7- السلوك التنظيمي العربي العالمي *:
تتمتع الشركات العالمية بسلوك تنظيمي عالي - وتطبق الشركات متعددة الجنسية نماذج سلوك تنظيمي يناسب تنوع الموارد البشرية. وتؤثر العولمة والجات والمنافسة الدولية والتحديات الإقليمية والمحلية في سلوك العاملين والمديرين في المنظمات المعاصرة. لذلك تظهر الحاجة إلى ضرورة إعادة هيكلة الشركات وإعادة هيكلة السلوك التنظيمي، كما يحتاج الأمر أيضاً إلى ضرورة إعادة هندسة العمليات السلوكية.
السلوك التنظيمي هو مجموعة التصرفات والأفعال وردود الأفعال داخل المنظمات (الشركة - البنك - الجامعة - الوزارة - الشرطة - الجيش - المصنع - المزرعة - المدرسة - النادي - الشارع ... وغيرها) هو المعايير المستخدمة لتقييم المعلومات الخاصة بالسلوك التنظيمي. ويضم السلوك التنظيمي إذن:
(أ) سلوك الفرد في الشركة العالمية (المشرف - المدير - العامل - ....).
(ب) سلوك الجماعات داخل العمل فرق العمل في النشاطات المختلفة.
(جـ) سلوك المنظمة ككل (السلوك التنظيمي العالمي - الثقافة التنظيمية العالمية).
(د) سلوك المنظمات الدولية.
(هـ) التفاعلات بين الأنواع الأربع من السلوك.
اما العوامل المتداخلة بين الأفراد فتحدد السلوك لجماعات العمل داخل المنظمة (جماعات الإنتاج - جماعات البيع والتسويق - جماعات التخطيط ـ جماعات تقييم الأداء والرقابة وغيرهم) ومن أهم تلك العوامل :
1 - الاتصالات.
2- القوة التنظيمية للجماعات.
3 - آليات حل النزاع.
4- التفاوض.
5- القيادة.
6- الجماعات غير الرسمية في العمل.
وتشمل العوامل التنظيمية التي تحدد السلوك التنظيمي للشركات الوطنية:
1 ـ نوع الهياكل التنظيمية.
2- العلاقات التنظيمية.
3- المناخ التنظيمي.
4- الثقافة التنظيمية.
5- الأهداف التنظيمية.
6- الاتصالات التنظيمية.
7 - المعلومات التنظيمية.
8 ـ القدرات والموارد التنظيمية.
9- المخاطر وعدم التأكد.
10- البيئة التنظيمية.
11- طرق العمل.
12- المناخ التنظيمي.
ويشمل ذلك مجموعة من النظريات المفسرة للسلوك التنظيمي مثال:
نظريات الحاجات - نظرية التعلم - نظرية التوقعات - نظرية المساواة والأهداف - أخلاقيات المنظمة والقيادات - الفعالية التنظيمية وإدارة التغيير والتجديد التنظيمي.
وباختصار فإن السلوك ينتج عن التفاعل بين الفرد والبيئة العالمية أو الجماعات والبيئة، والمنظمة والبيئة والمجتمع والبيئة العالمية. أي أن مفهوم البيئة قد اتسع إلى العالمية بسبب تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والإنترنت**.
وكما قلنا يقصد بالعولمة عملية التعامل مع الكرة الأرضية كسوق واحد يحقق جميع التدفقات عبر حدود الدول من خلال تكنولوجيات الاتصالات والمعلوماتية والتدفقات البشرية والسلعية والخدمية والاستثمارية والثقافية والمعلومات والحوادث والأمراض والجرائم والفرص والتهديدات وغيرها.
وتؤثر العولمة بهذا الأسلوب على سلوك الفرد (مستثمر، مدخر، مستهلك، منتج عامل، مدير، .... وغيرها) وعلى سلوك الجماعات وسلوك المنظمات، لذلك يجب دراسة وتحليل وتفسير والتنبؤ بالعلاقات المتداخلة بين العولمة والسلوك التنظيمي وبالتحديد تؤثر العولمة على الفرص والتهديدات والمخاطر المتاحة بعد تحرير السلع والخدمات والاستثمارات والمعلومات من القيود الجمركية والكمية، مثال ذلك ما يلي:
1. هل يؤثر السائحون على العادات والتقاليد والتصرفات للمواطنين في الدول المضيفة (اليابانيون، الألمان البريطانيون، الأمريكان، الإيطاليون، العرب؟ إذن تؤثر السياحة على سلوك المواطنين.
2. هل يؤثر الإعلام العالمي عن طريق الأقمار الصناعية وأفلام الفيديو والإعلام المكتوب والمسموع والمرئي على سلوك الفرد والجماعات والشركات؟
3. هل أنت وأنا نتعلم سلوكيات استهلاكية غريبة بسبب انتشار مطاعم الوجبات السريعة في بلدنا والأسواق العربية وهل يؤثر ذلك على تحول الطلب عن الوجبات المحلية؟
4. هل يتأثر أسلوب وعادات اللبس بالموديلات الأجنبية والديفيلات (عروض الأزياء المرئية والمرسومة)؟
5. يقال أن العولمة تزيد من الفرص في العالم - ولكن يحقق المنافسون أرباحاً أكبر من غيرهم الأقل قدرة على المنافسة. ويزداد الفقر ويزداد معه الثراء لذلك. لا مكان للضعفاء والجهلاء ومن ثم يجب أن نهتم بتنمية المهارات السلوكية والمعلوماتية للأفراد. (يوجد 840 مليون جائع ومليار فرد بدون مياه نظيفة آمنة في العالم).
6 وتحتاج العولمة إلى تعلم الجدة والدقة في الإنتاج والعمل وزيادة الصادرات وتقلل من الفقر. كما يجب توفير التكنولوجيا الحديثة للتقليل من البطالة والأمراض الاقتصادية والاجتماعية.
7. ويقال أن العولمة والسياحة يؤديان إلى انتشار الأمراض في العالم (السل وحرب الجراثيم والبكتريا العنقودية التي تتكاثر بالانقسام). فيعبر الحدود الدولية يوميا أكثر من مليون شخص لأمريكا فقط.
8. يقول البعض أن العولمة تؤدى إلى تشويه نظافة المجتمعات وتقليل قيمة عملة الدولة، وبالتحديد تتأثر التربية واللغة وأنماط الحياة والسلوكيات بالاتجاه نحو العولمة.
9. تحتاج العولمة إلى المزيد من المساومة والتفاوض وحسم المنازعات والصراعات.
10. إن التقديم العلمي في مجالات الإنترنت الإلكترونيات الدقيقة والذكاء الاصطناعي وبحوث الفضاء والاتصال عن بعد والمعلومات والكيمياء الحيوية قد فتحت الباب لتغيرات سلوكية بين البشر وبعضهم البعض وتغيرات في هندسة المجتمع وعلاقة الإنسان بالبيئة.
11. إذن توجد علاقة وطيدة بين العولمة واللغات والثقافات والأفكار والفنون والعادات والتقاليد والنظم السياسية والإدارية والتربوية والعسكرية. لذلك يطرح البعض هنا العلاقة بين العولمة وصدام الحضارات فمثلا ما هي العلاقة بين الحضارة الإسلامية والعولمة (الكونية).
12 ـ أن العولمة تؤثر على السلوك الثقافي والسلك السياسي - السلوك الاقتصادي - السلوك الاجتماعي - السلوك التنظيمي - سلوك الإدارة – السلوك العسكري.
13. انتشار مبدأ التعدد الثقافي والحضاري والحق في الحياة الثقافة الخاصة كرد فعل لنموذج العولمة الأمريكية. فيجب تعظيم الإيجابيات وتحجيم المخاطر.
14. نحن نحتاج إلى إعادة توجيه السلوك وأنماط التفكير السائد لدى الناس استعداداً للتعامل مع العولمة إعادة هيكلة الشركات وإعادة هندسة العمليات والمعاملات.
15. يحتاج المجتمع العربي الآن إلى تحديث وتطوير بالقضاء إلى السلبيات وتنظيم الإيجابيات وخاصة من حيث حقوق الطفل والأم والأسرة. وتوفير حاجات الشباب وتنظيم قوانين الزواج وحسم المنازعات لخفض معدلات الطلاق وتشجيع الزواج بتوفير الوظائف والقضاء على البطالة.
16. ماذا تحتاج العولمة منا إذن:
(أ) تحديد قدراتنا ومشكلاتنا.
(ب) طرح معالجات فعالة للمشكلات.
(ج) التماسك التنظيمي والاقتصادي.
(د) إدارة وتنمية الموارد البشرية.
(هـ) التدريب السلوكي لمواجهة التنافسية الدولية.
(و) يجب أن يعرف كل فرد منا حجم التحدي القادم من العولمة.
(ز) توفير ضمانات لحرية الإنسان ديمقراطياً في تركيبته الذهنية وسلوكه عملا لا قولاً. فبدون الحرية لا يمكن أن نخلق طاقات مبدعة. وبدون الشعور بالمسئولية والمسائلة والمشاركة سنبقى أفراداً لا جماعات منتجة.
17. يجب استثمار المخزون الثقافي والسلوكي للأجداد والآباء والأبناء والأحفاد لتحقيق أغراض وطموحات المستقبل مع التطوير المواجهة التحديات.
يتضح من العرض السابق أن هناك علاقة سببية بين العولمة والسلوك التنظيمي يجب أن تخضع للتفسير والتنبؤ والتدريب. ومن أهم تلك العلاقات ما يلى:
1. أثر أدوات الاتصالات الدولية من أقمار صناعية وتليفونات وبث تلفزيوني ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على إدراك الإنسان والجماعات والمنظمات.
2. تأثير تكنولوجيا المعلومات من كمبيوتر والبريد الإلكتروني والإنترنت والاسطوانات الممغنطة وشبكات الاجتماعات بالكمبيوتر أو التليفونات وأجهزة التصنت والتشويق وغيرها على قرارات وتصرفات الفرد أو الجماعات والمنظمات.
3. تأثير التنوع الثقافي والبشري على تصرفات وإدراك وحاجات وحوافز وقرارات الفرد والجماعات الإنسانية والمنظمات.
4. احتواء المنافسة بين الشركات والجماعات والأفراد في الشركات المحلية والعالمية مما يتطلب ضرورة الاهتمام بالتدريب والتطوير وتنمية المهارات السلوكية وإدخال الأساليب الجديدة مثال: حلقات الجودة إدراك الجودة الشاملة - أسلوب التحسينات المستمرة ـ التنبؤات المستقبلية والخيال العلمي والابتكار والتجديد ـ وإعادة هندسة العمليات وإعادة هيكلة الشركات.
وسوف نتناول هذه الآليات السلوكية الجديدة في هذا الكتاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* راجع كتاب المؤلف - السلوك التنظيمي العالمي: القاهرة، 2004.
* راجع كتاب المؤلف: " تكنولوجيا السلوكيات الاقتصادية " (1998).
الاكثر قراءة في التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة