أثر مناطق الصناعات السياحية والفندقية في تحقيق التوازن الداخلي
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص124 - 125
2025-06-02
511
المبحث الخامس
أثر السياحة في إعادة توزيع التنمية والدخل داخل حدود الدول السياحية (بين الأقاليم)
- وظيفة السياحة في تحقيق التوازن الاقتصادي داخل حدود الدول السياحية:
ما هو أثر مناطق الصناعات السياحية والفندقية في تحقيق هذا التوازن الداخلي:
المناطق التي تمتاز بجمال الطبيعة كانت منذ بدء ازدهارها صناعة السياحة ولا تزال أهم ما يجذب السائحين الأجانب. والمناطق ذات الأهمية السياحية توجد غالباً خارج المدن الكبرى المزدحمة بالسكان وبعيدة عن المراكز الاقتصادية والمالية وتجمعات السكان في الجبال أو على شواطئ البحار أو البحيرات أو على جوانب الأنهار في الريف، وقدوم السائحين إلى هذه المناطق البعيدة عن المراكز التجارية يبرز دور السياحة في الاندفاع خارج الدائرة المغلقة أو بتعبير آخر فإن المناطق السياحية - كقاعدة عامة - تتميز بتحررها من المشكلات الصناعية التي تعد من سمات المدن الكبرى والمناطق الصناعية. فهذه المناطق السياحية لبعدها عن الأسواق الرئيسية، يعيش أهلها في ظل نظام اقتصادي يقوم على قوة إنتاجية طفيفة - على الزراعة أو تربية الماشية أو الصيد أو بعض المهن اليدوية، ونظراً لهبوط المستوى الاقتصادي في هذه المناطق فإن السياحة بمقوماتها الخاصة وأثرها الاقتصادي الدافع - تصبح في أغلب الأحيان المورد الرئيسي لأهل هذه المناطق. كما قرر الأستاذ (فري فوتيز Fra Fotiz في بحثه في (النظام الاقتصادي للمناطق السياحية)، أي أنه قال بأن السياحة تحقق توازناً بين مختلف أجزاء الدولة الواحدة وذلك بسحب القوة الشرائية من المناطق الآهلة بالسكان والمراكز الصناعية المختلفة اقتصادياً (1).
بمعنى آخر فإن خروج سكان المدن من المواطنين إلى الريف للسياحة الداخلية ستنقل المال من المدن إلى الريف وهذه ظاهرة تسمى في الاقتصاد (إعادة توزيع الدخل القومي) وهي بالنتيجة مساهمة في التوازن الاقتصادي والاجتماعي داخل البلد.
بحكم هذه الميزة للمواقع السياحية، لابد من إقامة المنشآت السياحية في الأقاليم الريفية والنائية التي تمتاز بجاذبيات سياحية طبيعية ولابد أيضاً من توفير كل الخدمات التي يحتاجها السياح والذين هم بالغالب من سكان المدن، ويمتازون بالتحضر وارتفاع المستوى الثقافي عندهم فالأمر إذن يستوجب توفير كل الخدمات للسياح وبنفس المستوى إن لم يكن أفضل عما هو موجود في المدن، لكي لا يشعر السياح بأي نقص في الخدمات عن ذلك التي يتمتع بها أثناء إقامة الدائمة في المدن.
إن إقامة المنشآت السياحية في الأقاليم الريفية أو النائية، ومحاولة توفير كـل أنواع الخدمات التي يحتاجها السياح، تتطلب بناء وإنشاء العديد من المشاريع التنموية المتمثلة بخدمات الماء والكهرباء والنقل والمواصلات والبريد والمستشفيات والأسواق... الخ.
وهكذا تعمل السياحة على جلب المشاريع التنموية إلى الأقاليم الريفية والنائية (2). ويظهر هذا الأثر بشكل أوضح في السياحة الداخلية حيث يحصل البلد على آثار اجتماعية هامة بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية والسياحية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) د. مثنى طه الحوري، إسماعيل محمد الدباغ 2000 اقتصاديات السفر والسياحة، مرجع سابق، ص 162-163 .
(2) د. كامل محمود - 1975 - السياحة الحديثة علماً وتطبيقاً - القاهرة، ص 77.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة