x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

الشباب ومشكلة تناول المخدرات

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 164 ــ 167

2024-05-14

376

إن من المشكلات الكبرى، والآفات الإجتماعية والصحية والأمنية التي تعاني منها الحضارة المعاصرة، والإنسان غير الطبيعي هي مشكلة المخدرات، واللجوء إلى إستخدامها، والإدمان عليها.

وتؤكد الإحصاءات التي تقوم بها المعاهد والجهات المختصة، أن من مشكلات المراهقين الشباب المعقدة ذكوراً وإناثاً هي مشكلة تناول المخدرات.

فلهذه المواد آثارها المدمرة ونتائجها السلبية الهدامة في مجال الصحة الجسدية، والنفسية، والإقتصادية، وفي مجال الجريمة والانحراف السلوكي العام. والتأثير سلباً على الإنتاج والعلاقات الأسرية والإجتماعية.

فالمخدرات آفة تدمر طاقة الإنسان وقواه العقلية والنفسية وتسقط وجوده الإجتماعي. و تشل قدرته، فيتحول إلى عالة، ومشكلة في المجتمع، ويصبح وجوده غير مرغوب فيه.

وبعبارة أخرى: إن مشكلة تناول المخدرات تتولد منها عدة مشكلات حتى يصبح المدمن عليها هو بنفسه مشكلة.

وقد بُذلت جهود كبيرة من قبل مؤسسات إصلاحية وإعلامية ضخمة لمكافحة هذه المشكلة وإنقاذ الإنسان من شرورها لا سيما جيل الشباب والمراهقين.

وقد صدرت عدة قوانين، وابرمت عدة اتفاقات دولية، وعقدت عدة مؤتمرات لمكافحة المخدرات على مستوى الإنتاج والمتاجرة والتعاطي، إضافة إلى ما تقوم به بعض الحكومات الحالية من جهود للقضاء على هذه الآفة الخطيرة.

وليس هذا فحسب، بل وقد بذلت جهود علمية كبيرة من قبل علماء الطب والإجرام والكيمياء وعلماء الإجتماع وغيرهم، لدراسة ظاهرة تناول المخدرات، والإدمان عليها، وتأثير ذلك على الصحة الجسدية والسلوك والشخصية والمجتمع والاقتصاد أيضاً. فكانت كلها تسير باتجاه واحد وهو إنقاذ الإنسان والمجتمع من شرور المخدرات.

وبالتالي انتهت الأبحاث العلمية، ودراسات العلماء والمختصين في شتى الحقول إلى ما قررته الشريعة الإسلامية من تحريم تناول الكحول والمخدرات، والمعاقبة على تناولها.

وتعتني الدول والمؤسسات الإصلاحية بإعادة تأهيل المدمنين ومتعاطي المخدرات مهنياً واجتماعياً، لإعادة الإعتبار الأدبي للشخص المدمن ودمجه في الحياة الطبيعية، من حيث الإنتاج، والعلاقات الإجتماعية والسلوك السوي المقبول، بعد الإنحراف السلوكي والمفارقات السلوكية الشاذة.

وحين تتظافر جهود العلماء، والإعلاميين والأسرة، والمدرسة، والقانون، والسلطة، والمؤسسات الإصلاحية لإنقاذ الإنسان من هذا الوباء الخطير، فالشاب هو الأولى بإنقاذ نفسه وإنقاذ شخصيته - إن بقيت له شخصية - من الانهيار، وإنقاذ سلوكه من الإنحراف والسقوط الإجتماعي، وتعريض صحته وحياته للخطر، وتحوله إلى عالة على المجتمع ينظر إليه بازدراء. لخروجه على القانون والقيم الاخلاقية فيجني على نفسه بإسقاط شخصيته، وتعريض وجوده للخطر.

وقد حرمت الشريعة الإسلامية تناول الخمور، كما حرمت تناول المخدرات لضررها بالعقل والنفس والجسم والمال.

وفرضت عقوبات صارمة على متناولها. حماية للصحة الفردية وللمجتمع من شرور هذه الآفات وما تقود إليه من جرائم القتل والاغتصاب، والسرقة والمشكلات الأسرية، والآثار التربوية السلبية السيئة على الأبناء الناشئين في ظل الآباء المدمنين من متناولي الكحول والمخدرات الأخرى.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90].

وأنت ترى عزيزي الشاب أن القرآن الكريم إعتبر الخمر رجساً، وعملاً شريراً، يجب اجتنابه كما اعتبره من الأسباب المؤدية إلى النزاع والتخاصم، والمشكلات الأمنية التي عبر عنها بالعداوة والبغضاء.

قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91].

والميسر في الآيتين يعني: القمار بمختلف أشكاله.

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (كل شراب أسكرَ فهو حرام) (1) أي أن مدار الحرمة هو مسكرية الشراب. ولذا ترى الإسلام العظيم يلتفت إلى الخطر المتأتي من تناول هذه المادة الفتاكة فيحرم صناعة الخمر وبيعه وشراءه وشربه، بل وبيع المواد التي يصنع منها إذا علم البائع أنها مشتراة ليصنع منها الخمر.

والإهتمام التربوي والإعلامي والتثقيفي على حرمة الخمر وتناول جميع المخدرات وخطرها على الحياة إنما يقوم على أساس حفظ الحياة البشرية ودفع الشرور عنها.

وقد تصرف مليارات الدولارات على تناول هذه المواد المحرمة كل عام في العالم. ولو وظفت هذه المبالغ الضخمة في مكافحة الفقر والأمية وتوفير الخدمات الصحية وتأهيل المراكز العلمية للإنسان لكان أولى وأفضل من تبذيرها وإتلافها الذي يقف وراء شقاء ملايين الأسر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ أسد الغابة، 1 / 123.