من محامد الأوصاف والأفعال / بذل المال وبذل النفس
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 358 ــ 360
2025-08-23
207
ومنها:
بذل المال دون النفس والعرض، وبذل النفس دون الدين؛ فإنّ في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لأصحابه انّه: إذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم، واعلموا أنّ الهالك من هلك دينه [1]، ومن كلام له عليه السّلام: إنّ أفضل الفعال صيانة العرض بالمال [2]، وإنّ خير المال ما وقي به العرض [3]، وانّ كلّ معروف وقيتم به أعراضكم وصنتموها عن ألسنة كلاب الناس كالشعراء الوقّاعين في الأعراض تكفّونهم فهو محسوب لكم في الصدقات[4]، وان ما وقى الرجل به عرضه كتب له صدقة. قلت: ما معنى ما وقى به عرضه؟ قال: ما أعطاه الشاعر وذا اللسان المتّقي، وما أنفق الرجل من نفقة فعلى اللّه خلفها ضمانًا، الّا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية اللّه[5]، وله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أيضا: صنّ دينك بدنياك تربحهما، ولا تصن دنياك بدينك فتخسرهما [6]، وله عليه السّلام أيضا: صنّ الدّين بالدنيا ينجيك، ولا تصن الدنيا بالدين فترديك [7]، ومن وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم لعلي عليه السّلام قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك [8]، وقال عيسى بن مريم عليهما السلام للحواريين: يا بني إسرائيل، لا تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم، كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم [9].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أصول الكافي: 2/216 باب سلامة الدين حديث 2 بسنده عن أبي جميلة، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: كان في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لأصحابه: اعلموا أنّ القرآن هدى الليل والنهار، ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة، فإذا حضرت بليّة فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون دينكم، واعلموا انّ الهالك من هلك دينه، والحريب من حرب دينه، ألاّ وانّه لا فقر بعد الجنّة، ألّا وانّه لا غنى بعد النّار، لا يفكّ أسيرها ولا يبرأ ضريرها.
[2] وسائل الشيعة: 11/451 باب 22 حديث 3، أصول الكافي: 4/49 باب النوادر حديث 14
[3] كشف الغّمة: 2/706 في ذكر شيء من كلام الإمام أبي عبد اللّه الحسين الزكي عليه السّلام.
[4] مستدرك وسائل الشيعة: 2/644 باب 21 حديث 1 عن تفسير الإمام عليه السلام
[5] مستدرك وسائل الشيعة: 2/644 باب 21 حديث 2 عن ابن أبي جمهور في درر اللآلي.
[6] مستدرك وسائل الشيعة: 2/372 باب 21 حديث 2 عن الآمدي في الغرر من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام.
[7] المصدر المتقدم بمضمون ما في المتن.
[8] المحاسن: 17 باب 10 وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 48.
[9] الأمالي للشيخ الصدوق: 496 المجلس الخامس والسبعون حديث 2.
الاكثر قراءة في الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة