تحليل الحروب التجارية المعاصرة للمياه Contemporary Water Trade Wars
المؤلف:
د . فريد النجـار
المصدر:
الحروب التجارية المعاصرة
الجزء والصفحة:
ص77 - 80
2025-07-11
322
خامساً: تحليل الحروب التجارية المعاصرة للمياه
Contemporary Water Trade Wars
ذكرنا في الفصول السابقة مخاطر الحروب التجارية المعاصرة في جميع السلع والخدمات والمعلومات والثقافات والفنون حتى سرقة أعضاء جسم الإنسان والإتجار بالأطفال في هذه الفقرة نتناول حرب المياه عالمياً وعربياً ومحلياً.
1 - الحرب العالمية للمياه : Water World War :
وإذا كنا نتكلم عن الشبكة العالمية للمعلومات www فلنا أن نتحدث أيضا على الحرب العالمية للمياه .www وسرقة منابع ومصادر المياه بين الدول. وتمثل المياه على الكرة الأرضية 75% منها مثلما نسبة المياه في جسم الإنسان 75% أيضا، ولكن تختلف نوعية المياه من حيث نسبة المياه الغنية منها وبقية المياه المالحة. وتتمثل حرب المياه في العالم الآن في:
(أ) تأثير الاحتباس الحرارى في العالم وبالدول الصناعية على ذوبان جليد بحر الشمال ونسبة التصحر في أفريقيا وفيضانات تغطى بعض الدول (مؤتمر كوبنجاهن ديسمبر 2009).
(ب) سرقة المياه عن الفلسطينيين ونقص المياه للعراق وسوريا والأردن (بسبب السيطرة الإسرائيلية على هضبة الجولان)، وتسيطر إسرائيل على 85% من مياه الخزانات الجوفية..
(جـ) تدخل إسرائيل في حوض النيل لتقليل حصة مصر من مياه النيل.
(د) سوء استخدام المياه وتزايد نسبة الفاقد.
ويتوقع الخبراء بالأمم المتحدة أنه بعام 2045 سوف يواجه 3 بلايين شخص على وجه الأرض أزمة مياه، مما يتطلب خطة لتحلية مياه البحر المالحة من الآن وحتى حلول عام 2025، وإلا حدثت مجاعات وحروب بسبب نقص المياه.
2- ازمات المياه في الدول العربية:
وتتمثل أزمات المياه في العالم العربي في البنود التالية:
1- يعتبر عام 1999 أكثر الأعوام جفافاً في العالم العربي منذ الثلاثينات حيث ضرب الجفاف منابع المياه النهرية.
2- تدهور نصيب الفلسطينيين من المياه في الصفة الغربية وغزة والقدس الشريف بسبب حرب المياه الإسرائيلية إقامة مشاريع اثيوبية على النيل.
3- تحكم تركيا في مياه نهر الفرات التي تغذي كلا من العراق وسوريا واقتراح تركيا تزويد إسرائيل بالمياه أيضاً.
إذن تعتبر الدول العربية معرضة لنقص حاد في المياه والتي يتحقق 3/2 مواردها من خارج المنطقة العربية. وتقدر حصة الدول العربية من المياه بحوالي 300 مليار متر مكعب سنوياً والمتاح منها الآن هو 170 مليار متر مكعب فقط.
ويعني نمو السكان في العالم العربي ندرة المياه بسبب تزايد الطلب على المياه للأغراض الزراعية والصناعية والمنزلية وتناقص هطول الأمطار، مع حدودية العرض من المصادر المائية الثلاث وهي :
حصة سوريا من نهر دجلة ومياه نهر النيل - ومحطات تحلية البحر الأبيض.
3 ـ حرب مياه النيل:
أ- وتسعى إسرائيل إلى السيطرة على مياه النيل عن طريق حصر الآبار الجوفية بالقرب من الحدود المصرية صوب اتجاه صحراء النقب وسرقة المياه على عمق 800 متر عن سطح الأرض، مع سرقة المياه الجوفية في سيناء وعن طريق سحب المياه المصرية.
ب ـ سرقة إسرائيل للمياه المصرية عن طريق نقل مياه النيل إلى إسرائيل (تحت عنوان مياه السلام) بتوسيع ترعة الإسماعيلية لزيادة تدفق المياه عن طريق سحارة أسفل قناة السويس.
ج ـ نقل مياه النيل إلى إسرائيل عن طريق شق 6 قنوات تحت مياه قناة السويس لنقل 1 مليار م3 لري صحراء النقب منها 150 مليون م لقطاع غزة.
د. مشروع ترعة السلام
هــ محاولات إسرائيل إقامة سدود للتحكم في مياه نهر النيل في إثيوبيا على النيل الأزرق - وتقدر الأمطار على حوض النيل سنوياً بحوالي 900 مليار م3 يمثل السريان السطحي منها 137 مليار م3 بينما نصيب النيل منها 84 مليار م3 أي نسبة 87% من مياه النيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تاتا في اثيوبيا و13 من منطقة البحيرات العظمى اي بنسبة 12 مليار م3. ومن ثم تعتبر مصر أكثر الدول اعتماداً على مياه النيل علما بأن الأمطار بها شبه محدودة والمياه الجوفية غير متجددة وحتى تحافظ مصر على نصيب الفرد من المياه فهي في حاجة إلى 77 مليار م3 بعجز 22 مليار م3. ويشمل حوض النيل الدول التالية :
( مصر - السودان - إثيوبيا - أوغندا - كينيا - تنزانيا - رواندا - يوروندی - الكنغو الديمقراطية ( زائير سابقا) - إريتريا ).
ويتم توزيع مياه نهر النيل من حول النيل بالنسب التالية:
(أ) %$8 من أثيوبيا واريتريا.
(ب) 16% من أوغندا (بحيرة فيكتوريا - نصف بحيرات البرت وإدوارد)، وكينيا وتنزانيا تشتركان مع أوغندا في بحيرة فيكتوريا - الكنغو (زائير) تشترك مع أوغندا فيبحيرة البرت، رواندا ويورندى يشتركان فى نهر كاجيرا أهم روافد بحيرة فيكتوريا.
الاكثر قراءة في التكتلات والنمو والتنمية الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة