1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

أداء الحقوق الزوجية

المؤلف:  الشيخ توفيق حسن علوية

المصدر:  مائة نصيحة للزوج السعيد

الجزء والصفحة:  ص28ــ34

2024-10-19

117

الزوج السعيد هو الذي يؤدي حقوق زوجته، ويعمل على أساس عدم التفريط بأي حق من حقوقها، وعدم التساهل والإبطاء في تأدية هذه الحقوق، فكما أن لزوجته حياله واجبات وحقوق، فإن للزوج حيالها واجبات وحقوق .

ولا ريب بأن للزوجة حقوقاً على زوجها من حين آوان العقد الزوجي إلى حين طلاقها أو موتها وعلى الزوج أن يخرج عن عهدة الزوجية من زوجته بالطلاق أو بالموت وهو مبرىء الذمة حيالها من دون أي تقصير .

إن الزوج السعيد تارة ينظر إلى زوجته على أساس أنها قيمة وجودية باعتبارها الإنسان الذي يحتل موقعاً مميزاً على خارطة الوجود، وتارة أخرى ينظر إلى زوجته على أساس أن لها حقوقاً لا بد أن يؤديها تأدية كاملة دون تقصير .

وللأسف الشديد فإن الأزواج حيال زوجاتهم على قسمين:

الأول: الأزواج الذين لا يرون للزوجة أية حقوق تذكر، وجل ما في الأمر أن ما يقدمونه لزوجاتهم هو منة منهم اليهن.

الثاني: الأزواج الذين لا يرون في عالم الحقوق والواجبات إلا حقوق وواجبات الأزواج اتجاه زوجاتهن، فشخصيات الأزواج ذائبة هنا في شخصيات الزوجات.

وبالحق فإن كلا القسمين فيهما إفراط وتفريط، فأن لا تعترف بحقوق الزوجة فهذا نفي لوجودها، وأن لا تعترف بحقوقك فهذا نفي للذات وبالطبع ليس هذا من الإيثار.

إن المنهج الأمثل والأصح في طريقة التعاطي بين الزوجين هو أن لا يتعاملا مع بعضهما البعض تعاملاً حقوقياً جافاً وخالياً من روح المودة والألفة، فيتعاملا مع بعضهما تعاملاً حقوقياً بروح معنوية، وبمضمون عشقي أمثل، وعلى الزوج أن لا يضيّق دائرة تعامله مع زوجته وفق إطار حقوقي صرف كما لو كان يتعامل مع شركاء العمل، أو في دائرة عدلية، بل عليه توسعة دائرة تعامله مع زوجته إلى حد بعيد، فزوجته ليست شريكته في عمل، أو في دائرة بل هي شريكته في إدارة الحياة هذه الحياة التي تحتاج إلى محبة، ومودة، وتضحية ،وإيثار ومن هنا فإننا سنذكر بعض حقوق الزوجة لا من منطلق فقهي وقانوني حصراً، بل من منطلق فقهي قانوني من جهة، ومن منطلق مفاهيمي أخلاقي قيمي من جهة أخرى، ومن حقوق الزوجة :

1 -سد جوعتها .

2 -ستر عورتها .

3ـ عدم تقبيح الوجه أمامها .

4ـ إكرامها والرفق بها .

5- العشرة الجميلة .

6ـ التوسعة عليها .

7ـ الغيرة عليها.

8ـ إقالة عثرتها والتسامح معها .

9ـ التهيئة لها باللباس الجيد، والرائحة الطيبة والإبتسامة العريضة .

10ـ حسن الخلق معها .

11ـ اجتلاب موافقتها ورضاها .

12ـ خدمتها .

13ـ التقوى لله فيها بمعنى عدم أذيتها .

14ـ الجلوس معها جلسات أنس.

15ـ عدم ضربها .

16ـ الصبر على أذاها .

وفي كل ذلك روايات فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((حق المرأة على زوجها أن يسد جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبح لها وجهاً))(1)، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) حينما سأله أحد أصحابه قائلاً: ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟ قال (عليه السلام): ((يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها))(2)

وعنه (عليه السلام) أنه قال: ((إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن))(3)، وعن الحسن بن الجهم :قال رأيت أبا الحسن (عليه السلام) اختضب، فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال نعم إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة .

ثم قال: أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا: قال فهو ذاك))(4).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ((لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها))(5).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إذا سقى الرجل امرأته أجر))(6)، وقال (عليه السلام): ((لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة))(7)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من اعتكاف مسجدي هذا))(8)، أي مسجد المدينة المنورة. وقال (صلى الله عليه وآله): ((ألا وإن الله ورسوله بريئان ممن أضَرّ بامرأة حتى تختلع منه))(9)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب على بلائه))(10).

وليعلم الزوج أن في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام) رسالة تخصه جاء فيها: ((وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله جعلها سكناً ومستراحاً وأنساً وواقية، وكذلك كل واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية فإن لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لا بد من قضائها وذلك عظيم، ولا قوة إلا بالله))(11).

إشارة إلى أن ما ورد في رسالة الحقوق للإمام (عليه السلام) بخصوص حق الزوجة على الزوج سوف نفرده بنصيحة مستقلة مع شرح وافٍ وكاف تحت عنوان ((النصيحة السجادية)).

وقبل ختام هذه النصيحة سنتوقف ملياً عند محطة مهمة من محطات الزواج وهي أداء حق الزوجة الغريزي، وقد كنا نود بحثها بشكل مستقل إلا أننا رغبنا بوضعها في هذه النصيحة للاستفادة من النصائح المستقلة بأكثر من مجال من جهة ولتناسبها مع هذه النصيحة من جهة أخرى، ولذا وبعد الحمد لله عزّ وجل نقول: إن على الزوج أن لا يغفل عن هذه النقطة لأنها في غاية الحساسية سيما على المؤمن المتدين بالنسبة للمؤمنة العفيفة المتدينة، ومن هنا فعلى الزوج أن يؤدي حق زوجته في المجال الغريزي إبتداءً من التهيئة الحسنة وانتهاء بإشباع الرغبة الغرائزية، والتهيئة لازمة لإزالة المنفرات، وإشباع الرغبة لازمة حذراً من طلبها من آخر فينعدم الإحصان.

وما أروع وصف أمير المؤمنين (عليه السلام) لعملية إشباع الرغبة الغرائزية الحاصلة عند الزوجين، حيث يقول (عليه السلام) في وصف ذلك: أي الجماع: ((حياء يرتفع، وعورات تجتمع أشبه شيء بالجنون، الإصرار عليه هرم، والإفاقة منه ندم، ثمرة حلاله الولد إن عاش فتن، وإن مات حزن))(12).

وبالعودة إلى عملية إشباع الرغبة فكما قلنا لا بد من مقدمات عاطفية، وملامستية وبعدها يكون الذي يكون وإلا فلا يلومن الزوج إلا نفسه، وقد ذم إمامنا الصادق (عليه السلام) كل من يُقبل على الجماع دون مقدمات بقوله: ((إن أحدكم ليأتي أهله فتخرج من تحته ولو أصابت زنجياً لتشبثت به، فإذا أتى أحدكم أهله فليكن بينهما مداعبة، فإنه أطيب للأمر))(13).

وليعلم الزوج بأن المباشرة الغريزية للإشباع ليست عملية محاكاة جسدية فحسب بل هي روحية ومشاعرية أيضاً .

وقد ذم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إصابة الزوجة قبل محادثتها ومؤانستها))(14).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لا يقع أحدكم على أهله كما يقع البهيمة ليكن بينهما رسول، فقيل: وما الرسول يا رسول الله؟ فقال: القبلة والكلام))(15)، وعنه (صلى الله عليه وآله): ((إذا أتى أحدكم أمرأته فلا يعجلها))(16)، وقال: ((إذا خالط الرجل أهله [أي زوجته] فلا ينزو نزو الديك وليلبث على بطنها، حتى تصيب منه مثل الذي أصاب منها))(17) ، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((إذا أراد أحدكم أن يأتي زوجته فلا يعجلها فإن للنساء حوائج))(18)، وقال (عليه السلام): «إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله فلا يعاجلنها، وليمكث يكن منها مثل الذي يكون منه))(19).

وليعلم بأنه ينبغي على الزوج - وكذا الزوجة ـ التنظف وإزالة الشعر، كما ينبغي توفير الأجواء الملائمة للجماع من قبيل إعدام الأصوات وإبدالها بالهمسات، ومن قبيل إعدام الأضواء الفاقعة وإبدالها بالنور البصيص في الظلام، ومن قبيل إضفاء الألوان المنسجمة مع هكذا استحقاق، ولنختم حديثنا هذا بنصيحة بعثها الأمام الرضا (عليه السلام) للمأمون العباسي حول موضوع اشباع الرغبة الغريزية وملابساتها جاء فيها: ((وإنما أذكر أمر الجماع، فلا تدخل النساء من أول الليل صيفاً، ولا شتاءً، وذلك لأن المعدة والعروق تكون ممتلأة، وهو غير محمود، ويتولد منه القولنج والفالج، واللقوة، والنقرس والحصاة ،والتقطير، والفتق وضعف البصر، ورقته، فإذا أردت ذلك فليكن في آخر الليل فإنه أصلح للبدن وأرجى للولد وأزكى للعقل في الولد الذي يقضي الله بينهما .

ولا تجامع امرأة حتى تلاعبها، وتكثر ملاعبتها، وتغمز ثدييها فإنك إذا فعلت ذلك غلبت شهوتها، واجتمع ماؤها لأن ماءها يخرج من ثدييها، والشهوة تظهر من وجهها وعينيها، واشتهت منك مثل الذي تشتهيه منها، ولا تجامع النساء إلا وهي طاهرة، فإذا فعلت ذلك فلا تقم قائماً ولا تميل جالساً، ولكن تميل على يمينك ثم انهض للبول إذا فرغت من ساعتك شيئاً فإنك تأمن من الحصاة بإذن الله تعالى))(20).

________________________

(1) ميزان الحكمة، ج4، ص 284.

(2) م. ن.

(3) م. ن.

(4) م. ن.

(5) م. ن.

(6) م. ن.

(7) م. ن.

(8) م. ن.

(9) م. ن.

(10) م. ن.

(11) تحف العقول، ص188.

(12) ميزان الحكمة، ج 2، ص 74.

(13) مكارم الأخلاق، 274.

(14) المحجة البيضاء، ج 3، ص110.

(15) م . ن .

(16) نوادر الراوندي، 13.

(17) فردوس الأخبار، ج1، ص 362.

(18) الوسائل، ج20، ص118.

(19) تحف العقول، ص 83.

(20) حياة الرضا (عليه السلام)، ج1، ص 229.