الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
هل يقتصر الذكاء (التفكير) على شعب دون آخر أو فرد دون آخر؟
المؤلف: إيهاب كمال
المصدر: شفرة النجاح
الجزء والصفحة: ص 148 ــ 151
2024-10-05
417
هذا ما يجيب عنه المفكر لويس البرتو ماتشادو، أول وزير للذكاء في العالم فيقول: ليس هناك شعب أذكى من شعب آخر، كما زعم دعاة العنصرية والفوقية على الدوام، وبنوا أمجادهم على ظلم باقي الشعوب.
وهذا المفكر الذي عين وزيراً للذكاء في فنزويلا، يؤكد أنه يمكن تعليم الذكاء لجميع أفراد الأمة. وأن تعليم الذكاء مساوٍ لتعليم التفكير: ومن أجل ذلك، يجب إعادة النظر في جميع مناهج التعليم وأساليبه، في عصر تفجرت فيه المعرفة، لدرجة أنه يصعب حتى على المتخصص، متابعة ميدان تخصصه.
الأمر الذي يحتم علينا اختيار ما هو أساسي لتزويد المتعلم به.
ويؤمن ماتشادو كذلك بأن الثروة الحقيقية هي التي تكمن في العقل وقدرات التفكير. يقول: ثروة العقول هي الثروة الحقيقية للأمة. فالأمة الذكية هي الأمة التي تفكر. ومثل هذه الأمة قادرة على توفير الحياة الكريمة لأبنائها. وقادرة أيضاً على درء الطغيان. فالأمة الذكية تلفظ الطغيان متى حل بها. وإن لم تستطع ذلك، فيجب تجريدها من صفة الذكاء.
ويلخص ماتشادو مسلماته بما يلي:
يمكن لكل فرد أن يكون ذكياً.
فالذكاء مهارة قابلة للتعلم، وهو حق طبيعى لكل فرد.
ويؤكد ماتشادو على ثلاثة أمور أساسية، يراها مرتبطة معا وفي غاية الأهمية، هي: الحرية، والعدالة، والذكاء. كما يصر على الدور التربوي في بناء مجتمع حي. وعادل، وذكي.
ويؤكد كذلك، أن العفري ليس رجلاً خارقاً، إذ يمكن لكل رجل عادي أن يكون ذلك الرجل الخارق.
أما مفهوم الذكاء عند ماتشادو، فهو التفكير. فالذكي هو الذي يفكر. وإن طريق الذكاء هو كل ما يجعل المرء يفكر على نحو أفضل.
وهذا يشمل المهارات الدراسية والقدرة الجيدة على حل المشكلات اليومية، والمحاكمة العقلية، وقدرة التحكم بالذات وغير ذلك.
هل يمكن تعليم التفكير الإبداعى؟
معظم الدراسات والأبحاث تؤكد أن تعليم التفكير أمر ممكن.
وفي هذا المجال، أعد معهد وايتمان في سان فرانسيسكو المشروع الرئيس للتفكير، وهو مشروع صمم لتنمية النماذج التربوية والتعليمية، التي ستسهم في إعداد الأفراد للتفكير بطريقة إبداعية، في المستقبل وفي العالم.
وهذا أمر هام جداً، إذ لا يجب أن نكتفي بأن نساعد بعض الأفراد على اكتساب مهارات التفكير العليا، وإنما علينا أن نساعد جميع الأفراد على ذلك.
لذا، فإن من الأهمية بمكان البدء بالنشء، وذلك بإتاحة الفرصة لهم، لممارسة التفكير الفعال والمبدع، الذي يعود عليهم وعلى مجتمعهم، وعلى الإنسانية كلها بالخير، من خلال المناهج التي يتعلمونها يومياً.
فهم بناة المستقبل وقادته، وبأيديهم المشعل، الذي ينيرون به الطرق لمن يسيرون معهم، ولمن يتبعونهم. وهم أيضاً الذين يملكون أدوات التغيير في كل من مجتمعهم المحلى ومجتمعهم الإنساني.
وفي هذا المجال، يؤكد روث (Roth.H) قائلاً: (ينبغي على المدرسة أن تكون المكان الذي يتم فيه تطوير المواهب وتحريضها، وأن علاقة المواهب بالتعليم أكثر أهمية من ارتباطها بالنضج وبالوسط المحيط، وهذا ما يجعل طرائق التعليم تضطلع بدور جديد يتصف بالدلالة والنموذجية).
ومن الجدير ذكره، أن الإبداع في سن مبكرة، يكون مؤشراً لإبداع حقيقي في وقت لاحق.
ولكن، هل يمكننا تعليم التفكير؟ وكيف؟
يجيب ماتشادو عن هذا السؤال، فيقول:
- نعم. يمكن لكل فرد أن يكون ذكياً. فالتفكير مهارة. أي أنه قابل للتعلم والاكتساب. وتعلم التفكير هو تعلم الذكاء، وإن التربية هي طريق الأمة لرفع درجة ذكائها.
ويؤيد ماتشادو في آرائه حول الذكاء، دي بونو. فهو يقول: إن التفكير مهارة، ومن ثم فإنه قابل للتعلم.
أما المربي الكبير ل. رون هابارد، فيؤكد بدوره أنه يجب علينا أن لا نكتفي بعدد قليل من المتعلمين الأذكياء، وإنما علينا أن نغير نظام التعليم من أساسه، ليتحقق التعليم للجميع في القرن الحادي والعشرين.
والتعليم الذي يدعو إليه رون هبارد يشمل تعلم الذكاء وتعلم الأخلاق والقيم الإنسانية، على حد سواء.