مـراحـل التنميـة السيـاحيـة
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص340 - 343
2025-06-23
417
خامساً - مراحل التنمية السياحية (1):
العديد من الدراسات تناولت مراحل التنمية السياحية، من أهمها ما يلي:
1- نموذج ميوسك Miossec: تنقسم مراحل التنمية وفق هذا النموذج إلى:
• مرحلة الاكتشاف: حيث يتم اكتشاف القدرات السياحية للمنطقة السياحية.
• مرحلة النمو: وفيها يبدأ تطوير الموارد السياحية للمنطقة بشكل تدريجي.
• مرحلة الانطلاق: وفيها تأخذ الدولة بمبدأ التخطيط والتوسع السياحي.
• مرحلة النضوج: حيث تظهر المنطقة على الخريطة السياحية وفي تلك المرحلة يتكامل النشاط السياحي في المنطقة من خلال توافر عناصر الجذب السياحي والتسهيلات.
وقد حدد ميوسك تلك المراحل بناء على دراسات لمناطق سياحية متعددة أهمها منطقة بروفنس Province ومنطقة لونج يدو Langue do.
ويؤخذ على هذا النموذج عدم اهتمامه بالجانب الاجتماعي المصاحب للنمو السياحي والذي قد يستلزم وجود مرحلة تتناول التكيف الاجتماعي للمنطقة السياحية. كذلك يؤخذ عليه توقفه عند مرحلة النضج السياحي وعدم تحليله لأي عوامل سلبية قد تؤدي إلى عدم استمرار النمو.
2 ـ عوامل بتلر Butler (1980): حدد هذا النموذج ست مراحل للتنمية:
أ- الاكتشاف Exploration
ب- المشاركة Involvement
ج- التطور Development
د ـ النضوج Consolidation
هـ - الثبات أو الركود Stagnation
و - التجديد أو التطور Innovation or Decline
ويوضح الشكل (2) هذه المراحل:

وتشابه مراحل التنمية السياحية وفق نموذج بلتر مع دورة حياة المنتج، فالمرحلة الأولى تبدأ باكتشاف مجموعة من السائحين لمنطقة سياحية جديدة، ومع تزايد إقبال السائحين على المنطقة تبدأ مرحلة المشاركة وتظهر مجموعة من الخدمات والتسهيلات، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة الإطلاق حيث يتم توفير الخدمات والتسهيلات بشكل مكثف للسائحين لخدمة أعدادهم المتزايدة ويطلق على هذه المرحلة مرحلة النمو، وتعتبر أخطر المراحل من حيث تأثير السياحة على المنطقة وخاصة التأثير البيئي وما يمكن أن ينتج عنه من تدمير لعناصر الجذب السياحي بالمنطقة سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، أو أن يصيب التدهور المرافق الأساسية أو السياحية.
وإذا استمر النمو مع تحقيق مبدأ التوازن تصل المنطقة لمرحلة النضوج، ويلي هذه المرحلة مرحلة التجمد، وهي المرحلة التي لا تشهد فيها المنطقة أعداداً متزايدة من السائحين، حيث يتوقف النمو والتدفق السياحي إليها عند حد معين لا يزيد عنه.
وفي هذا النموذج هناك احتمال لما أسماه مرحلة الانحدار وهذا ما أغفله نموذج ميوسك وتبدأ حينما تدخل المنطقة في مرحلة التدهور أو الانحدار نتيجة لتوجه السائحين إلى مناطق سياحية منافسة يتوافر فيها كافة المقومات السياحية التي تشبع رغباتهم، ودوافعهم ومع ذلك قد يظهر اتجاه أخر نحو التجديد في هذه المرحلة. بمعنى أن تقوم بالمنطقة تنمية سياحية جديدة تعتمد على مقومات سياحية جديدة تشبع الحاجات والرغبات المتجددة للسائحين.
وهكذا يلفت النموذج النظر إلى أن توافر سياسة تسويقية ناجحة، تمنع المنطقة من الوصول لمرحلة الانحدار، فالتعرف على السوق واحتياجاته يؤدي لإعادة اكتشاف وتجديد النشاط بالمنطقة السياحية.
وفي تحليل قام به Mortin and Uysal (1990) لمراحل التنمية السياحية السابقة نجد كل مرحلة يكون لها مستوى إشباع وطاقة مختلفة، بمعنى أنه – في مرحلة الاكتشاف يكون المجتمع متقبلاً للنشاط السياحة، ولكن الطاقة السياحية من بنية أساسية وسياحية لا تستطيع استيعاب أعداد كبيرة من السائحين، هذا بينما تتوافر التسهيلات والخدمات السياحية في مرحلة الثبات، إلا أن المشكلات الاجتماعية قد تؤدي إلى رفض السكان حينذاك للتنمية السياحية، مما يؤدي إلى تدهور. وهكذا أدخل هذا التحليل مفهوم نسبي للطاقة يأخذ في الاعتبار الجانب الاجتماعي في هذه المرحلة.
لذلك فالإدارة السليمة للنشاط السياحي في كافة مراحل تنمية يمكن أن تساعد على منع الوصول لمرحلة الانحدار، بل وتسمح للمنطقة في الدخول لمرحلة جديدة من التنمية المتوازنة والمتواصلة (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Douglas Pearce. Tourist Development. 2 end., New York: Longman,1989.P.8.
(2) د. جليلة حسن حسنين دراسات في التنمية السياحية، جامعة الإسكندرية، 2006، ص21 وما بعد.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة