المفسر ابان بن تغلب شيوخه وتلامذته
المؤلف:
المَجمع العلمي للقران الكريم
المصدر:
المدون الأول لعلم معاني القران وقراءاته أبان ابن تغلب
الجزء والصفحة:
ص33-40
2025-04-21
729
أولا/ شيوخه:
درس "أبان بن تغلب" على أيدي عدد من الشيوخ الذين كانوا من كبّار التابعين[1] في الكوفة ثم انتقل بعدها إلى المدينة المنورة لطلب العلم على يد الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ومن بعده الإمام محمد بن علي الباقر والإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)، فأخذ العلم منهم بشكلٍ مباشر.
وكانت دراسته في مختلف ميادين العلوم سواء العلوم الدينية من قرآن وحديث وفقه وتفسير، أو في مجال المرويات التاريخية إذ نقلت لنا المصادر التي ترجمت لأبان بن تغلب عدداً كبيراً من العلماء الذين تتلّمذ على أيديهم، وكان هؤلاء من كبار التابعين، بل إنه حدّث عن أقرانه وعمّن هو دونه وهم من الثقات المعروفين بعلمهم وفضلهم، وشهد لهم بذلك العلماء المختصون بتراجمهم[2].
وما دام بحثنا يهدف إلى بيان السيرة التعريفية الموجزة لأبان فسنقتصر على أبرز شيوخه؛ مراعاة للاختصار الذي تقتضيه هذه السلسلة:
- اسماعيل بن مهران: بن أبي نصر السكوني، ويكنى أبو يعقوب، كوفي ثقة يعتمد عليه صنف كتباً منها: ثواب القرآن، وصفة المؤمن والفاجر، وخطب أمير المؤمنين عليه السلام، وكتاب النوادر، وكتاب الملاحم[3].
- الأعمش[4]: سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، مولاهم من أهل الكوفة[5]، ولد سنة (61هـ)، وكان عالمًا بالقرآن والقراءات والفرائض والحديث، فقد قرأ القرآن على يحيى بن وثاب مقرئ العراق، وهو من محدثيّ الطبقة الخامسة، توفي سنة ( 148هـ) [6].
- أبو حمزة الثمالي[7]: هو ثابت بن دينار الأزديّ الكوفيّ[8]، وهو ثقة[9]، له عدة مصنفات منها: تفسير يعرف باسمه، وكتاب النوادر، وكتاب الزهد، وله دعاء يعرف باسمه نقله عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام ([10]) توفي سنة (148هـ) [11].
- سعيد بن جبير: الأسديّ الكوفيّ، أحد أعلام التابعين [12]، عمل كاتبًا في الكوفة لعبد الله بن عتبة [13]، قتله الحجاج الثقفيّ سنة (95هـ) وكان له من العمر تسع وأربعون سنة [14] .
- سعيد بن المسيب: بن حزن بن أبي وهب المخزومي [15] القرشي [16] ، أبو محمد سيد التابعين، روى عن الخلفاء [17] ، قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام بحقه: ((أن المسيب أعلم الناس بما تقدمه وأفهــمهم في زمانه)) [18] توفي سنة (100هـ) [19] .
ثانيا/ تلامذته:
كان للمكانة العلمية التي تمتع بها أبان بن تغلب أثرها الواضح في جعله شيخاً لعدد كبير من التلاميذ في مختلف العلوم إذ كان له أثر واضح في شتى المجالات وبشهادة العلماء في عصره والذين جاءوا بعده وكان ذلك من الأسباب التي أدت إلى توجه الطلاب إليه للأخذ من علومه، وكما نقل النجاشي عن بعض المحدثين: ((كان أبان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الحلق، وأُخليت له سارية النبي [20] محمد صلى الله عليه وآله )) [21]، وهذا يدلّ على مكانته العلمية وإلمامه بعلوم مختلفة منها الحديث والتفسير والقراءات والفقه.
وبعد تفحّص كتب التراجم والسير وعلم الرجال وجدنا أن تلاميذ "أبان" قد تجاوزا السبعين، ولكن نذكر منهم خمسة؛ تجنبًا للإطلالة وأسوةً بصنيعنا في مشايخه، وهم:
- أبو أيوب الخزاز: إبراهيم بن عثمان بن زياد الكوفي، ثقة كبير المنزلة، له كتاب النوادر [22] .
- ثابت شريح: أبو إسماعيل الصائغ الأنباري وقيل الكوفي، مولى الأزد من مصنفي الشيعة كان حياً قبل سنة (148هـ)، له كتاب في أنواع الفقه [23] .
- جعفر بن بشير: أبو محمد البجلي الوشّاءْ([24]) من الزهّاد العبّاد، ثقة، وله مسجد في الكوفة عُدّ من مصنفي الشيعة [25] ومن تصانيفه الذبائح، والصلاة، والصيد، والمشيخة، والمكاسب [26] ، توفي سنة (208هـ/823م) [27] .
- جميل بن صالح: الأسدي الربعي الكوفي من ثقات الأمامية ومحدثيهم [28] له أصل [29] ، توفي بعد سنة (183هـ) [30] .
- حريز بن عبد الله السجستاني: أبو محمد الأزدي من أهل الكوفة، كان يكثر المتاجرة إلى سجستان فعرف بها، عُدّ من مشايخ الشيعة وقيل عنه ثقة [31] وله كتب تُعدّ كلّها في الأصول منها: كتاب الصلاة، وكتاب الزكاة، وكتاب الصوم، وكتاب النوادر [32] .
([1]) التابعي: هو من لقي الصحابي وهو مؤمن بالنبي محمد صل الله عليه وآله . ينظر: دراسات في علم الدراية، علي أكبر غفاري: 202.
([4]) الأعمش: تعني في اللغة فاسد العين الذي تغسق عيناه، أي هو ضعيف البصر. ينظر: لسان العرب: 6/320.
([5]) الطبقات الكبرى، ابن سعد: 6/342.
([6]) المعارف، ابن قتيبة:489.
([7]) الثمالي: نسبة إلى ثمالة وهي من الأزد. ينظر: الأنساب، السمعاني: 1/513.
([8]) الكامل في الضعفاء، الجرجاني: 2/93.
([10]) الفهرست، الطوسي:90.
([11]) تاريخ الإسلام، الذهبي: 9/84.
([12]) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/256.
([13]) عبد الله بن عتبة: بن مسعود الهذلي، وكنيته أبو عبد الرحمن استعمله عمر بن الخطاب على السوق ثم تحول إلى الكوفة فنزلها وتوفي فيها في ولاية بشر بن مروان على العراق. ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى: 5/58.
([14]) ابن حبان، الثقات: 4/275-276.
([15]) المخزومي: نسبة إلى مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. ينظر: الانساب، السمعاني: 5/225.
([16]) القرشي: نسبةً إلى قريش. ينظر: لب اللباب في تحرير الأنساب، السيوطي: 206.
([17]) الوافي بالوفيات: 15/163.
([18]) الخلاف، الطوسي (ت:460هـ)، تحقيق: جماعة من المحققين: 1/51.
([19]) الطبقات الكبرى: 5/120.
([20]) سارية النبي: هي الأسطوانة التي كان رسول الله يسند ظهره إليها يوم الجمعة إذا خطب في الناس. ينظر: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، ابن سيد الناس(ت:734هـ): 1/317.
([21]) رجال النجاشي: 11-12.
([24]) الوشّاءْ: يقال للرجل إذا كثر ماله. ينظر: القاموس المحيط: 4/400.
([25]) رجال النجاشي: 189.
([27]) اختيار معرفة الرجال، الكشّي: 2/864.
([29]) الفهرست، الطوسي: 94.
([30]) الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق عليه السلام، الشبستري: 1/311.
([32]) الفهرست، الطوسي: 118.
الاكثر قراءة في تراجم المفسرين
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة