عوامـل الزيادة الكبيرة في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في عقد التسعينيات 2
المؤلف:
د . عبد الرزاق حمد حسين الجبوري
المصدر:
دور الاستثمار الأجنبي المباشر في التنمية الاقتصادية
الجزء والصفحة:
ص105 - 108
2025-05-08
433
ونتيجة للإصلاحات التي قامت بها البلدان النامية، فقد ارتفعت الاستثمارات الاجنبية المباشرة، الواردة إليها في عام (1997) إلى (148.9) مليار دولار، حصة الصين لوحدها (45) مليار دولار، أما الاستثمارات الخارجة فكانت (61.1) مليار دولار للعام نفسه.
أما التدفقات الخارجة من البلدان المتقدمة فقد بلغت (359.2) مليار دولار اتجهت في أغلبها نحو البلدان النامية، أما التدفقات الداخلة فقد بلغت (233.1) مليار دولار، ولم تتأثر كثيراً تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة والخارجة بالأزمة المالية التي تعرضت لها بعض دول جنوب شرق آسيا عام (1997)(1). اما في عام (1998) فقد تأثرت التدفقات الواردة الى البلدان النامية بهذه الازمة فانخفضت من (32.3%) من اجمالي التدفقات العالمية في عام (1995) الى (25.8%) في عام (1998)، وعموماً فأن الاستثمار الاجنبي المباشر لم يتأثر بهذه الازمة الا بصورة قليلة مقابل هبوط حاد في الاستثمار الاجنبي غير المباشر (المحفظي) وصل الى (50%) وذلك لتأثر تدفقات المحفظة بعوامل الدورة الاقتصادية، وهذا ما يؤكد ان الاستثمار الاجنبي المباشر مفضلاً على الاستثمار المحفظي كونه أكثر استقرار وأقل حساسية للتغيرات الدورية التي تحدث في البلدان المضيفة (2).
ارتفعت تدفقات الاستثمارات الاجنبية المباشرة العالمية الى الخارج بفعل عمليات الاندماج والحيازة عبر الحدود التي مارستها الشركات متعددة الجنسية الى (800) مليار دولار في عام (1999) بزيادة قدرها (16%) عن السنة السابقة، وبعد تعرض تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر الى البلدان النامية للركود في عام (1998) فأنها عاودت نموها السابق، لتبلغ (208) مليار دولار بزيادة (16 %) عن عام (1998)، ولكن حصة البلدان النامية من تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر الداخلة على الصعيد العالمي انخفضت من (38) في عام (1998) الى (24)
في عام 1999، واستقطبت البلدان المتقدمة وحدها (636) مليار دولار في عام (1999) أي ما يقارب ثلاثة أرباع اجمالي التدفقات العالمية (3).
وفي بداية الألفية الجديدة بقيت البلدان المتقدمة في صدارة البلدان المتلقية للاستثمارات الأجنبية المباشرة من حيث مساهمتها في التدفقات الداخلة والخارجة ثم تلتها البلدان النامية وأخيراً اقتصاديات البلدان المتحولة (*) وهذا ما يوضحه الجدول (2).

نلاحظ من الجدول (2) ان البلدان المتقدمة استحوذت على ما يزيد عن (1097.5) مليار دولار وهو ما يمثل (88.2) من تدفقات الاستثمار الاجنبي الخارجة في عام (2000) ، وعلى (1133.7) مليار دولار وهو يمثل (80.44 %) من التدفقات الداخلة للعام نفسه. وتأتي البلدان النامية في المرتبة الثانية بحوالي (143.8) مليار دولار وهو ما يعادل (11.6%) من التدفقات الخارجة للعام (2000)، وبحوالي (266.8) مليار دولار أي ما نسبته (18.94%) من اجمالي التدفقات الداخلة للعام نفسه. ثم جاءت البلدان المتحولة بأقل مساهمة بلغت (3.2) مليار دولار وهي تمثل نسبة ضئيلة بلغت (0.2%) من التدفقات الخارجة للعام (2000) وحوالي (9.1) مليار دولار وهو ما يمثل (0.6%) من التدفقات الداخلة للعام نفسه.
ويرجع السبب وراء ارتفاع نسبة التدفق الى البلدان المتقدمة مقارنة مع البلدان النامية والمتحولة الى المزايا الاقتصادية والتكنولوجيا التي تتميز بها هذه البلدان. فإقتصادياتها لها القدرة على جذب الاستثمار الاجنبي المباشر، بفضل الانفتاح الاقتصادي وتوفر المعلومات والبيانات عن المشاريع الاقتصادية وانخفاض المعوقات البيروقراطية، بالاضافة الى تميزها بالتنوع الاقتصادي الذي يوفر فرص استثمارية في مختلف القطاعات بما فيها قطاع الخدمات الذي صار الجاذب الأكبر للاستثمار الاجنبي المباشر، في حين ان البلدان النامية وعلى الرغم من أنها صارت أكثر جاذبية للاستثمار الاجنبي المباشر ، الا انها لا تزال تعاني من تفاوت وتذبذب في التدفقات، حيث تجذب الاسواق الناشئة النصيب الأكبر دون غيرها من الأسواق(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابراهيم موسى الورد وحسين عجلان حسن، أثر عولمة تدفق رؤوس الاموال الاجنبية على اقتصاديات البلدان النامية، مصدر سابق، ص 96-99 .
(2) ستار جبار خليل، مصدر سابق، ص30ـ 31 .
(3) UNCTAD (world Investment Report 2000: cross - border mergers and Acquisitions and Development) overview, op. cit, P9.
(*) يشير مصطلح البلدان المتحولة الى جميع بلدان جنوب شرق أوربا ورابطة الدول المستقلة.
(4)Hussien Alasrag,op.cit.p18 .
الاكثر قراءة في الاستثمار ودراسة الجدوى الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة