أمثلة على تجاوز الصحفيين لأخلاقيات مهنة الصحافة عبر تاريخ الصحافة
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 40- 42
2025-10-28
39
أمثلة على تجاوز الصحفيين لأخلاقيات مهنة الصحافة عبر تاريخ الصحافة:
- في مطلع الثمانينات من القرن العشرين كان الصحفيون الإيطاليون يؤمنون بنظرية مفادها أنّ نقد الصحافة لحكومة منتخبة في البلاد يجب أن يكون مقيداً في الدول الديمقراطية المهددة.
- كذلك الصحافي الفرنسي "هوبرت بواميري" محرّر صحيفة "لوموند" الفرنسية، كان يرى خلال الأزمة الحرجة التي حدثت في فرنسا عام 1958 بأن الدكتاتورية، كما كان حال الرئيس شارل ديغول، ضرورية لحماية نوع من الديمقراطية.
- كذلك عندما عينت بعض الصحف اليابانية مراسلين لها في بكين بشرط عدم نشر أخبار ضارة بالصين، كان هذا الشرط بمثابة مخالفة لمبادئ الديمقراطية اليابانية.
- أما في الدول النامية، رغم وجود دساتير ومواثيق لأخلاقيات الصحافة فيها ومطالبة هذه الدول للعالم المتقدّم بالمصداقية تجاه قضايا العالم الثالث، إلا أنّ صحافة هذه الدول تنحاز إلى وجهة نظر حكومات تلك الدول، وتضر بمصداقية الصحافة وأخلاقيات المهنة. فكثير من صحافة الدول النامية تتأثر بسياسة الدولة التي تتبع لها، فتحجب ما تشاء من الحقائق عن الجمهور، وتنشر أخبار بطريقة مفبركة أو يتم التعليق عليها بطريقة منافية للحقيقة الدولية ولمبادئ أخلاقيات الصحافة.
كما أن هناك تناقض بين مواقف حكومات بعض الدول الديمقراطية وصحافتها التي يشار إليها بالسلطة الرابعة.
فقد تحسست حكومة بريطانيا من أخبار نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بعد الاحتلال الأمريكي - البريطاني للعراق عام 2003، حيث انتقدت الإذاعة موقف توني بلير من الحرب على العراق، وعدم مصداقيته بوجود أسلحة دمار شامل في العراق. وقارنت الإذاعة بين عدم مصداقية سلاح دمار شامل في العراق، ووجود ترسانة نووية في إسرائيل.
- كذلك وجهت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية انتقادات هائلة ومجحفة بحق بعض القنوات الفضائية، بسبب نشرها لصور القتلى والأسرى الأمريكيين، لأن الحكومة الأمريكية حاولت إخفاء هذه الحقيقة.
وأحياناً تخالف الصحافة أخلاقيات المهنة عندما تقوم بهجوم إعلامي على دولة أو دول مخالفة لسياسات الدولة التي تتبع لها.
- فقد شنّت وسائل إعلام أمريكية حملات على حكومة فرنسا بسبب عدم مشاركتها في الحرب على العراق، مما دفع فرنسا إلى تحريك دعاوى ضد تلك الوسائل، وبالتالي تدهورت العلاقات بين فرنسا وأمريكا بسبب معارضة فرنسا، وكذلك معارضة كل من روسيا وألمانيا الحرب على العراق.
- تنص مواثيق الشرف للصحافة العالمية على منع التنصت على الصحفيين، فقد احتج الإتحاد الدولي للصحفيين عام 2002 على شرطة الدنمارك لتنصتها على مكالمة هاتفية بين صحفي ورئيس تحرير حول إشاعات بوجود قائمة بأسماء يهود دنماركيين، حيث يتم تمرير هذه القائمة بين قوائم الإسلاميين الأصوليين.
إذن هناك خروج على مواثيق الصحافة وأخلاقيات المهنة، وتجاوزات قد تحدث من الصحفيين أنفسهم بسبب انحيازهم لقضايا قومية تهمهم، أو لسبب وقوعهم تحت تأثير دولهم نحو قضايا عالمية. وسيظل هذا التجاوز موجوداً ما لم تحسم الدول ويحسم الصحفيون واتحاداتهم ونقاباتهم في العالم هذه الظاهرة بجميع الدول تقريباً، بوضع مواثيق ودساتير لأخلاقيات المهنة.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة