1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : معلومات جغرافية عامة :

تأثير التغيرات المناخية العالمية على جهود التنمية

المؤلف:  د. خالد السيد حسن

المصدر:  التغيرات المناخية والاهداف العالمية للتنمية المستدامة

الجزء والصفحة:  ص31 ـ 34

2025-02-20

196

اختلفت الآراء حول تأثير التغيرات المناخية العالمية على جهود التنمية فالبعض يرى أن ما نشهده من تغيرات مناخية حالية ما هي إلا حلقة من سلسلة متتالية من موجات شديدة الحرارة أو البرودة تضرب انحاء مختلفة من العالم في دورات شبة منتظمة وإن دور النشاط الانساني فيها معدوم أو قد يكون محدوداً بشكل كبير. ودليلهم على ذلك أن المتتبع للتغير في متوسط درجة حرارة الأرض خلال المائة عام السابقة سيلاحظ إنها لم تزد إلا بمعدل مـن 0.4 إلى 0.6 درجة مئوية فقط. وإن توالي مثل هذه الموجات شديدة الحرارة أو البرودة وما يصاحبهما من تغيرات مناخية أخرى متمثلة في تذبذب كميات الأمطار وسرعة واتجاهات الرياح وارتفاع منسوب مياه البحار والفيضانات والاعاصير والتصحر والجفاف وغيرها من الظواهر المناخية لم يمنع مسيرة التنمية والتقدم الانساني خلال المائة عام الماضية، ودليلهم على ذلك أن أكثر الأماكن على سطح الكرة الأرضية تعرضاً لتأثير العوامل المناخية الغيرمواتية على مرالتاريخ هي الأكثر تحقيقاً لمعدلات التنمية البشرية والاقتصادية الأعلى فمجوعة الدول الإسكندنافية وشمال أوربا، لم يمنع تعرضها لدرجات حرارة منخفضة طوال العام والجليد طوال الشتاء وفيضانات الأنهار خلال فصول الصيف من تحقيق أعلى معدلات التنمية البشرية العالمية، وكذلك لم تمنع العواصف والأعاصير المتتالية على أمريكا الشمالية وموجات الجفاف والحرائق الهائلة للغابات والتي تعتبر أحد موارد التنمية من أن تحقق معدلات عالية من التنمية أيضاً. وإذا أتجهنا إلى الشرق نجد أن منطقة النمور الأسيوية قد حققت هي الأخرى معدلات تنمية بشرية واقتصادية غير مسبوقة في التاريخ البشري وخرجت من قائمة الدول الفقيرة إلى دول مجموع الاقتصاديات الواعدة بالرغم مما يجتاحها من حين لأخـر مـن أعاصير مدمرة (تسوناميات) تأتي على الأخضر واليابس وتعصف بحياة ومقدرات مئات الألف من البشر.

وعلى الجانب الأخر يرى البعض أن للتغيرات المناخية تأثير كبير على جهود التنمية في العالم، وخاصة في الدول الفقيرة. فالتقدم الصناعي الكبير في أوربا وأمريكا ودول شرق وجنوب أسيا، والذي بدأ ونما من منتصف القرن الماضي وما صاحبة من تزايد في استخدام وتوليد الطاقة من مصادرها الأحفورية شديدة الإنتاج لغاز ثاني أكسيد الكربون قد ساهم بشكل كبير في تفاقم حدة وأثر ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية والتي بدورها أدت إلى تزايد معدل درجة حرارة الأرض وما ترتب عليها من ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستوى البحار وغـرق المناطق الساحلية الضحلة وتناقص معدلات سقوط الامطار وتغير اتجاهات الرياح وتنامي ظواهر الأعاصير والفيضانات والجفاف والتصحر، مما أدي إلى القضاء على العديد من الموارد البيئية والطبيعية وإلى تشريد مئات الألاف من مواطني هذه الدول الفقيرة، وبالتالي ضياع كل جهود التنمية في هذه المناطق الموبوءة.

إن الأثر السلبي لمثل هذه الظواهر المناخية الغير مواتية على التنمية البشرية والاقتصادية هو الأكثر ملاحظة في الدول الفقيرة، ولعل أدل الأماكن على ذلك هو مجموعة دول الصحراء الكبري وشمال وشرق افريقيا وبعض مناطق جنوب آسيا كالفلبين، ومن المثير للشفقة والجدل العالمي أن هذه الدول لم تساهم من بعيد أو قريب في ظاهرة الاحتباس الحراري فدولة مثل مصر مثلاً، مجموع ما تساهم بـه في ظاهرة الاحتباس الحراري لا يزيد عن 0.5 في المائة بينما تساهم دولتان مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين بما يقارب من نصف حجم غازات الاحتباس الحراري المولدة عالمياً. مما لا شك فيه أن التغيرات المناخية بصفة عامة وظاهرة الاحتباس الحراري بصفة خاصة لهما تأثير سلبي وإن كان بدرجات متفاوتة وغير مؤكدة في بعض الاحيان على قدرة الدول على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، أن الاحتباس الحراري بمعدلاته الحالية قد يفاقم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية القائمة وخاصة للمجتمعات التي تعتمد على الموارد الحساسة للتغيرات المناخية.

تهدف الدراسة الحالية للوقوف على الآثار الحالية والمستقبلية لتغير المناخ والاحتباس الحراري على جهود البلدان، وخاصة البلدان النامية، في تحقيق بعض الأهداف العالمية للتنمية المستدامة SDGs.

وبشكل أكثر تحديدا فإن الدراسة تهدف إلى تحديد الآثار الحالية والمستقبلية التغير المناخ والاحتباس الحراري على تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة التالية:

- القضاء على الجوع والفقر المقدع.

ـ التعليم الجيد.

ـ الصحة الجيدة والرفاه.

هذا بالإضافة إلى أثر التغيرات المناخية على تنامي ظاهرتي الهجرة واللجوء، ووضع مجموعة من الأسس التي يجب أخذها في الاعتبار عند وضع السياسات والبرامج والحلول المقترحة لمجابه التغيرات المناخية والتكيف معها.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي