1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الكيمياء

تاريخ الكيمياء والعلماء المشاهير

التحاضير والتجارب الكيميائية

المخاطر والوقاية في الكيمياء

اخرى

مقالات متنوعة في علم الكيمياء

كيمياء عامة

الكيمياء التحليلية

مواضيع عامة في الكيمياء التحليلية

التحليل النوعي والكمي

التحليل الآلي (الطيفي)

طرق الفصل والتنقية

الكيمياء الحياتية

مواضيع عامة في الكيمياء الحياتية

الكاربوهيدرات

الاحماض الامينية والبروتينات

الانزيمات

الدهون

الاحماض النووية

الفيتامينات والمرافقات الانزيمية

الهرمونات

الكيمياء العضوية

مواضيع عامة في الكيمياء العضوية

الهايدروكاربونات

المركبات الوسطية وميكانيكيات التفاعلات العضوية

التشخيص العضوي

تجارب وتفاعلات في الكيمياء العضوية

الكيمياء الفيزيائية

مواضيع عامة في الكيمياء الفيزيائية

الكيمياء الحرارية

حركية التفاعلات الكيميائية

الكيمياء الكهربائية

الكيمياء اللاعضوية

مواضيع عامة في الكيمياء اللاعضوية

الجدول الدوري وخواص العناصر

نظريات التآصر الكيميائي

كيمياء العناصر الانتقالية ومركباتها المعقدة

مواضيع اخرى في الكيمياء

كيمياء النانو

الكيمياء السريرية

الكيمياء الطبية والدوائية

كيمياء الاغذية والنواتج الطبيعية

الكيمياء الجنائية

الكيمياء الصناعية

البترو كيمياويات

الكيمياء الخضراء

كيمياء البيئة

كيمياء البوليمرات

مواضيع عامة في الكيمياء الصناعية

الكيمياء الاشعاعية والنووية

علم الكيمياء : الكيمياء الصناعية : كيمياء البيئة :

التنوع الحيوي

المؤلف:  عادل حسين الشيخ

المصدر:  البيئة مشكلات وحلول

الجزء والصفحة:  ص21-25

2025-01-21

37

يقصد بمصطلح التنوع الحيوي (Biodiversity) ، المجموع الكلي للكائنات الحية الصغير منها والذي يعيش على اليابسة أو في داخل المياه. ويشير التنوع الحيوي في العادة إلى مستويات مختلفة، تنوع النظم البيئية وتنوع الأنواع المختلفة وأخيراً التنوع الوراثي داخل الأنواع نفسها. وقد توضحت الآن أمام الجميع بأن أنواعاً من الكائنات الحية آخذة في الانقراض بمعدلات لم يحدث لها مثيـل عـلى الأرض مـن قبل، ولكن بتفاوت لم تحدد معادلاته ومخاطرة الجدية لحد الآن.

ما هي المعضلات [طابعها وأفاقها]: ستلعب الأنواع الحية من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة دوراً هاماً ومتزايداً في التنمية، وأخذ ينشأ، في الآونة الأخيرة أساس اقتصادي قوي يدعم القضايا الأخلاقية والجماليــة والعلـمـيـة المنـاصـرة للحفاظ على التنوع الحيوي. إضافة إلى دور تنوع الكائنات الحية في توازن النظام البيئي فإن مواردها الوراثية تبشر بأنها ستلعب دوراً متزايداً في التنمية، فالتنوع الوراثي والمادة الجينية للأنواع الحيــة تقــدمان للزراعة والطب والصناعة مساهمات قيمة، ومع ذلك لم يتناول العلماء بالدارســة المكثفة إلا نـوعــاً نباتيـاً واحداً من كل مئة نوع الموجودة في الكرة الأرضية ونسبة تقل عن ذلك كثيراً من أنواع الحيوان، وإذا مــا تسنى للبلدان أن تؤمن بقاء الأنواع الحية فإن بمقدور العالم أن يتطلع إلى توفير أغذية جديدة ومحسنة وعقاقير وأدوية جديدة ومواد أولية للصناعة و ویهیئ التباين الحيوي في الطبيعة فرصاً كثيرة لزيادة الإنتاج الزراعي. وبخاصة أن الهندسة الوراثية قد أعطت لمؤسسات التقانة الحيوية القدرة على تمكنها من تطوير وتحسين المحاصيل الزراعية عن طريق نقل المورثات من سلالات برية، ومن النتائج الممكنة لهذا إنتـاج محاصيل لها خاصة مقاومة الجفاف أو الملوحة أو الصقيع وإنتاج مخصبات ومبيدات حشرية طبيعية.

إن حماية التنوع الحيوي وتنوع السلالات والمورثات ضمان للمستقبل واستثمار ضروري مـن أجـل حماية وتحسين إنتاج الأراضي الزراعية والغابات ومصائد الأسماك، ومن أجل إبقاء الخيارات مفتوحة على المستقبل، وكذلك من أجل مواجهة التغيرات غير الملائمة التي تطرأ على البيئة. لم يتوقف الإنسان، منذ بداية فجر الحضارة عن استغلال الأنواع النباتية والحيوانية بكثافة مضطردة، مما أدى إلى تناقص هذا الإرث من الأنواع والسلالات المتنوعة، والواقع أن الزراعة وتربية الحيوان لا يستخدمان إلا عدداً محدوداً للغاية من الأنواع والسلالات التي استؤنس معظمها منذ آلاف السنين، فلا تستفيد الزراعة العالمية، على سبيل المثال إلا من نحو مئة نوع من النباتات في حين وصف علماء النباتات ما ينوف عن 250 ألف نوع تقريباً، كما أن 70% تقريباً من الإنتاج الغذائي العالمي يعتمد على ثلاثة أنواع فقط وهي القمح والأرز والذرة. يرافق عادة، استغلال الأنواع النباتية والحيوانية المستأنسة ندرة تقارب أحياناً حد الانقراض لبعض السلالات المستأنسة وحتى البرية، وذلك على الرغم من أن السلالات المستأنسة تعتمد بشكل وثيق على أصولها من السلالات البرية، ذلك أن السلالات المستأنسة معرضة للإصابة بسهول وله بالأمراض والآفات والمؤثرات المناخية غير المناسبة، وبفضل تهجينها مع السلالات البرية الأصلية تكتسب هذه السلالات المستأنسة قدرة أكبر على المقاومة. وهكذا اكتسب الأرز من السلالة 36-IE المرتفعة الإنتاجية، القدرة على مقاومة بعض الأمراض من خلال تهجينه مع الأرز البري (Oryzanivara). وقد تم إنقاذ زراعة المنيهوت" (Minuhot) في أفريقيا وذلك بتهجين أشجار المنيهوت المزروعة، التي كاد يقضي عليهـا أحــد أنواع الفطر، مع سلالة برية من الأشجار نفسها، مقاومة للفطر، وتعرف باسم (Manihot glazioii). وتتمتع الحيوانات البرية، شأنها شأن النباتات، بمقاومة ضد الآفات تفوق مقاومة مثيلاتها من الأنواع والسلالات المستأنسة، والبعض من هذه الأنواع مثل الظباء، والمها [ البقر الوحشي Oryx] والوعول، تزدهر في المراعي الصحراوية وشبه الصحراوية حيث لا يمكن تربية أية أنواع حيوانية أخرى مستأنسة من أجل تحقيق ربح مادي. ويتساءل المرء ما الذي يهم أن تنقرض بعض أنواع الكائنات الحية، بل حتـى نصف الأنواع كافة الموجودة على سطح الأرض؟

ربما ستكون الخسارة الناجمة عن ذلك أكبر بكثير من تصوراتنا إذ ستفقد مصادر جديدة للمعلومات العلمية، وستدمر ثروة بيولوجية مستقبلية هائلة، ولن تخرج إلى النور الأشكال التي لم تطــور بـعـد مـن الأدوية والمحاصيل والمستحضرات الصيدلانية والأخشاب والألياف ولباب الــورق والحياة النباتية المجددة للتربة والعديد من المنتجات الأخرى، وهذه بعض الأمثلة القليلة عن ا الفائدة التي يمكن أن يقدمها التنوع الحيوي والتي تمت في العقدين الأخيرين، علماً بأن المهارات العلمية وتقانات الهندسة الوراثية التي تتطور بخطى سريعة تبشر باستخدام المورثات استخداماً أشد فاعلية لتحسين الموارد الاقتصادية للجنس البشري.

1- إن نقل مورثة واحدة فقط من نبات الشعير الأثيوبي تحمى ما قيمته 160 مليون دولار من محصول الشعير في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية من الفيروس القزم الأصفر Yellow dwarf) (virus كما يعزى 4.5% من الناتج القومي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية (87 بليون دولار) إلى الذخيرة الوراثية المستمدة من السلالات البرية.

2- أدى تهجين نباتي القمح والأرز في آسيا، مع سلالات برية إلى زيادة سنوية في الإنتاج بلغت2  بليون دولار للقمح و 1.5 بليون دولار للأرز، كما وفرت الذخيرة الوراثية المستمدة من القمح البري، في تركيا، والمقاومة للأمراض، على الولايات المتحدة ما قيمته 50 مليون دولار سنوياً نتيجة لنقل المورثات التي تحمل صفة مقاومة المرض إلى القمح المزروع.

3- تعرّض محصول الذرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1970 إلى نكسة خطيرة نتيجة لإصابة أوراق النباتات بفطر في مناطق زراعة الذرة كافة، وقد ألحق هذا الفطر خسائر بمحصول الذرة بلغت 2 بليون دولار، وقد أمكن التغلب على هذا المرض عن طريق استنباط سلالات جديدة مقاومة مستمدة من أنواع الذرة البرية المكسيكية.

4- لم يمنح العلم اهتماماً كافياً للنباتات البرية المحلية (Halophytes) وقد نمت وتطورت هذه النباتات في مناطق لا تتوفر فيها سوى المياه المالحة التي لا تصلح لنمو النباتات التقليدية. وقد أثبتت البحوث الحديثة أن بعض النباتات الملحية تمتلك ميزات اقتصادية كبيرة كالإنتاجية العالية واحتوائها على نسبة عالية من البروتين والزيوت النباتية عالية الجودة، كما أن كثيراً منها تتمتع بصفات جذابة كنباتات زينة. وتبين من دراسات مختبر بحوث البيئة في أريزونا أن نبات من جنس الساليكورنيا – Salicornia يستطيع أن يعيش بالري بمياه البحر مباشرة، وقد زرع ولعدة سنوات في المكسيك ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإن إنتاجه يصل إلى 20طناً في الهكتار / سنة منها 2طن / هـ من البذور التي تحتوي عـلـى كمية 600 كغم من الزيت يضاهي زيت عباد الشمس وذلك لأنه غني بحمض اللينوليك، وهذا يعني أنه زيت غير مشبع وهي مطلوبة في كل الأنظمة الغذائية وتبين أيضا ان الكسبة المتبقية بعد العصر . البذور [حوالي 1400 كغم/ هـ] من الأعلاف عالية الجودة للماشية والدواجن إذ تحتوي على 43% بروتين. أما القش فهو علف جيد بعد غسله بالماء يضاهي الفضة في قيمته الغذائية. وقد حسبت الجدوى الاقتصادية فيما لو استغلت السواحل البحرية المصرية المتروكة على البحر الأحمر وفي سيناء، فتبين أن زراعة نبات الساليكورنيا سيوفر نصف مليون طن من الزيت وأكثر من مليون طن من الكسبة و 11 مليون طن من العلف الأخضر وهي كمية تكفي لتوفير 80% من أعلاف الجاموس والماشية والأغنام والماعز والجمال في مصر. والأهم من ذلك فإن زراعة هذا النبات ستوفر الأراضي المروية التي تزرع بالبرسيم بحيث يمكن استخدام هذه الأراضي الخصبة في إنتاج الحبوب والخضروات.

5- يمكن لنبات التيل، وهو نبات أفريقي، أن ينتج لب الخشب اللازم لصناعة الورق، ويعطي هذا النبات من لب الخشب أكثر بخمس مرات مما تعطيه الأشجار المستعملة حالياً في صناعة الورق.

6- تستفيد الصناعة من الحياة البرية، فالمواد المستخلصة . من الأنواع البرية تساهم في قسط احتياجات المطاط والزيوت والراتنج والمواد المستعملة في التجميل والدباغة إضافة للشمع والدهن النباتي والمبيدات وغيرها. فمثلاً تعطي بذور نبات (Fevillea)، والتي تعيش في الغابات الاستوائية الرطبة في غرب حوض الأمازون، نسبة عالية من الزيت بحيث أن هكتاراً من هذه النباتات يمكن أن يعطي كمية من الزيت تفوق ما يعطيه هكتار مع مزارع نخيل الزيت التجارية.

7- إن نصف إجمالي الوصفات الطبية يعود إلى كائنات حية برية وتبلغ القيمة التجارية لهذه الأدوية والعقاقير المستمدة من الكائنات الحية في الولايات المتحدة الأمريكية زهاء 14 مليار دولار سنوياً، وقد اكتشف العلماء أن الزيت السام لبعض السحالي التي تعيش في سيريلانكا وبعض المناطق الاستوائية والذي يتم الحصول عليه من معدة السحالي بعد شيها، يمكن أن يكون دواء ناجعاً في علاج أمرض الكبد والكلية والتهابات الجلد واللثة وإيقاف النمو السرطاني في الحنجرة. وإن سم الأفعى البرازيلية الحفارة يستعمل لعلاج ضغط الدم المرتفع.

8- لقد أصبح شائعاً في العصر الحديث، في مجتمعات عديدة، النبذ التام للأنواع الصغيرة والمغمورة كالبق والأعشاب الضارة والنباتات المائية وغيرها، ناسين أن المضادات الحيوية التي أنقذت وتنفذ ملايين البشر هي منتجات كائنات دقيقة ولم تكن هذه الأدوية معروفة منذ زمن ليس ببعيد وأن حشرة صغيرة من أمريكا اللاتينية [الأورغواي] أنقذت أراضي المراعي في أستراليا من فرط نمو نبات الصبار الذي كان يحول خيرة المراعي إلى أدغال كثيفة وذلك بمعدل 4 مليون هكتار سنوياً، وإن نبات [الونكة Vinca Rosea] الوردي اللون وفر العلاج لمرضى هود جنز و لو كيميـا الــدم عند الأطفال، وإن لحاء شجرة التاكسوس الباسيفيكي (Taxus) يمنح الأمل لضحايا السرطان المبيض والصدر، كما تتميز أوراق نبات الأسبيلين (Aspilin) بفاعلية علاجية تضمن القضاء على الخلايا السرطانية الصلبة. وإن مادة كيميائية مستخلصة من نبات طفيلي (يدعى القصعين) يذيب الجلطات الدموية خلال العمل الجراحي، وأن الأرسلين، وهو بروتين طبيعي موجود في بقول مكسيكي بري، طارد للحشرات ويمكــن لـه أن يحمـي بعض المحاصيل النباتية دون تسميم التربة والمياه بالمبيدات الحشرية، إلى آخر تلك القائمة التي أصبحت طويلة بالفعل وذائعة الصيت رغم محدودية الجهد البحثي المكرس لها .

9- لقد ارتبطت حياة الإنسان ارتباطاً وثيقاً مع روائح المروج والسهول والغابات وحفيــف أوراق الشجر ورشاقة الغزال وجماله، وسرعة السنجاب وخوفه، وخطوات ابن عرس غير المسموعة وأسراب الطيور وتغريدها والفراشات الملونة ودبيب النمل المنهمك في عمله ومع ثعلب ماكر يتطلع من حجره بحذر. والطبيعة هي النبع الذي لا ينضب للحياة الثقافية والروحية للإنسان فمنهـا يستمد الشعراء والفنانون والأدباء والموسيقيون إلهامهم. لقد ثبت أن حفيف أوراق الشجر وتغريد الطيور وخريـر مـيـاه الجداول وهدير البحار أو الشلالات تؤثر - إلى جانب إغنائها للحياة الجمالية للإنسان- بشكل علاجي على الجهاز العصبي ووظائف غدد الإفراز الداخلي [ الغدد الصم]، إذ يزداد نشاط العضلات، على سبيل المثال، تحت تأثير موجات صوت الشلالات. ولوحظ منذ زمن بعيد أن الهواء في الغابة أو الحدائق أو المتنزهات نقي جداً، وقد تبين أن سبب نقاء الهواء هو إفراز مواد كيميائية متطايرة [روائح طيارة] أطلق عليها اسم (Phytocide) ، كما تبين أن مثل هذه المواد الكيميائية المتطايرة، تعتبر إضافة إلى تثبيطها للميكروبات المرضية، فيتامينات الجو، ذلك أن تنفس هواء الغابات والمنتجعات والحدائق يزيـد مـن نشاط القلب ويحسن من عمل الجملة العصبية، كما يرفع النشاط العام للجسم وقدرته على مقاومة الأمراض. إضافة إلى ذلك تلعب الأشجار والنباتات المختلفة دوراً هاماً في عملية تأين الهواء، أي تزيد من نسبة الأيونات السالبة في الهواء بمعدل يزيد بأكثر من ثلاث مرات عنه في الأمكنة العارية عن الغطاء النباتي، وتنعكس زيادة الأيونات السالبة في الهواء إيجاباً على كافة نشاطات الإنسان على مقاومته للأمراض.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي