نـظام الحمايـة بالمغـرب والاستغـلال الاستعـمـاري 2
المؤلف:
د . فريد النجـار
المصدر:
الحروب التجارية المعاصرة
الجزء والصفحة:
ص244 - 254
2025-07-23
364
النشاط الثالث: ما هي مظاهر الاستغلال الاستعماري للمغرب؟ وما هي انعكاساته؟
1 - على المستوى الإداري:
قامت فرنسا بإحداث مجموعة من الأجهزة الإدارية الاستعمارية وهي على النحو التالي:
المقيم العام: ممثل الجمهورية الفرنسية بالمغرب يعمل على تسيير المصالح الإدارية والعسكرية + سن القوانين والمصادقة عليها.
• الكاتب العام: يشرف على جميع الإدارات.
• المديرون: يرأسون مديريات وهي بمثابة وزارات أهمها مديرية (المالية ، الداخلية التعليم العمومي).
• قائد المنطقة: مناطق عسكرية: (فاس - مكناس – مراكش ـ أكادير) + مناطق مدنية: (الرباط - الدار البيضاء وجدة).
• المراقبون: مراقبون مدنيون بالمناطق المدنية وضباط الشئون الأهلية بالمناطق العسكرية.
• وقد تم إحداث هذه الإدارة (الفرنسية) إلى جانب الإدارة المغربية التي تتكون من:
السلطان + الصدر الأعظم الوزراء + الباشوات بالمدن + والقواد بالقبائل
تحولت الحماية الفرنسية للمغرب انطلاقاً من 1925 إلى إدارة مباشرة حيث أصبحت الإدارة الفرنسية تأخذ القرارات متجاوزة المخزن (الحكومة) المغربي.
يقول البوطي في هذا الصدد: "ينبغي أن تبدو الإدارة كأنها تتم بواسطة السلطات المحلية تحت السلطة العليا للسلطان وتحت إشرافنا البسيط".
2 ـ على المستوى الاقتصادي:
تعتبر البنوك الفرنسية بالمغرب وسيلة من وسائل السيطرة الرأسمالية على المغرب حيث ساهمت في تنشيط ومساعدة الاستعمار وتسهيل إنجاز المشاريع الكبرى (تمويل المشاريع التي تهدف إلى الاستغلال الاقتصادي للمغرب) إضافة إلى أن اهتمامها كان منصباً على الربح، هذا، وتجدر الإشارة إلى أن شروط القرض بالمغرب كانت قاسية وجد مكلفة.
استغلال الأراضى: قام المعمرون بالاستيلاء على الأراضى عن طريق الشراء وعن طريق القوة نزع الملكية.
عموما يمكن أن نميز بين الاستيطان الرسمي للاراضي والاستيطان الخاص بحيث ارتفعت نسبة الأراضى التي يملكها المعمر إذ وصلت إلى 1017000 هكتار سنة 1953. عرف الميزان التجاري المغربي عجزاً كبيراً فى المرحلة الممتدة بين 1938-1958 بفعل ارتفاع قيمة الواردات مقابل انخفاض قيمة الصادرات.
نستنتج مما سبق إلى أن هناك تعدد في مظاهر الاستغلال الاقتصادي للمغرب (دور البنوك الاستيلاء على الأراضي بفعل الإستيطان الخاص والرسمي استفادة فرنسا من استغلال الأراضى الزراعية...) ، عجز الميزان التجاري بالمغرب.
وقد كان للاستغلال الاستعماري فى المجال الاقتصادي عدة آثار سلبية على الصناعة التقليدية التي تضررت بفعل منافسة البضائع الأجنبية، إفلاس المؤسسات الصناعية التقليدية، تضرر الصناع الحرفيين.
كما تدهورت أوضاع الفلاحين حيث تحول معظمهم بعد نزع ملكياتهم إلى عمال يخدمون المستعمر.
إذا كان محمد حسن الوزاني يعتبر الحماية أنها جناية على الأمة فإن الاستغلال الاقتصادي للمغرب تجاوز الجناية على أمة إلى الجناية على أمم، لأن المتضرر ليس الفلاح الذي عاش وقت الحماية ونزعت أرضه بل امتدت هذه الجناية لتشمل أحفاد هؤلاء الفلاحين.
استنتاج:
لابد من الوقوف عند مجموعة من المصطلحات المرتبطة بهذه الوحدة للبحث عن العلاقات بينها ونخص بالذكر: الحماية الإدارة المباشرة - الاحتلال العسكري - الاستغلال الاقتصادي.
إن الحماية والتي تحولت إلى إدارة مباشرة وكذا الاحتلال العسكري للمغرب لم يكن إلا وسيلة لتسهيل استغلال المغرب استغلالاً اقتصادياً.







ـ
الاكثر قراءة في التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة