x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

العبرة من مراث أخرى

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج5، ص: 154-156

2023-12-02

770

العبرة من مراث أخرى

وأما قصيدة ابن عبدون الأندلسي التي رثى بها بني الأفطس وذكر فيها كثيراً من الملوك الذين أبادهم الدهر وطحنهم برحاه وصيرهم أثراً بعد عين ففيها ما يوقظ النوام، وأولها:

الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور

وبالجملة فالأمر كما قال ابن الهبارية:

الموت لا يبقي ... أحد لا والداً ولا ولد

مات لبيد ولبد ... وخلد الفرد الصمد

{كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} ، اللهم اختم لنا بالحسنى، وردنا إليك رداً جميلاً.

وتذكرت هنا أيضاً مرثية على روي مرثية المنجنيقي السابقة منها:

أين أهل الديار من قوم نوح ... ثم عاد من بعدهم وثمود

بينما هم على الأسرة والأن ... ماط أفضت إلى التراب الخدود

ثم لم ينقض الحديث ولكن ... بعد ذا الوعد كله والوعيد

وأطباء بعدهم لحقوهم ... ضل عنهم سعوطهم واللدود

وصحيح أضحى يعود مريضاً ... وهو أدنى للموت ممن يعود

وما أحكم قول السلطان أبي علي ابن السلطان أبي سعيد المريني يخاطب أخاه السلطان أبا الحسن وقد حصره بسجلماسة حتى أخذه قسراً:

فلا يغرنك الدهر الخئون فكم ... أباد من كان قبلي يا أبا الحسن

الدهر مذ كان لا يبقي على صفة ... لا بد من فرح فيه ومن حزن

أين الملوك التي كانت تهابهم ... أسد العرين ثووا في اللحد والكفن

بعد الأسرة والتيجان قد محيت ... رسومها وعفت عن كل ذي حسن

فاعمل لأخرى وكن بالله مؤتمراً ... واستعن بالله في سر وفي علن

واختر لنفسك أمراً أنت آمره ... كأنني لم أكن يوماً ولم تكن

ودخل السلطان أبو الحسن سجلماسة عنوة على أخيه السلطان أبي علي عمر سنة 734، وجاء به في الكبل لفاس، ثم قتله بالفصد والخنق في ربيع الأول من السنة، وكان القبض عليه في محرم، رحمه الله تعالى.

ومما وجد مكتوباً على قصر بعض السلاطين:

قد كان صاحب هذا القصر مغتبطاً ... في ظل عيش يخاف الناس من باسه

فبينما هو مسرور بلذته ... في مجلس اللهو مغبوط بجلاسه

إذ جاءه بغتة ما لا مرد له ... فخر ميتاً وزال التاج عن راسه

رجع إلى أخبار ابن الخطيب - رحمه الله تعالى - قلت: وقد زرت قبره مراراً رحمه الله تعالى بفاس المحروسة فوق باب المدينة الذي يقال له باب الشريعة، وهو يسمى الآن باب المحروق، وشاهدت موضع دفنه غير مستو مع الأرض، بل ينزل إليه بانحدار كثير، ويزعم الجل من عوام فاس أن الباب المذكور إنما سمي بباب المحروق لأجل ما وقع من حرق لسان الدين به حين أخرجه بعض أعدائه من حفرته كما مر، وليس كذلك، وإنما سمي باب المحروق في دولة الموحدين، قبل أن يوجد لسان الدين ولا أبوه، بسبب ثائر ثار على الدولة، فأمسك وأحرق في ذلك المحل، والله غالب على أمره. وحصل لي من الخشوع والحزن عند زيارة قبره - رحمه الله تعالى - ما لا مزيد عليه، جعل الله تلك المحن كفارة وطهرة، فإنه كان آية الله علماً وجلالة وحكمة وشهرة.