على الرغم من أن الغرض الأساسى من انشاء طرق السيارات هو الربط بين مراكز عمرانية أو صناعية مختلفة إلا أن خطوط الطرق نفسها والتي تصل بین هذه المراكز يتشكل امتدادها واتجاهاتها تبعا لاختلاف التكوين الصخرى في المنطقة ودرجة تضرسها ، وأشكال سطحها ونظم انحدارها، ويمكن القول أن لكل نوع من الأراضى خصائص معينة ، تحتم استخدام طرائق انشائية خاصة ، ووضع بعض الاحتياطات والوقاية اللازمة في الاعتبار عند مد طرق السيارات فوق سطح الأرض.

وعلى سبيل المثال تحتاج طرق السيارات التي تنشأ فوق أراضي الكارست الجيرية إلى استمرار عمليات دك الأرض وحقنها Cut and Fill وردمها بمواد غير مسامية حتى لا تتعرض مواد ما تحت سطح الطريق لعمليات الذوبان وعندما يتعرض سطح الطريق فى هذه المناطق لفعل سقوط الأمطار الغزيرة تتجمع المياه عادة فوق الطريق فى حفر مستديرة تتسع وتتعمق تدريجيا بحيث يصبح من الصعب عبور السيارات أو العربات فوقها ومن ثم كان لزاما اكتشاف مثل هذه الحفر وردمها بمواد صلصالية غير مسامية ، وحقن جوف الطريق وباطنه بمواد لا تتأثر كثيرا بفعل الذوبان . ويضع المهندسون المدنيون في الاعتبار عند انشائهم الطرق البرية وعمل الجسور المختلفة في مناطق الكارست الجيرية بأن تقام مثل هذه المنشآت فوق أراض صلبة تتحمل الثقل والضغط الواقع عليها من جهة، والا تتعرض الصخور التي أنشئت فوقها للتآكل والتحلل بفعل عمليات الذوبان من جهة أخرى وعند اقامة طرق السيارات في المناطق التي غطاها الجليد من قبل ، يواجه المهندسون مشكلات هندسية متنوعة ترجع أساسا إلى خصائص التركيب الصغرى لهذه المناطق . فعلى الرغم من أن المناطق المغطاة برواسب الطفل الجليدي والمستوية السطح تعد من أحسن المناطق لانشاء الطرق البرية إلا أنه في الأجزاء التي تنتشر فيها رواسب الركامات النهائية والاسكر ومدرجات الكام والكثبان الجليدية، تحتاج دائما لعمليات دك الأرض وحقن الفراغات الصخرية بالمواد الصلصالية غير المسامية حتى لا يتعرض سطح الطريق لفعل الهبوط . ولا تصلح المناطق الجليدية التي تنتشر فوقها البحيرات لانشاء الطرق البرية فيها ، ويبذل المهندس المدنى مجهودات كبيرة ليتفادى اجتياز الطريق أو مده فوق هذه الأراضى ، وإذا لزم الأمر فلابد من تجفيف هذه البحيرات وردمها وحقنها بالمواد الصلصالية . وإذا كانت الرواسب التي تقع أسفل الطريق تتألف . من مواد صلصالية لزجة فقد ينجم عن شدة الضغط الواقع عليها انسياب الصلصال على جوانب الطريق ويختل توازن سطحه ويتعرض العمليات الهبوط  وعلى ذلك يلزم حقن الطريق بمواد أخرى أقوى تماسكا حتى لا تتعرض أجزاء منه لعمليات الزحف أو الانسياب اذا ما اشتد الثقل أو الضغط فوق الطريق.

أما في المناطق الجبلية المرتفعة الشديدة التضرس ، فيواجه المهندسون المدنيون عند انشائهم الطرق البرية صعوبات خاصة ، حيث يصبح في هذه الحالة ضرورة اقامة عديد من القناطر والجسور ، تؤدي بدورها على زيادة التكاليف الانشائية . وحيث تتميز الطرق البرية فى المناطق الجبلية بشدة انحدارها فهي ، تتعرض دائما لعمليات زحف التربة ، وانزلاق الأرض وتساقط الصخور . وينجم عن حدوث هذه العمليات هدم أجزاء كبيرة من الطرق البرية وسدها بالمفتنات الصخرية ، وهلاك أعداد غفيرة من البشر ، وردم القرى المجاورة. ومن ثم فمن الضروري اتخاذ طرق الوقاية اللازمة عند انشاء الطرق البرية في المناطق الجبلية ومنها:

(أ) تثبيت المواد الترابية على جانبي الطريق حتى لا تتعرض هذه المواد العمليات الزحف البطئ .

(ب) حقن جانبي الطريق ببعض المواد حتى تنخفض نسبة الرطوبة في التربة ، وعدم اتاحة الفرصة لحدوث عمليات الانزلاق الأرضي السريع.

(جـ) تعديل انحدار الطريق نفسه بحيث يصبح من السهل عبور السيارات والعربات فوقه.

(د) اختيار من الطرق البرية في المناطق البسيطة الانحدار وذلك بأن تتمشى اتجاهاتها موازية لخطوط الكنتور أو فوق المناطق العليا المستوية السطح لأراضي ما بين الأودية Major interflieves .

وقد روعي عند انشاء الطرق البرية فوق أراضي الدلتا بجمهورية مصر العربية أن يكون منسوبها أعلى من منسوب مياه الترع والقنوات المجاورة حتى لا تتأثر بحدوث الفيضانات العالية أو انسياب مياه تلك الترع والمصارف أسفل تكوينات الطرق البرية فتؤثر على سلامة السير على الطريق.

ويضع المهندس المدني في الاعتبار عند انشائه الطرق البرية عدة نقاط هامة تؤثر كثيرا في عمر الطريق البري Lifetime of a highway وهذه تتلخص فيما يلي:

(أ) منسوب المنطقة.

(ب) تضرس المنطقة.

(جـ) تنوع درجة انحدار السطح.

(د) وفرة المواد المحلية اللازمة لانشاء الطريق.

(و) موقع الطريق البرى بالنسبة لشواطئ البحار والبحيرات والمجارى النهرية الكبرى من ناحية أو وقوعه بجوار مناطق تتميز بالبراكين النشيطة وحدوث الزلازل .

(ز) خصائص تكوين مواد التربة التي تقع أسفل سطح الطريق.

(ع) خصائص المياه الجوفية فى المنطقة وكمياتها التقريبية وطرق مسالكها وانحداراتها الهيدروليكية ومدى أثرها فى اذابة معادن الصخور أسفل سطح الطريق.

(ف) مدى تعرض الطريق لفعل التساقط، خاصة سقوط الثلج مما يلزم بناء أسوار خاصة في الاتجاه العام التى تهب منه الرياح حتى لا يتغمر الطريق تحت الثلج.

(ى) تأثر سطح الطريق بفعل عوامل التعرية والتجوية المختلفة.

(ص) حركة المواصلات فوق الطريق وثقل الضغط الواقع فوقه.

(م) أقصر الطرق البرية التي تصل بين المراكز العمرانية وإقامتها بأقل تكلفة ممكنة.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

المجمع العلمي يستأنف الختمة القرآنية الأسبوعية في محافظة الديوانية

حملة تطوير وتأهيل تشهدها مدينة الفردوس الترفيهية استعدادًا لاستقبال العوائل

العتبة العباسية المقدسة تطلق فعاليات مهرجان (ترتيل الرأس) السنوي الثاني في بغداد

قسم الشؤون الدينية يُحصي خدماته المقدّمة لزائري الأربعين للعام 1447هـ

المزيد

الآخبار الصحية

"ساعة الذئب" تؤرق الملايين.. حل علمي ينقذ نومك

يخفف الألم.. معجون أسنان مصنوع من الشعر ؟!

كوابيسك ليست عشوائية.. ماذا تحاول أن تخبرك؟

5 مخاطر غير متوقعة لتناول البروتين بكثرة

المزيد

الآخبار التكنلوجية

أندرويد 16 على الأبواب..هاتفك سيصبح وكيلك الذكي !

"غوغل" مهددة ببيع متصفحها الشهير "كروم".. من المشتري؟

"ناسا" و"غوغل" تطوران مساعدا طبيا ذكيا لمرافقة رواد الفضاء

هل تشغيل تكييف السيارة على "الحد الأقصى" ضار؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

اختيار مواقع المطارات

النقل والمواصلات في قارة افريقيا

العوامل المؤثرة على السياحة الدولية

المنظمة الدولية للطيران المدني (الأيكاو) International civil

تدعيم شبكات النقل بأنواعها المختلفة

مجمعة لندن London

اساسيات قياس حركة النقل

مشكلات النقل ومعالجاتها

النقل البحري

النقل البري

الموانئ

الهطولات المطرية وأثرها على حركة النقل