x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
فوائد الزواج / أسمى من صلاة الليل
المؤلف: الأستاذ مظاهري
المصدر: الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة: ص157ــ160
2024-04-18
823
إن إحدى فضائل تشكيل الأسرة، وتربية الأبناء هو أنها أسمى من أيّة صلاة مستحبة، أي يمكن القول بأنها أسمى من صلاة الليل بالرغم من أن صلاة الليل مهمة جداً، وإن القرآن وعد بإعطاء المقام المحمود للذي يصلّي نافلة الليل والناس نيام:
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79].
أما الثواب الذي يمكن أن يكون أسمى من ثواب قيام الليل هو قيام المرأة في قلب الليل لترضع طفلها، أو لهدهدته حتى ينام، أو قيام تلك السيدة في منتصف الليل من أجل مداراة زوجها، أو قيام زوجها من أجل مداراتها.
جاء في الخبر أن الرجل يغفر له جميع ذنوبه إذا اغتسل غسل الجنابة، وكذا الأمر بالنسبة لزوجته حيث يغفر الله لها ما تقدم من ذنبها وما تأخّر حينما تغتسل.
والجدير بالذكر أن بعض الروايات تتعرض إلى مسألة الغسل فتذكر بأن كل قطرة تسقط إلى الأرض من جسم الرجل أو امرأته بعد الغسل تضحى ملكاً يستغفر لهما يوم القيامة. وإذا ما حملت المرأة كانت أنفاسها عبادة، ونومها عبادة، ومشاكل حملها عبادة، وعندما تلد ولداً مجرداً من المعاصي تضحى هي الأخرى مجرّدة عن المعاصي بعدما يغفر الله جميع خطاياها.
أيتها السيدة! احذري من أن يخالط عملك عمل لا يرضى الله به، أحذري أن تعصي الله من خلال عدم التزامك بما يقوله لك زوجك، واعلمي بأن طاعة الزوج واجبة ولازمة، وأنت أيها الرجل! ينبغي لك أن تعلم بأن مساعدة الزوجة في الأمور المنزلية فيه الثواب والأجر الجزيلان.
جاء في الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل إلى بيت عليّ (عليه السلام) فرآه ينظف عدساً، فأخبره (صلى الله عليه وآله) بأن مساعدة الزوجة فيه الثواب الكثير ثم قال وقال حتى بلغ بذلك ثواب الشهيد.
أخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيد الأنصارية أنّها أتت النبيّ صلى الله عليه وآله وهو بين أصحابه فقالت: (بأبي أنت وأمي! إني وافدة النساء إليك، واعلم ـ نفسي لك الفداء ـ أنّه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنّا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنّا معاشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقتضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضّلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحجّ بعد الحجّ، وافضل من ذلك الجهاد في سبي الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربّينا لكم أموالكم فما نشارككم من الأجر يا رسول الله؟.
فالتفت النبيّ صلى الله عليه وآله وأصحابه بوجهه كله ثم قال: (هل سمعتم مقالة قطّ أحسن من مسألتها من أمر دينها من هذه؟) فقالوا: يا رسول الله ما ظنّنا أن امرأة تهتدي على مثل هذا!.
فالتفت النبيّ صلى الله عليه وآله إليها ثم قال لها: (انصرفي أيتها المرأة وأعلمي مَن خلفك مِنَ النساء أن حُسن تبعّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كلّه.
(فأدبرت المرأة وهي تهلّل وتكبّر استبشاراً)(1).
وجاء في الخبر أن المرأة التي تطهو وتنظف وترتب الأمور في بيتها لها مثل ثواب الشهيد، ولا تظن امرأة بأن الثواب يقتصر على الذهاب إلى مكة فقط.
قالت لي إحدى النساء: توسط لي في الذهاب المستحب إلى مكة! فقلت لها إذا كنتِ ترومين ثواب سبعين حجة فما عليك إلاّ أن تُنفقي أموالك هذه التي تريدين بها مكة للفقراء والضعفاء والمساكين، وعندها تغيّر لونها وقالت لي: كلا، لن أفعل ذلك، فإن كان فيك قدرة على ذلك فافعل، وإلاَّ فلا تتحدث أكثر من طاقتك!
قال الإمام الباقر محمد بن عليّ عليه السلام:
(لأن أعول أهل بيت من المسلمين، وأشبع جوعتهم، وأكسو عريهم، وأكفّ وجوههم عن الناس، أحبّ إليَّ من أن أحجّ حجَّة، وحجّة، وحجّة، حتى انتهى إلى عشرة ومثلها، ومثلها، ومثلها، حتى أنتهي إلى سبعين)(2).
إن الذي يكدّ على عياله، ويسعى جاهداً من أجل جلب لقمة العيش إليهم يمكن أن يعتبر كالمجاهد في سبيل الله تبارك وتعالى (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)، وإن من تبسم بوجه زوجه، وشكرها على ما تقوم به من أعمال يومية في المنزل أضحت له كحور العين في جمالها وخصالها، ولا تظنوا أن حور العين كنساء الدنيا، كلا، إنهن أسمى وأرفع من ذلك كثيراً وإن الواحدة منهن لو خرجت إلى الدنيا، لما احتاج الناس بوجودها على شمس أو قمر.
وكذا الأمر بالنسبة للزوجة التي تستقبل زوجها بوجه حسن، وثغر باسم، وبكلام مؤدب ولطيف ينسيه التعب الذي كان يعاني منه قبل لحظات.
جاء في الخبر أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) رأى في ليلة المعراج أن بعض الملائكة في الجنة جلسوا جانباً بدون عمل، وبعضهم يعمل قليلاً، ثم يركن جانباً، فسأل (صلى الله عليه وآله) جبرئيل (عليه السلام) عن ذلك فأجاب بأنهم ينتظرون قدوم مواد البناء من الحياة الدنيا.
لذا ينبغي القول بأن العمل الصالح، الإنفاق، والتصدق وما على ذلك يمكن أن يحتسب مواد بنائية، تستعمل في بناء القصور والدور والمساكن التي تعدّ للخيّرين المحسنين.
_______________________________
(1) الدرّ المنثور ج2، ص153.
(2) بحار الأنوار ج99، ص5.