1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

حب الانسانية

المؤلف:  جماعة من العُلماء

المصدر:  نحو حياة أفضل

الجزء والصفحة:  ص 61 ــ 63

2024-03-26

839

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده محمد بن الحنفية:

(وأحسن إلى جميع الناس كما تحب ان يحسن إليك وارض لهم ما ترضاه لنفسك واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك).

ان التمدن في عصرنا الحاضر يشبه تمثالاً له مظهران يبدو أحدهما تمثالاً جميلاً رائعاً يخلب الألباب في حين يبدو الآخر وجوداً وحشياً هائلاً.

فقد رأينا في المئة سنة الأخيرة أن التقدم الصناعي والعلمي حقق - بصورة سحرية - أعمالاً كانت مستحيلة ظاهراً فحير الفكر الإنساني وجلب كثيراً من الراحة الجسمية للبشرية

في حين انه أنساها الفضائل الإنسانية بل قد حطم تلك الفضائل تحت وطأة عجلاته الضخمة.

إذن ففي عصرنا الحاضر، إذا لم يعد أي أثر لذلك التعب والآلام الجسمية للعصور القديمة، فانه في قبال ذلك فقدنا أيضاً آثار الفضيلة والشرف والعواطف الأصيلة كالحب والتضحية والاستقامة والصدق، والأمانة والوفاء والايثار والتواضع وأمثال ذلك.

ومن هنا فان التمدن الحاضر لم يفشل في مهمة قيادة البشرية التائهة في بحر الحياة الواسع إلى ساحل السعادة فحسب بل انه خلق العواصف في طريقها، وأغرقها في التيه.

ان دنيانا الحاضرة قد خلطت بين الراحة الجسمية والسعادة الواقعية وظنت ان إحداها عين الأخرى، وغضت النظر عن نصف الإحتياجات البشرية الأصيلة ... في حين اننا انما نتوقع السعادة حينما يستجاب لكل الإحتياجات الإنسانية فتشبع بشكل صحيح.

وتعتبر عاطفة حب الإنسانية إحدى ضحايا التمدن الحالي. فان هذه العاطفة التي تعتبر العنصر المحرك للحياة الإنسانية الحية قد فقدت مع الأسف في عالمنا الحاضر أية قيمة حقيقية.

فإن الحياة الميكانيكية الحالية - التي وفرت للإنسان كل وسائل اللذة والمتعة الجسمية - لم تمنح الإنسان فرصة التفكير في الآخرين فضلاً عن اقامة الروابط العاطفية معهم، وتقديم فروض المحبة لهم.

يقول أحد علماء النفس والاجتماع المعروفين: ان الإنسان اليوم قد عاد غريباً عن ذاته وأبناء جنسه والطبيعة وقد تبدل إلى سلعة وجعل طاقته رأسمالاً يجب ان يدخل تحت قوانين العرض السوقي فيحصل من خلاله على الربح الأكثر. ان الروابط الإنسانية (اليوم) شبيهة بالروابط بين الأناس الآليين (أي الآلات التي أنتجتها المعامل على غرار البشر) تلك الروابط الغريبة عن ذاتها.

فإذا رأينا المجتمع الإنساني الحالي مبتلى أشد الإبتلاء والقلق، ولا يستطيع ان يجد له طريقاً إلى السعادة فان احدى علل ذلك، هذه الغربة التي يعيشها الإنسان الحالي والبعد عن الآخرين فهو لا يفكر الا بنفسه ولنفسه لا غير.

ومن هنا فلا بد ان تنمى وتقوى عاطفة (الحب) في الإنسان المربي. وإذا كبتت هذه الغريزة فيه، ولم يشبع هذا الاحتياج الإنساني الأصيل فان ذلك سيؤدي إلى أنواع كثيرة من الشقاء البشري وبشكل لا يمكن جبره وسده.

فان أول الآثار التي سيبتلى بها هو تغريبه الإنسان عن ذاته وعن الآخرين وصوغه إنساناً وحيداً، وفي الظل المشؤوم لهذه الغربة عن الذات تبدو كل الاختلالات والأمراض الروحية، والإجتماعية واللاانتماء، والعجز والتقوقع، والتشاؤم وفقدان كل القيم والمعتقدات.

وعلى هذا فإذا أراد المجتمع الوصول إلى السعادة فان طريقها يكمن في تربية طاقة الحب للآخرين في الناس، وإذا قويت هذه الطاقة وترسخت في الإنسان فانه سوف لا يحب الآخرين فحسب بل وسترضى احتياجاته الغريزية، وسوف يقع هو بدوره مورداً لحب الآخرين. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي