البرق: الأشجار والأبراج والأرض
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص626
2025-09-08
190
لماذا يمكن أن ينسف البرقُ شجرةً أو أن يتسبب في اندلاع النيران؟ كيف يمكن للمباني العالية أن تتفادى أضرار البرق؟ كيف للبرق أن يحفر خندقًا أو يُنتج تكوينات رملية (تشبه المنحوتات) تُسمَّى «عيدان الصواعق»؟
الجواب: عندما يضرب البرق شجرة، يمكن أن يترك فيها علامة، أو ينسف قطعًا من اللحاء، أو الشجرة كلها، أو أن يُضرم فيها النار، أو ألا يفعل بها شيئًا. يعتمد الضرر على درجة رطوبة اللحاء، وما إذا كان البرق ينفذ إلى النُّسغ أم لا. وإذا نفذ تيار كافٍ إلى النسغ، فإن النسغ قد يتبخّر بسرعة كبيرة، بحيث يفجِّر تمدُّده الشجرة. إن التمدد السريع لمياه المطر تحت طبقة من اللحاء قد يفجر اللحاء، أو يصنع شرخًا فيه. لا تتسبب معظم ضربات البرق للأشجار في إشعال النار فيها، ربما لأن التيار يكون خفيفًا جدا بحيث لا يُسَخَّن اللحاء بما يكفي لاشتعاله، ولكن تسبب الضربات المتعددة اشتعال النار (وهكذا تحدث حرائق الغابات)؛ لأنها تدوم لثانية واحدة؛ ومِن ثَمَّ تُسَكِّن الشجرة إلى حد كبير. وقد يبدأ البرق من مبنى عال إذا أرسل المبنى وثبةً متدرجة إلى سحابة معلقة أعلاه.
يُحمل التيار الموجود في الضربة، عبر مانعات الصواعق المثبتة على المبنى، أو عبر الهيكل المعدني الخارجي للمبنى. حينما يضرب البرق مبنى - مثل كنيسة ذات برج بارز – دون حماية من مانعة الصواعق، يمكن للتيار أن يُفجِّر المناطق الرطبة، كما في حالة الشجرة، ويمكن للنار أن تشتعل في الخشب إذا سرى التيار الكهربي لمدة طويلة بما يكفي.
عندما يضرب البرق أرضية مبتلة، فإنه يُبخّر المياه بسرعة كبيرة؛ مما يلقي بالتراب إلى جانب واحد، صانعا خندقا. كما أن انفجار الهواء الناتج عن التسخين المفاجئ له بسبب ضربة البرق يمكن أن يحفر الأرض.
عندما يضرب البرق رمال الكوارتز، يمكن للتيار أن يرفع درجة حرارة الرمال فوق نقطة الانصهار. سرعان ما تبرد الرمال، مُشكّلة تكوينا أسطوانيا متماسكا ورفيعا، بامتداد المسار الملتوي الذي اتخذه التيار عبر الرمال، ويُدعى التكوين الناتج من الرمال المنصهرة «عود الصاعقة»، وهو ذو قيمة كبيرة عند استخراجه سليمًا من أحد الشواطئ.
الاكثر قراءة في الكهربائية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة