منظمة التجارة العالمية والحروب التجارية (حرب الكبار.. تجارة على حساب الصغار)
المؤلف:
د . فريد النجـار
المصدر:
الحروب التجارية المعاصرة
الجزء والصفحة:
ض258 - 261
2025-07-23
324
4- منظمة التجارة العالمية والحروب التجارية على حساب الدول العربية
1- حرب الكبار.
2 ـ الصين واليابان.
3 ـ أوروبا وأمريكا ومؤتمر الدوحة 2001.
4 ـ حروب التجارة ومنظمة WTO.
1 ـ مقدمة
تسعى منظمة التجارة العالمية إلى السيطرة على الأسواق في العالم وعلى حساب الدول النامية ومنها الدول العربية. ويترتب على ذلك حدوث سلسلة من الحروب التجارية في السلع وفي الخدمات.
فالقدرات التنافسية للأسواق العربية أقل كثيراً من القدرات التنافسية للدول الصناعية 8G ، G20 والتي تعرقل حركة التجارة بالدول العربية لصالح الدول الكبرى.
وتوضح الأوراق التالية تجارب الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي في إغراق الأسواق العربية بالسلع الأجنبية والخدمات الأجنبية على حساب المنتجات والخدمات العربية.
2- حرب الكبار.. تجارة على حساب الصغار
بدأت أجواء الحرب التجارية تسيطر على العلاقات التجارية بين الدول الكبرى في العالم؛ حيث اتخذت كل من الصين واليابان إجراءات تجارية انتقامية ضد صادرات الطرف الآخر ، وهو ما جعل الدولتين على وشك الدخول في حرب تجارية طاحنة وعلى الجانب الآخر أصبحت احتمالات اشتعال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي أكبر من اي وقت مضى، وذلك مع سن القانون الأمريكي الجديد للإعفاءات الضريبية الذي يدعم الشركات الأمريكية ويتعارض مع نصوص منظمة التجارة العالمية.
والسؤال هو: هل أصبح العالم على أعتاب حرب تجارية تهب رياحها على الاقتصاد. العالمي من الدول الكبرى؟ هذا ما تحاول الإجابة عن السطور التالية:
لقد عودتنا الدول الكبرى ان تفجر الصراعات والنزاعات التجارية في العالم بسبب سعيها الدائم إلى تحقيق مكاسب اقتصادية خاصة، دون مراعاة مصالح الأطراف الأخرى، ناهيك عن تعمد هذه الدول إشعال الحروب العسكرية والنزاعات المسلحة في العديد من بقاع العالم من اجل تنشيط حصيلة صادراتها من الأسلحة، والتشغيل مصانعها، وخلق فرص عمل لمواطنيها يَعْمَلُوهَا الكبار.
في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الدول الكبرى المحرك لكل المشاكل التجارية التي بدا العالم يعاني منها بشدة، وزادت سرعة انتقال آثار هذه المشاكل والأزمات إلى جميع اقتصادات دول العالم بسبب التزايد الراهن في اندماج الاقتصادات العالمية، وبسبب تزايد حركات رؤوس الأموال والسلع مقارنة عما كانت عليه في الماضي.
ففي الماضي اشتعلت الحرب العالمية الثانية بسبب مشاكل اقتصادية بين هذه الدول الكبرى، هذه الحرب لم تظل بين هذه الدول فقط، ولكنها امتدت لتحرق بنيرانها وتدمر الاقتصاد العالمي كله حيث أثرت على نظام النقد الدولي، وأثرت على مستوى السيولة في العالم، وهو ما انعكس على تراجع التجارة والاستثمارات العالمية وارتفاع معدلات التضخم، وخلال السنوات الأخيرة أشعلت هذه الدول أيضاً الصراع غير الصريح بين الدول المتقدمة والدول النامية بسبب النظام التجاري الدولي غير العادل في مجال تحرير التجارة.
والملاحظ أن العامل الأساسي الذي يقف وراء كل هذا هو محاولة كل دولة من تلك الدول الحصول على نصيب الأسد من الكعكة الاقتصادية العالمية، ومن هنا ينشأ الصدام، في الوقت نفسه فإن الأزمات الاقتصادية الداخلية في هذه الدول الكبرى مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية تنعكس سلباً على مجمل الاقتصاد الدولي، باعتبار أنها تمثل قاطرة النمو في الاقتصاد العالمي، ويبدو هذا واضحا في الوقت الراهن من تراجع النشاط الاقتصادي العالمي بسبب التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي والياباني.
كل هذه الأمور تجعل المواطن في الدول النامية يعتقد تمام الاعتقاد أنه لا يأتي من جانب الدول المتقدمة إلا كل ما هو سلبي على أوضاعه الاقتصادية، ويؤكد هذا الاعتقاد اجواء الحرب التجارية التي باتت تسيطر على العلاقات بين هؤلاء الكبار حيث إن تلك الحرب إذا اشتعلت فإن نيرانها ستلاحق الدول النامية، وإذا تم منع هذه الحروب من خلال التفاوض بين الدول الكبرى فإن نجاح هذه المفاوضات سيكون هو الآخر على حساب الدول النامية في العالم.
الاكثر قراءة في التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة