العوامل التي تؤدي الى هجرة رؤوس الأموال العربية الى الخارج
المؤلف:
د . عبد الرزاق حمد حسين الجبوري
المصدر:
دور الاستثمار الأجنبي المباشر في التنمية الاقتصادية
الجزء والصفحة:
ص121 - 122
2025-05-09
540
أما العوامل التي تؤدي الى هجرة رؤوس الأموال العربية الى الخارج فيمكن أجمالها في الآتي:
1- يعيش الوطن العربي في تخبط من ناحية النظام التشريعي وعدم ثبات القوانين الحاكمة للعملية الاستثمارية، وبالتالي ضعف الاستراتيجيات اللازمة لاستيعاب الفوائض المالية العربية واستخدامها في تطوير البنى الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية بما يخدم عملية التنمية المنشودة.
2 ـ من العوامل الرئيسة الدافعة الى هجرة رؤوس الاموال هو التغيرات في سعر الصرف، فاحتمال تخفيض سعر صرف العملة الوطنية يمكن أن يؤدي الى انتقال الافراد من الأصول المحلية الى الأصول الأجنبية، وهذا الضغط سوف يزداد في ظل غياب أسواق صرف مستقبلية وأخرى تتعلق بالخيارات (1).
3- أغلب بلدان الخليج العربي تعتمد على استيراد السلع والخدمات الاستهلاكية والرأسمالية والترفيهية والكمالية من الأسواق العالمية، بسبب ضعف القطاع الصناعي في هذه البلدان الذي أقتصر على بعض الصناعات الخفيفة وبعض صناعات السلع المعدة للاستهلاك المباشر، بالإضافة الى ان هذه الاقتصاديات هي اقتصاديات أحادية الجانب اعتمادها الأساسي على تصدير النفط الخام للخارج (2).
4- سوء المناخ الاستثماري وتواضع المشروعات الاستثمارية وضعف الأسواق المالية في البلدان العربية وعدم توفر المعلومات الكافية للمستثمرين عن حجم ونوعية الفرص الاستثمارية.
5- يبرر المستثمرون العرب خروج استثماراتهم لأسباب واعتبارات أمنية بالإضافة الى الإجراءات الإدارية المعقدة أمام المستثمرين، والخلل في الهياكل الأساسية للخدمات والنقل والاتصال وضغط الروتين، وسعياً وراء الربح المرتفع المتسم بالأمان.
6- توجد عوامل أخرى مهمة تساعد على جذب الاستثمارات العربية الى البلدان المتقدمة منها الاستقرار السياسي والاقتصادي والمناخ الاستثماري الجاذب والأسواق المالية المتطورة التي تحقق أكبر عائد ممكن لهذه الأموال وحرية تحويل الارباح وسهولة الإجراءات المتعلقة بالاستثمار والتعامل مع الجهات الحكومية (3).
وبعد الأحداث والأزمات التي مر بها الاقتصاد العالمي ومنها أحداث (11 أيلول (2001 ) وما أعقبها من تداعيات على الساحة حضي موضوع الاموال العربية المهاجرة باهتمام واسع وعكس الاهتمام به تزايد الدعوات الى تعزيز الجهود القطرية والإقليمية العربية لاستقطاب هذه الأموال الى داخل الوطن العربي عن طريق تشجيع الأثرياء العرب على اعادة استثماراتهم في الخارج الى الوطن، وبحثهم عن فرص استثمارية داخل الوطن العربي، وهذا يتم بتعزيز المناخ الاستثماري في المنطقة عن طريق تحرير الاقتصاد والتوسع في عملية الخصخصة، والعمل على تحسين بيئة أداء الأعمال، ورفع العائدات على الاستثمارات في المنطقة وخصوصاً في دول الخليج العربي، مع وجود فرص متعددة في أسواق الأسهم والعقارات العربية، وفي قطاعات البنى التحتية من موانئ وطرق ومطارات وسكك حديدية واتصالات وتكنولوجيا معلومات وقطاعات النفط والغاز والصناعات البتروكيمياوية وغيرها (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محسن س. خان ونديم الحق (هروب رأس المال من البلدان النامية) مجلة التمويل والتنمية، المجلد (24)، العدد (1) مارس 1987، ص4.
(2) تشام فاروق (الاستثمارات العربية: واقعها وأفاقها في ظل النظام العالمي الجديد) مؤتمر الاستثمار والتمويل تحت عنوان (تطوير الادارة العربية لجذب الاستثمار) المنظمة العربية للتنمية الإدارية، شرم الشيخ - 8 كانون أول 2004، 2006، ص 44.
(3) یحیى حمود حسن (دور الاستثمار الاجنبي في دمج اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي بالاقتصاد العالمي) مجلة العلوم الاقتصادية، العدد (18)، كلية الادارة والاقتصاد جامعة البصرة، نيسان 2006، ص 77.
(4) المؤسسة العربية لضمان الاستثمار (نشرة ضمان الاستثمار) نشرة فصلية تصدر عن المؤسسة العربية الاستثمار، السنة الثانية والعشرون، العدد (4) الصفاة، الكويت، 2004، ص7.
الاكثر قراءة في الاستثمار ودراسة الجدوى الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة