الـموارد المائيـة فـي المملكـة العربيـة السعـوديـة
المؤلف:
د . حمد بن محمد آل الشيخ
المصدر:
اقتصاديات الموارد الطبيعية والبيئة
الجزء والصفحة:
ص227 - 231
2025-08-31
244
4--7--5 الموارد المائية في المملكة العربية السعودية:
يعد توفر الماء ضرورياً لاستدامة التنمية والاستقرار الاجتماعي في أي مكان؛ وفي البلدان الجافة التي لا يوجد بها أنهار جارية مثل المملكة العربية السعودية وكثير من البلدان الصحراوية، تصبح المياه الجوفية هي المصدر الأساسي للمياه. وهذا المصدر المحدود للمياه يجب أن يستغل بكفاءة في الاستخدامات البلدية والصناعية والزراعية لاستمرار التنمية ولضمان الاستمرار والجودة في المياه للأجيال الحالية والقادمة. وفي البلدان التي تكون مستويات الأمطار فيها منخفضة ومتذبذبة يصبح الاعتماد فيها أكبر على المياه الجوفية بالإضافة إلى المصادر البديلة كمياه التحلية ومياه الصرف الصحي.
ويعتمد عرض المياه التقليدية في المملكة على ثمانية تكوينات أساسية جوفية عميقة وعلى تسعة تكوينات ثانوية، وعلى كميات محدودة من المياه السطحية ومياه البحر المحلاة والقليل من مياه الصرف الصحي المعالجة. ويفرق بين التكوينات الأساسية (العميقة) والتكوينات الثانوية بناءً على خصائصها الهيدرولوجية وعلى انتشار أماكن انكشاف هذه التكوينات وعلى حجم المخزون الموجود بها وكمية النمو السنوي له. وعلى أي حال فإن معدل النمو لهذه التكوينات يعد منخفضاً ويصل إلى 1.270.000 متر مكعب في السنة (وزارة التخطيط، 1985م).
وتعد المعلومات الفنية والهيدرولوجية المتوافرة حالياً حول هذه التكوينات المائية قديمة، فهي تعود إلى أطلس المياه المملكة العربية السعودية، وزارة الزراعة والمياه 1984م، وإلى خطة التنمية الرابعة (وزارة التخطيط، 1985م)، اللذين يعتمدان على دراسات هيدرولوجية قامت بها وزارة الزراعة والمياه في الأعوام 1966م و1969 م و1980م، وهي دراسات تعطي بيانات قديمة لا تعكس مستوى الاستغلال الذي تم لهذه الموارد خلال تلك المدة وما بعدها.

ويوضح الجدول رقم (4-4) المخزون الثابت والمخزون المتوقع عام 1996م (مليون متر مكعب MCM) في التكوينات الرئيسة في المملكة العربية السعودية، وتشمل تكويني الوسيع والبياض اللذين يعدان تكويناً واحداً، وتكوين أم رضمة وتكوينات المنجور وضرما والساق وتبوك والدمام ونيوجين. وتمتد مناطق انكشاف بعض هذه التكوينات إلى خارج حدود المملكة العربية السعودية، فمثلاً تكوين الساق يمتد إلى الأردن وسوريا، بينما تكوينات الدمام ونيوجين وأم رضمة تمتد إلى البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان والعراق، بينما يمتد تكوين الوجيـد إلى اليمن، وحالياً تعد المملكة العربية السعودية هي المستخدم الرئيس لهذه التكوينات التي تحتوي على مياه أحفورية.
أما التكوينات الجوفية الثانوية في المملكة العربية السعودية فتوجد في مناطق مختلفة، وتشمل تكوينات مثل خف وطويل وعرمة وجوف وسكاكا وجلة ووادي حنيفة وجبيلة وغيرها. ويوضح الجدول السابق حجم مخزون المياه الجوفية التقديرية في هذه التكوينات، تلك التي تم استخدامها بشكل كبير إبان النهضة الزراعية في المملكة خلال المدة 1992- 81 م في زراعة محاصيل القمح والشعير والأعلاف. ومع أن تلك المدة حفلت بمرحلة استنزاف كبير لهذه التكوينات، إلا أنه لم يتم إلى الآن إعادة قياس معاملات المخزون أو التعبئة لهذه التكوينات.
المصدر الرئيس الآخر لاستخدامات المياه في الأغراض البلديات والصناعية هو مياه البحر المحلاة، وقد تم استخدام المياه المحلاة في المملكة بشكل واسع منذ عام 1970م، حيث تم إنفاق ما يزيد على 51 مليار ريال حتى عام 2000م لإنشاء ما يزيد على 26 محطة تحلية. وهناك خطة واسعة لدى وزارة المياه والكهرباء لزيادة الاعتماد على هذه المحطات لإنتاج المياه والكهرباء. وحالياً تعد المملكة العربية السعودية أكبر منتج لمياه البحر المحلاة في العالم، حيث يصل إنتاج المياه المحلاة إلى 700 مليون متر مكعب في السنة، يمثل إنتاجها حوالي %30 من قدرة العالم الإنتاجية للمياه المحلاة.


المصدر الثالث من مصادر المياه هو مياه الصرف الصحي المعالجة؛ وهذا المصدر غير التقليدي ما زال في مراحله الأولى للاستخدام، إذ لم يتم تطوير القدرات الممكنة لاستغلال هذا المصدر من المياه. وذلك لارتفاع التكلفة المباشرة لمعالجة مياه الصرف الصحي، ولانخفاض مستوى القبول الاجتماعي لاستخدام هذه المياه، فمثلاً محطة الرياض للمعالجة يتم نقل مياهها إلى ثلاثة مناطق للاستفادة منها في الاستخدامات الزراعية والصناعية فقط، ويوضح الجدول (6-4) الاستخدامات والمواقع المستفيدة من مياه الصرف الصحي المعالجة بالرياض.


الاكثر قراءة في ألانظمة الاقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة