من الوليد إلى الحرث قصص عقاب الله للمستهزئين برسوله (ص)
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج3، ص122 - 124
2025-05-11
726
قال تعالى: {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 96]
{الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} عاقبة أمرهم في الدارين.
في الإكمال عن [الامام] الصادق (عليه السلام) اكتتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مختفيا خائفا خمس سنين ليس يظهر أمره وعلى (عليه السلام) معه وخديجة ثم أمره الله أن يصدع بما امر فظهر فأظهر أمره قال وفي خبر آخر ثلاث سنين.
والعياشي عنه (عليه السلام) قال اكتتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة سنين ليس يظهر وعلي (عليه السلام) معه وخديجة ثم أمره الله أن يصدع بما يؤمر فظهر فجعل يعرض نفسه على قبايل العرب فإذا أتاهم قالوا كذاب إمض عنا.
والقمي نزلت بمكة بعد أن نبئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاث سنين وذكر الحديث بأبسط مما في الإكمال قال وكان المستهزؤون برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطلب والأسود بن عبد يغوث والحرث بن طلاطلة الخزاعي.
والعياشي عن [الامام] الباقر (عليه السلام) قال كان المستهزؤون خمسة من قريش وذكر هؤلاء ثم قال فلما قال الله إنا كفيناك المستهزئين علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه قد أخزاهم فأماتهم الله بشر ميتة.
وفي الاحتجاج عن [الامام] الصادق عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام ) في حديث فأما المستهزؤون فقال الله إنا كفيناك المستهزئين فقتل الله خمستهم كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد فأما الوليد بن المغيرة فمر بنبل الرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق فأصابه شظية منه فقطع أكحله حتى أدماه فمات وهو يقول قتلني رب محمد وأما العاص بن وائل السهمي فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول قتلني رب محمد وأما الأسود ابن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه إمنع هذا عني فقال ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك فقتله وهو يقول قتلني رب محمد وأما الأسود بن المطلب فإن النبي صلى لله عليه وآله وسلم دعا عليه أن يعمى بصره وأن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقي حتى أثكله الله ولده وأما الحرث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال أنا الحرث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول قتلني رب محمد .
قال وروي أن الأسود بن عبد يغوث أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشقت بطنه فمات وهو يقول قتلني رب محمد كل ذلك في ساعة واحدة وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك فدخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل (عليه السلام) عن الله من ساعته فقال يا محمد السلام يقرأ عليك السلام وهو يقول فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين يعني أظهر أمرك لأهل مكة وادعهم إلى الأيمان قال يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني قال له إنا كفيناك المستهزئين قال يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي قال قد كفيتهم فأظهر أمره عند ذلك .
والقمي بعد ما ذكر المستهزئين وكيفية كفايتهم قال فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام على الحجر فقال يا معشر قريش يا معشر العرب أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإني رسول الله آمركم بخلع الأنداد والأصنام فأجيبوني تملكوا به العرب وتدين لكم العجم وتكونوا ملوكا في الجنة فاستهزؤوا منه وقالوا جن محمد بن عبد الله ولم يجسروا عليه لموضع أبي طالب.
الاكثر قراءة في قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة