مـحددات نـمـو واستـغـلال الغـابـات
المؤلف:
د . حمد بن محمد آل الشيخ
المصدر:
اقتصاديات الموارد الطبيعية والبيئة
الجزء والصفحة:
ص194 - 196
2025-08-27
249
2-6-4 محددات نمو واستغلال الغابات:
هناك العديد من المحددات الطبيعية والبشرية التي قد تساعد أو تعرقل مستوى نمو أو استغلال الغابات ومنها ما يأتي:
1- التضاريس والمناخ: من المعروف أن التضاريس غير المنتظمة بعبارة أخرى الجبال ومنحدراتها - تشجع على النمو الشجري، ولكن يجب أن تتوافر لهذه المنحدرات الجبلية شروط مناخية أخرى؛ فالمطر والحرارة المرتفعة ينجم عنهما غابات الجبال الحارة والحرارة المنخفضة ينجم عنها غابات النطاق البارد أما الحرارة المرتفعة والمطر القليل فيؤديان إلى نمو الأعشاب الحارة والمطر القليل مع الحرارة المنخفضة يؤديان إلى الأعشاب الباردة وعليه يمكن الوصول إلى القاعدة الآتية: "أن الغابات تميل إلى السيطرة على المظهر الجبلي الوعر إذا كانت ظروف التربة والمناخ ملائمة، ويدل على ذلك بوضوح امتداد النطاق الغابي في أمريكا الشمالية إلى العروض الوسطى في جبال الكاسكيد والروكي والأبلاش. ولا شك في أن وعورة التضاريس تقف حجر عثرة في سبيل استغلال المورد الغابي، فالانحدار الشديد يعرقل نقل الآلات إلى الغابة ويعرقل نقل الشجر المقطوع.
2- الأنهار والمجاري المائية: إن وجود المجاري المائية أمر على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لاستغلال الموارد الغابية، حيث يساعد في عمليات النقل. ففي كل من نطاقي الغابات الباردة والحارة تكون المجاري المائية (الشرايين الرئيسة) لنقل الأشجار المقطوعة من الغابة إلى أماكن استخدامها في محطات المناشر. كذلك اتجاه الأنهار إلى مناطق التوزيع أمر على جانب كبير من الأهمية؛ فأنهار السويد وفنلندا وجنوب كندا تتجه إلى مناطق التوزيع، وبالتالي فإن هناك اقتصاداً في تكلفة النقل، ولكن الأنهار التي تسير في اتجاه معاكس لمناطق التوزيع، كما هو الحال في شمال روسيا وسيبريا وغرب الولايات المتحدة تزيد تكلفة النقل. وتعد أنهار المناطق الحارة أنهاراً دائمة الجريان ولا تتعرض للعقبات التي تتعرض لها أنهار المناطق الباردة، فهي أصلح لنقل الأشجار المقطوعة.
3- الماشية؛ للماشية دور مهم ذو شقين بالنسبة لاستغلال الموارد الغابية ونموها الشق الأول هدمي والثاني نفعي؛ ويتمثل الشق الهدمي في أن هناك أنواعاً من الماشية مسؤولة عن القضاء على أجزاء من الغابات أو بطء نموها نظراً لأن تغذيتها تعتمد على أشجار الغابة في مرحلة نموها. ومن أهم أعداء بعض أنواع أشجار الغابة الماعز وفصائله العديدة والغزال الجبلي في المناطق المعتدلة والباردة، إلى جانب الأرانب وحيوانات الأشجار القارضة كالسنجاب. وعلى الرغم من الأخطار التي تسببها هذه الحيوانات إلا أن هناك قوانين تحميها من الصيد الجائر في غالبية دول الغابات الباردة. أما الشق النفعي للماشية فيتمثل أساساً في حيوانات المناطق الحارة، ففي تايلاند وبرما والهند أمكن استخدام الفيلة والجاموس في جر الأشجار الضخمة المقطوعة وخاصة أشجار التيك من الغابة إلى مجاري الأنهار.
4- العنصر البشري؛ للإنسان أثر مهم أكبر بكثير من أي أثر طبيعي آخر، فمنذ أن هبط الإنسان على سطح الأرض وهو يحاول أن يطوع الطبيعة له ويجعلها في خدمته، وقد كان لهذا بالغ الأثر، فقد كانت الغابات تحتل مساحة كبيرة من سطح الأرض، وقام الإنسان بالقضاء على جانب كبير منها رغبة منه في إيجاد الأرض اللازمة للسكن والزراعة، خاصة بعد انتقاله إلى مرحلة الزراعة. ومنذ اكتشاف الزراعة حتى وقتنا الحاضر والإنسان دائم التوسع في استغلال هذا المورد المتجدد. كما قام الإنسان باستخدام الأخشاب كمصدر للوقود، وكانت ومازالت مصدراً مهماً لنسبة كبيرة من سكان البلدان النامية. وتوضح النسب (1) المعروضة في الجدول رقم (2-4) نسب إنتاج الخشب في الاستغلالات المختلفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ رياض محمد وآخرون الجغرافيا الاقتصادية، الطبعة الثالثة، الدوحة، 1973م.
الاكثر قراءة في ألانظمة الاقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة