1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : معلومات جغرافية عامة :

الآثار الاقتصادية والاجتماعية للتغيرات المناخية

المؤلف:  د. خالد السيد حسن

المصدر:  التغيرات المناخية والاهداف العالمية للتنمية المستدامة

الجزء والصفحة:  23 ـ 29

2025-02-18

240

هنا يجدر الإشارة إلى ما أورده السير نيو كلاس إستيرن الخبير الاقتصادي السابق بالبنك الدولي في تقريره بعنوان استعراض لاقتصاديات تغيرات المناخ الذي نشر في 30 أكتوبر 2006، وقد تم استعراض أهم بنود هذا التقرير أيضاً في الدراسة التي قام بأعدادها المعهد العربي للتخطيط عام 2007 بعنوان اقتصاديات التغير المناخي الآثار والسياسات. وقد أورد التقريرالنقاط التالية كأهم الأثار الاقتصادية والاجتماعية للتغيرات المناخية :

ــ آثار متعلقة بالمياه : حيث يتوقع التقرير أن تزداد معاناة المناطق التي تعاني من الجفاف وندرة المياه وأن تقل الفترة الزمنية لحدوث دورات الجفـاف مـن حوالي مائة عام إلى عشرة أعوام فمن المتوقع أن انخفاض معدلات الأمطار في حوض البحر المتوسط ومناطق من جنوب أفريقيا وجنوب أمريكا بحوالي40 ـ 50 عند ارتفاع درجة الحرارة بدرجتين مئويتين يزداد هذا الانخفاض في معدلات المطر إلى 50 % مع ارتفاع درجة الحرارة 4 درجات مئوية، وفي المناطق التي تعاني من دورات جفاف مثل (وسط وشرق أفريقيا) فــان عــدد دورات الجفاف سوف تزداد بأربعة أمثال ما هي عليه حاليا كما أن دورات الجفاف في جنوب أوروبا سوف تحدث كل 10 سنوات بدلا من حدوثها حاليا كل مائة عام. كما سوف تفقد العديد من المناطق التي تعتمد على المياه الواردة من ذوبان الثلوج، انتظام مواردها المائية بسبب سرعة ذوبان كميات كبيرة من الثلوج مرة واحدة، فتعاني بالمقابل من الفيضانات في أوقات ومن شح المياه في أوقات أخرى، مثل بعض المناطق في الهند والصين وكندا وغرب الولايات المتحدة وغرب أوروبا. غير أن هذه المخاطر في غرب أوروبا ليست ذات أثر كبير على مدى كفاية الموارد المائية. وبناء على ذلك فان عدد الناس الذين يعانون من نقص حاد في الموارد المائية حسب بعض التقديرات سوف يصل إلى ما بين 1-4 مليار نسمة.

ـ آثار متعلقة بإنتاج الغذاء: سوف يزداد الإنتاج الزراعي في مناطق خطوط العرض العليا في شمال الولايات المتحدة وسيبيريا والمناطق الشمالية من الصين وفي أستراليا وذلك عند ارتفاع درجات الحرارة ما بين 2-3 درجات مئوية ، بسبب الطول النسبي للموسم الزراعي وذوبان الجليد عن مساحات من الأراضي كانت خارج المساحة المحصولية والإنتاج الزراعي، وبسبب زيادة تأثير ثاني أكسيد الكربون على خصوبة الأراضي، وينعكس ذلك أساسا على إنتاج الحبوب وأهمها القمح، ويتوقع أن تكون زيادة الإنتاج في حدود 20% وعلى الصعيد المقابل، سوف يتناقص الانتاج الزراعي وبشدة في الدول النامية (خاصة الشرق الأوسط وقارتي أفريقيا وأمريكا الوسطي)، وذلك عند ارتفاع الحرارة ما بين 2-3 درجة مئوية وربما أقل من ذلك، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة اصلاً في هذه المناطق فإن تأثير الكربون على خصوبة التربة سوف يتناقص بشدة مما يؤدي لانخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح مابين 25 ـ 35 % وفي المناطق التي تعتمد على محصول الذرة في غذائها، فانها سوف تواجه مشكلات حادة بسبب التأثر الشديد للذرة بزيادة ثاني أكسيد الكربون يضاف إلى أثر ارتفاع الحرارة على الإنتاج الزراعي في المناطق الدافئة عامل تناقص الموارد المائية واللذان سيكون لهما معاً دورا محددا لمستقبل الإنتاج الزراعي في قارة أفريقيا على وجه الخصوص، وبالتالي فانه يمكن توقع معاناة أكثر من 100 مليون شخص مــن خطر المجاعات بصورة شبة دائمة.

- آثار متعلقة بالصحة من المعتاد أن تصل درجات الحرارة صيفا في المتوسط إلى نحو 45 درجة مئوية في مناطق شمال وشرق شبة القارة الهندية، وغرب آسيا، وهي عند الحدود القصوى التي يمكن للإنسان أن يحتملها، وعند زيادة درجات الحرارة لأكثر من ذلك، فانه لمن المتوقع زيادة أعداد الوفيات. في المقابل، فان عدد الوفيات نتيجة البرد في كل من روسيا وكندا شمال أوروبا والولايات المتحدة سوف يقل تزامناً مع ارتفاع الحرارة ما بين 2-3 درجة مئوية. ولكن مع زيادة درجات الحرارة لأعلى من ذلك، سوف تزداد فرص الإصابة بالملاريا. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإنه منذ عام 1970، يموت حوالي 150 ألف شخص سنويا في أفريقيا ومناطق أخرى من الدول النامية، بسبب الأمراض البكتيرية، والملاريا وسوء التغذية المصاحبة للتغيرات المناخية. وأن زيادة درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة فقط سوف يكون كافيا المضاعفة هذا العدد هذا التقدير لا يتضمن الوفيات المتوقعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة ولا بسبب المجاعات أو الفيضانات.

ـ آثار متعلقة بالموارد الأرضية ركز التقرير على الأثر المباشر لارتفاع مستوى سطح البحر على الاراضي، وقسم التقرير هذه الآثار إلى قسمين وهما: الأثر على الأراضي الساحلية التي تقع تحت مستوى سطح البحر، وتقدر ساحتها بحوالي 2 مليون كيلو متر مربع ويعيش عليها حوالي 200 مليون نسمة، وسوف تتعرض فيها أصول بقيمة مليار دولار للخسارة. وهذه الأراضي معرضة للخسائر بمجرد حدوث أدنى ارتفاع في مستوى سطح البحر، ويمكن القول بأن مشكلات هذه الأراضي قد بدأت بالفعل. فقد لاحظ بعض الباحثين بدء ظهور هذه المشكلات في مصر في مناطق رشيد وأدكو وادفينا، ولسان رأس البر، والمناطق القريبة من بحيرة البرلس سواء بسبب وقوعها في مستوى أقل من مستوى سطح البحر أو في نفس المستوى. وفي مناطق دلتا الأنهار (مثل دلتا نهر النيل) ، فان الأثر لا يتوقف فقط عند حدود الفيضان ولكنه يتعدى ذلك إلى نحر أو تأكل الأراضي مما يعمق من مستوى الأرض ويوسع المساحات الغارقة بالفيضان. كما يعاني من هذا الوضع ربع مساحة بنغلاديش حيث يعيش حوالي 35 مليون نسمة. يقع تحت تهديد الأراضي الساحلية التي سوف يؤثر عليها ارتفاع مستوى سطح البحر، حتى منتصف القرن الحادي والعشرين، 22 مدينة من بين أهم 50 مدينة في العالم، منها مدن طوكيو، وشنغهاي، وهونج كونج، ومومباي، وكلكتا، وكراتشي، وبوينس أيرس، وسان بطرسبرج، ونيويورك، وميامي، ولندن. وفي حالة حماية هذه المدن ضد ارتفاع مستوى سطح البحر، فانها سوف تظل واقعة في ما بعد تحت مستوى سطح البحر. إن من أكثر مناطق العالم تعرضا للخطر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، هي مناطق جنوب وشرق آسيا بسبب سواحلها الممتدة، والمزدحمة بالسكان. كما سوف يتعرض للخطر الملايين على الساحل الأفريقي، وفي دلتا النيل، وبعــض سواحل الكاريبي. أن مشكلة الجزر تعد من أهم وأخطر المشاكل، ليس بسبب حجم الخسائر الاقتصادية أو البشرية الكبيرة، ولكنها بسبب خطر زوالها بكاملهـا مــن عـلى خريطة العالم، مثل جزر سليمان وجزر المالديف ومارشال وبولونيزيا الفرنسية في الباسفيك. لقد ذهبت بعض التقديرات إلى إمكانية فقدان عدد يتراوح بين 150 إلى 200 مليون نسمة لمدنهم وقراهم، وتحولهم إلى لاجئين حتى منتصف هذا القرن بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وتكرار الفيضانات، وأثر الجفاف. لا تقتصر مشكلات الاراضي على الأثر المباشر لارتفاع مستوى سطح البحر فقط بل تمتد لتشمل الاستخدامات الاقتصادية للأراضي وإن كانت ترتبط بشكل أكبر بالأنشطة المحلية أكثر من كونها مشكلات على نطاق عالمي أن الآثار المترتبة على تغير المناخ، من نقص الموارد المائية وارتفاع معدلات البخر، سوف يرفعان من درجة جفاف التربة، كما أن زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون، سوف يؤثر بلا شك على تطور المساحات القابلة للزراعة في العالم يضاف إلى ذلك خطر التصحر، وهذه العوامل لم يشر إليها تقرير إستيرن لدى الحديث عن المخاطر التي تهدد الأراضي، على الرغم من ارتباطها بصورة مباشرة بانخفاض معدلات سقوط الأمطار، ونشاط قطع الغابات، وتراجع النشاط الزراعي .

آثار متعلقة بالبنية الأساسية: ترتبط خسائر البنية الأساسية بعاملين رئيسيين، هما: أثر العواصف والأعاصير من ناحية وأثر ارتفاع مستوى سطح البحر من ناحية أخرى. سوف تزداد حدة العواصف المدارية مع ارتفاع الحرارة السطحية للمحيطات. سوف تزداد سرعة الرياح ما بين 15 - 20٪ مع زيادة قدرها 3 درجات مئوية للحرارة السطحية لمياه المحيطات في المنطقة المدارية. من ناحية أخرى، فــان خسائر البنية الأساسية الناتجة عن ارتفاع مستوى سطح البحر، سوف تعادل ثلاثة أضعاف قيمة الخسائر الناتجة عن العواصف. كما أن الخسائر الناتجة عن كل من العواصف والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر هي أكبر الخسائر على الإطلاق، وتمثل حوالي 90 %  من جملة الخسائر المتوقعة عن تغير المناخ.

ـ آثار متعلقة بالبيئة: سوف يتأثر النظام البيئي بشدة بحدوث التغير المناخي والذي هو في الأساس مظهر من مظاهر اختلال التوازن البيئي، ويمكن عرض المخاطر التي تتهدد الأصناف الحية مع كل ارتفاع في درجات الحرارة على النحو التالي:

ـ عند زيادة درجة حرارة الأرض بدرجة واحدة مئوية، سوف يواجه 10 على الأقل من الأصناف الحية على الأرض خطر الانقراض. كما تتعرض الشعاب المرجانية للتدهور. وتفقد العديد من الأصناف الحية في المناطق الجبلية المدارية مواطنها الطبيعية.

ـ عند زيادة درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين، سوف يواجه مـا بـيـن 15 - 20 %  من الأصناف الحية على الأرض خطر الانقراض، غير أنه في هذه المرحلة من ارتفاع درجات الحرارة سوف يشمل الخطر عدداً من الأصناف الحية الهامة والمؤثرة في البيئة الطبيعية، حيث يشمل الخطـر مـا بين 25- 60 % من الثدييات في الجنوب الأفريقي، وحوالي 15- 25 % من الفراشات في أستراليا. كما تتعدد مناطق تدهور الشعاب المرجانية وبالتالي فقدان الملايين من الناس مصدر رزقهم القائم عليها. وعند هذا المستوى من ارتفاع درجات الحرارة سوف تتأثر نصف سهول التندرا وربع الغابات الصنوبرية.

ـ عند زيادة درجة حرارة الأرض ثلاث درجات مئوية، سيواجه خطــر الانقراض ما بين 20 ـ 50% من الأصناف الحية على الأرض. كما سيفقد الآلاف من الأصناف الحية في مناطق تركز التنوع الحيوي في العالم. إذ يتوقع فقدان حوالي 40 % من الأصناف المستوطنة في الحدائق الوطنية في قارة أفريقيا وفي المناطق الرطبة في حوض البحر المتوسط وفي الولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا. وعند هذا الحد من الارتفاع يتوقع فقدان أشجار القرم ومساحات واسعة من الشعاب المرجانية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدلات سريعة (5 مم في العام)  كما يتوقع تدهور غابات الأمازون بكل مخزونها الحيوي والــذي يعد اكبر مخزون للتنوع الحيوي في العالم (UNFCCC 2011). .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي