المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص138-139.
2025-10-19
74
حب اهل البيت عليهم السلام ومقبولية العمل
قال تعالى : {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } [التوبة : 53، 57].
قال أبو أميّة يوسف ابن ثابت بن أبي سعيدة ، أنّهم قالوا حين دخلوا على أبي عبد اللّه عليه السّلام : إنّما أحببناكم لقرابتكم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ولما أوجب اللّه عزّ وجلّ من حقّكم ، ما أحببناكم للدّنيا نصيبها منكم إلّا لوجه اللّه والدار الآخرة ، وليصلح امرؤ منّا دينه .
فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « صدقتم ، صدقتم » . ثمّ قال : « من أحبّنا كان معنا - أو جاء معنا - يوم القيامة هكذا » . ثم جمع بين السّبّابتين . ثمّ قال :
« واللّه لو أنّ رجلا صام النّهار وقام الليل ، ثم لقي اللّه عزّ وجلّ بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض ، أو ساخط عليه » ثمّ قال : « وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : { وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ }.
ثمّ قال : « وكذلك الإيمان لا يضرّ معه العمل ، وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل ». ثمّ قال : « إن تكونوا وحدانيّين فقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وحدانيّا ، يدعو الناس فلا يستجيبون له ، وكان أوّل من استجاب له عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، وقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي » « 1 ».
وقال عليّ بن إبراهيم : وقوله في المنافقين : قُلْ لهم يا محمّد :
{أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ} إلى قوله :
{وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ }، وكانوا يحلفون للرّسول أنهم مؤمنون ، فأنزل اللّه { وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ } يعني غارات في الجبال ، أَوْ مُدَّخَلًا قال : موضعا يلتجئون إليه { لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } أي يعرضون عنكم « 2 » .
وقال أبو جعفر عليه السّلام : في معنى مُدَّخَلًا أسرابا في الأرض « 3 » .
__________
( 1 ) الكافي : ج 8 ، ص 106 .
( 2 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 298 .
( 3 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 62 .
الاكثر قراءة في فضائل اهل البيت القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة