1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

لا يظلم أحداً فيقع الظلم عليه وعلى أهله

المؤلف:  الشيخ توفيق حسن علوية

المصدر:  مائة نصيحة للزوج السعيد

الجزء والصفحة:  ص291ــ293

2024-10-19

176

الزوج السعيد هو الذي لا يظلم غيره ولا يدل غيره على الظلم لأنّ هذا الظلم سيرتد عليه يوماً، فإذا زنا بزوجات آخرين ربما يزني غيره بزوجته، وإذا ظلم الآخرين فربما يقع الظلم على زوجته وعياله.

ومما يدل على ذلك قوله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].

ونحن هنا نذكر قصتان:

1- يقال: إنه جاء رجل إلى آخر وقال له: إني ضربت زوجتي، فماتت من أثر الصدمة، بدون اختيار مني فماذا أفعل لأبرأ عند الناس وعند أهلها هذه المشكلة؟ قال له ذلك الرجل: إنَّ الأمر سهل، قف على باب دارك فإذا رأيت شاباً جميل المنظر، ادعه إلى دارك بحجة، ثم اقتل الشاب فجأة وضع الشاب ملاصقاً لزوجتك ثم اذهب إلى أهل الزوجة وائت بهم وقل لهم: إني دخلت الدار وإذا بي أرى زوجتي والشاب في حالة ممارسة الجنس ولذا قتلتهما، ويكون ذلك عذراً مقبولاً عند أهلها وعند الناس.

عمل الرجل بنصيحة الشخص المذكور، وبعد أن قتل الشاب الذي دعاه إلى داره ذهب وأخبر أهل الزوجة فجاءوا وأعذروه في قتله لهما، وازدحم الناس كل يأتي ويذهب إلى دار الرجل، ليسألوه عن القصد.

وفي ذلك اليوم فقد الشخص الناصح ولده وأخذ يفحص عنه هنا وهناك بلا جدوى، إذ لم يظفر له بعين ولا أثر، فجاء إلى هذا الرجل، وقال: هل رأيت ولدي؟

قال الرجل: لا.

قال الناصح: وهل عملت بما قلت لك في أمر زوجتك؟

قال الرجل: نعم.

قال الشخص: أخاف أن يكون ذلك الشاب الذي قتلته هو ولدي.

قال الرجل: لا أعلم.

قال الشخص: دعني آتي إلى المقتول لأراه.

فأذن الرجل للناصح، فإذا به يرى أن الشاب المقتول هو ولده بالذات فأخذ في البكاء والنحيب قائلاً: إن المقتول هو ولدي الوحيد، كان كل أملي من الدنيا.

وهكذا أخذ الظالم جزاءه.

وانتشر الخبر بين الناس، وأن الرجل قتل زوجته واحتال بقتل شاب تخلصاً من الجريمة، حتى وصل الأمر إلى السلطة فأحضروه، وأخيراً اعترف بالأمر، وأنه هو الذي قتل الزوجة وقتل الشاب، فأمرت السلطة بقتله، ولقي جزاءه في الدنيا مع الفضيحة والعار. فإذا رأى الإنسان شخصاً أو جماعة أو سلطة تظلم ولا تلاقي جزاءها، فليعلم أنه سبحانه وتعالى {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42] وذلك لمصلحة وحكمة... وفي الغالب يلاقي الظالم جزاءه في الدنيا ويفتضح قبل الآخرة أيضاً....

وإن أمهل الله الظالم فربما ولعل ...

ومن هذه القصة درس آخر، وهو أن الإنسان يجب عليه أن لا يشير على الناس بالظلم، فإن المشير حينئذ يكون أحد الظالمين أيضاً، فيأخذه وبال إشارته.

ومن أشار على أمر بغير هدى         يأتيه ما قال كفلاً غير منتقض(1).

2ـ ذكر أحد الخطباء أن شاباً كان يعد فتاة بالزواج وكانت تنتظر وعده - مع كثرة ما يتقدم إليها - وذات يوم قالت له: احسم أمر الزواج، فقال لها: غداً تذهبين إلى الأوتيل المعين هناك تجدين أمي وتتكلمين معها، وكان الشاب قد اتفق مع أصدقاءه على أن يكونوا في ذلك المكان ليعتدوا عليها، وفي الوقت المعين مرض شقيق الفتاة فاتصلت ـ عبر الهاتف ـ بأخت الشاب، وقالت لها: اذهبي إلى الأوتيل وقدمي اعتذاراً لأمك عني لأن أخي مريض، فذهبت اخت الشاب إلى المكان المذكور ودخلت الغرفة وهي لا تعلم بمكيدة أخيها، وإذا بالشباب يعتدون عليها، وبعد قليل جاء الشاب الذي دبر الحيلة وإذا به يفاجأ بأن الفتاة أخته، فما كان منه إلا أن قتل نفسه، وهكذا كان جزاء المكر {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43].

________________________________

(1) قصص وعبر ص280ــ282.