 
					
					
						حمل السيدة مريم ووضعها					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الفيض الكاشاني
						 المؤلف:  
						الفيض الكاشاني 					
					
						 المصدر:  
						تفسير الصافي
						 المصدر:  
						تفسير الصافي					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج3، ص277 -279
						 الجزء والصفحة:  
						ج3، ص277 -279					
					
					
						 2025-08-24
						2025-08-24
					
					
						 292
						292					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} [مريم: 22]
{فَحَمَلَتْهُ} بأن نفخ في جيب مدرعتها[1] فدخلت النفخة في جوفها.
القمي قال فنفخ في جيبها فحملت بعيسى (عليه السلام) بالليل فوضعته بالغداة وكان حملها تسع ساعات جعل الله لها الشهور ساعات.
وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) أنه تناول جيب مدرعتها فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته كما يكمل الولد في أرحام النساء تسعة أشهر فخرجت من المستحم وهي حامل محجح ! مثقل فنظرت إليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحية من خالتها ومن زكريا.
وعن الصادق (عليه السلام) كانت مدة حملها تسع ساعات.
وفي الكافي عنه (عليه السلام) إن مريم حملت بعيسى تسع ساعات كل ساعة شهر.
أقول: يعني بمنزلة شهر {فَانْتَبَذَتْ بِهِ} فاعتزلت وهو في بطنها {مَكَانًا قَصِيًّا} بعيدا من أهلها.
في التهذيب عن السجاد (عليه السلام) خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين (عليه السلام) ثم رجعت من ليلتها.
 
وقال تعالى: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 23]
{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} وهو في الأصل من جاء لكنه خص في الأستعمال كأتى في أعطى ومخضت المرئة إذا تحرك الولد في بطنها للخروج إلى جذع النخلة لتستتر به وتعتمد عليه عند الولادة وهو ما بين العرق والغصن {قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} [مريم: 23] وقرئ بضم الميم استحياء من الناس ومخافة لومهم.
في المجمع عن الصادق (عليه السلام) لأنها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزهها من السوء {وَكُنْتُ نَسْيًا} ما من شأنه أن ينسى ولا يطلب وقرئ بالفتح وهو لغة فيه أو مصدر رسمي به {مَنْسِيًّا} منسّي الذكر بحيث لا يخطر ببالهم.
 
وقال تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا } [مريم: 25]
وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) ضرب عيسى برجله فظهر عين ماء يجري {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} وأميليه إليك {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} طريا وقرئ بتخفيف السين وبضم التاء معه وكسر القاف .
القمي وكان ذلك اليوم سوق فأستقبلها الحاكة وكانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزمان فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم أين النخلة اليابسة فاستهزؤوا بها وزجروها فقالت لهم جعل الله كسبكم نزرا وجعلكم في الناس عارا ثم استقبلها قوم من التجار فدلوها على النخلة اليابسة فقالت لهم جعل الله البركة في كسبكم وأحوج الناس إليكم فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت بعيسى (عليه السلام) فلما نظرت إليه { قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}[مريم: 23] ماذا أقول لخالي وماذا أقول لبني إسرائيل فناداها عيسى من تحتها {أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: 24]أي نهرا {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} أي حركي النخلة {تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم: 25]أي طريا وكانت النخلة قد يبست منذ دهر فمدت يدها إلى النخلة فأورقت وأثمرت وسقط عليها الرطب الطري فطابت نفسها فقال لها عيسى (عليه السلام) قمطيني وسويني ثم إفعلى كذا وكذا فقمطته وسوته .
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) إنه كان يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد فأحصيت في سجوده خمس مأة تسبيحة ثم استند إلى النخلة من الرطب وماء السري وقري عينا وطيبي نفسك وارفضي عنها ما أحزنك فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما صمتا .
القمي وقال لها عيسى (عليه السلام) كلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما وصمتا كذا نزلت.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ثم قال قالت مريم إني نذرت للرحمن صوما أي صمتا فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم الحديث فلن أكلم اليوم إنسيا ولعله لكراهة المجادلة والأكتفاء بكلام عيسى (عليه السلام) فإنه قاطع في قطع الطاعن .
 
وقال تعالى: { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28]
{ يَا أُخْتَ هَارُونَ} في المجمع عن المغيرة بن شعبة مرفوعا إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إن هارون كان رجلا صالحا في بني إسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح .
وفي سعد السعود لابن طاووس رحمه الله عنه (عليه السلام) مرفوعا أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بعثه إلى نجران فقالوا ألستم تقرؤون يا أخت هارون وبينهما كذا وكذا فذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال ألا قلت أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين منهم.
والقمي إن هارون كان رجلا فاسقا زانيا فشبهوها به {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  قصة نبي الله عيسى وقومه
					 الاكثر قراءة في  قصة نبي الله عيسى وقومه					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة