ينبغي على الصحفي والمؤسسات الصحفية والإعلامية التي تحاول الحفاظ على مصداقيتها وعملها الإعلامي:
1. عدم بث الشائعات وترويجها بهدف إحداث البلبلة في المجتمع، وكذلك الابتعاد عن تلفيق الأخبار من دون مصادر.
2. عدم نشر صور والتعليق عليها بشكل مجاف للحقيقة بغرض إساءة السمعة أو لفت الانتباه أو تحقيق سبق صحفي في غير مكانه وعلى حساب سمعة شخص أو جهات أخرى.
3. البحث عن الحقيقة وتحري المصداقية والشفافية والحيادية عند كتابة الخبر أو المقال أو التحقيق الصحفي.
4. يتعين في العمل الصحفي مراعاة المصلحة العامة دون إخلال بالحقيقة أي إيجاد توازن بينهما واحترام التقاليد والأعراف والموروثات.
5. عدم إفشاء المصادر عند كشف أوجه القصور أو الفساد بطريقة موضوعية وصادقة بعيداً عن التهويل مع الحرص على تمليك الحقيقة للأشخاص العاديين وللمسؤولين أنفسهم لمعالجة بؤر الفساد أياً كان نوعها ومعاقبة مرتكبيها.
6. يتعين تجنب كل ما يثير العنف والكراهية والفوضى من خلال نشر وبث الأخبار والمعلومات الصحيحة الصادقة والموثوقة.
7. احترام رغبة المصادر عند نشر الأخبار، لكن بالكيفية التي يراها الصحفي مناسبة مع حرصه على عدم الصدام مع مصادره حتى لا يفقد ثقتها إن لم يفقدها نفسها.
8. يمكن للصحفي والإعلامي إقامة علاقات خاصة مع المصادر من دون استغلال المعلومات التي توفرها له لتحقيق مصلحة ذاتية. فالتحلي بالمسؤولية أمر مهم، بحيث يعرف الصحفي قدر نفسه ومكانة صحيفته أو مؤسسته الإعلامية وقدر المصادر نفسها ولا يقلل من شأن أي من كل ذلك.
وهذه الشروط يمكن تحقيقها عبر الالتزام بالحياد والموضوعية والدقة فيما يكتب. فالصحفي والإعلامي يحرص عند تعليقه على مقال أو قضية ما، ألا يعكس ذلك وجهة النظر الرسمية للمؤسسة والجهة الصحفية والإعلامية التي يعمل فيها. وعند كتابة تقرير أو تحقيق على الصحفي أن يعرض آراء مختلف الأطراف ذات الصلة بالقضية دون انحياز لطرف بعينه بما يحفظ توازن الموضوع. وهنا لابد أن يكون الصحافي موضوعي في عرض الآراء المختلفة التي تدعم فكرة التقرير وإذا تعذر عليه أن يكون متوازياً في عرضه للموضوع. لأن الصحفي صاحب رسالة نبيلة عليه أن يسعى لإيصال رسالته هذه بكل إخلاص وتفان من دون تحريف للأحداث والوقائع، وعليه الابتعاد عن تملق المصادر وألا يكون أداة لتلميعها بحق أو دون حق.
لذلك يجب على الصحفي والإعلامي:
- أن يكون دائماً أداة إصلاح وبناء في المجتمع وعليه أن يعبر عن معاناة مجتمعه وممارسة التقييم المهني والمعالجة الموضوعية المهنية لكل قضية يتناولها بكل نزاهة، بعيداً عن الدعائية وخدمة الأجندة الشخصية على الصحفيين والإعلاميين الابتعاد عن الكيد لبعضهم البعض أو العمل على التشهير وتشويه صورة الآخر للانفراد بمصدر معين وكسب ثقته أو لتحقيق فائدة ومنفعة شخصية.
- على الصحافي أن يراقب عمله لأن الرقابة والمحاسبة الذاتية أقوى من أي شيء، وإن كان هذا يأتي في نطاق سياسة المؤسسة الإعلامية، لكنه يعتبر هذا التوجه مكملاً لمفهوم أخلاقيات مهنة الإعلام والصحافة، فالصحفي عليه أن يعرف ما هو صحيح يجب اتباعه وما هو مضر يعاقب عليه القانون وأعتقد أن الإعلامي المحترف سيعمل على رقابة نفسه ومهنته بذاته دون تشريعات أو قوانين حكومية.
تعتبر مهنة الصحافة مهنة شاقة ومتعبة والحقيقة يمكن الوصول إليها بعد تعب وجهد وعبر الأبواب المفتوحة دون تحايل أو رشوة أحد للحصول عليها أو بطرق ملتوية أخرى فالمعلومة قد تكون مفيدة بقدر ما تكون مضرة أيضاً. اقرأ المثال التوضيحي...
مثال على عدم التزام الصحف والوسائل الإعلامية الأخرى في العالم العربي والعالمي بممارسة أخلاقيات المهنة الاعلامية:
ا. "رأينا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، أنماطاً مختلفة من الآراء الصحافية والتعليقات التي انصفت الضحية وأخرى حملتها المسؤولية لمجرد أن المقاومة والفصائل ألغت التهدئة وأطلقت الصواريخ رداً على الحصار والتجويع والتضييق اليومي الذي تمارسه إسرائيل على سكان غزة".
ب. "رأينا وصفاً لدول سميت بالممانعة وهي مع حماس ودول معتدلة ورأينا تطاولاً على دول مستقلة بمسميات - مثل دول صغيرة ودول كبيرة وإمارة مع العلم أن الجميع سواسية في الأمم المتحدة لا فرق بين كبير وصغير وكل دولة لها صوت واحد فقط، كما رأينا تطاولات على رموز هذه الدول وكلمات بذيئة وفبركة أخبار وإساءات لا أساس لها، فقد يكون الصوت العالي قوياً مدوياً ولكنه بالطبع فارغ من أي مضمون لا يشد أو يطرب أحداً.
بقدر ما يطالب الصحفي بالالتزام بأخلاقيات مهنته وتجنب البذاءات والابتعاد عن تلفيق التهم والأكاذيب التي قد تقود إلى سحب الصحيفة من الأسواق أو تعطيل صدروها يجب أن تصدر الدولة، أي دولة، تشريعات وقوانين للصحافة تؤكد على حرية التعبير والحرية الصحفية عموماً، وتحمى الصحفيين وتضمن حقوقهم، والأهم أن يلتزم الصحفيون بميثاق الشرف المهني الذي يضمن ويحمي الأطر الأخلاقية المطلوبة.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة