مخادعة معاوية للأشعث
المؤلف:
السيد محسن الامين
المصدر:
أعيان الشيعة
الجزء والصفحة:
ج2,ص279
18-10-2015
4034
دعا معاوية أخاه عتبة بن أبي سفيان وكان لا يطاق لسانه فقال الق الأشعث بن قيس فإنه ان رضي رضيت العامة فلقيه فقال إن معاوية لو كان لاقيا رجلا غير علي للقيك انك رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن وقد سلف من عثمان إليك ما سلف من الصهر والعمل ولست كأصحابك اما الأشتر فقتل عثمان واما عدي فحرض عليه واما سعيد فقلد عليا دينه واما شريح وزحر بن قيس فلا يعرفان غير الهوى وانك حاميت عن أهل العراق تكرما وحاربت أهل الشام حمية وقد بلغنا والله منك وبلغت منا ما أردت وانا لا ندعوك إلى ترك علي ونصر معاوية ولكنا ندعوك إلى البقية التي فيها صلاحك وصلاحنا فقال الأشعث اما قولك ان معاوية لا يلقى الا عليا فان لقيني لما عظم عني ولا صغرت عنه فان أحب ان أجمع بينه وبين علي فعلت واما قولك اني رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن فان الرأس المتبع والسيد المطاع هو علي بن أبي طالب واما ما سلف من عثمان إلي فوالله ما زادني صهره شرفا ولا عمله عزا واما عيبك أصحابي فان هذا لا يقربك مني ولا يبعدني عنهم واما محاماتي عن أهل العراق فمن نزل بيتا حماه واما البقية فلستم بأحوج إليها منا وسنرى رأينا فيها فلما بلغ معاوية كلام الأشعث قال يا عتبة لا تلقه بعدها فان الرجل عظيم عند نفسه وإن كان قد جنح للسلم وشاع في أهل العراق ما دار بين عتبة والأشعث فقال النجاشي يمدح الأشعث :
يا ابن قيس وحارث ويزيد * أنت والله رأس أهل العراق
أنت والله حية تنفث السم * قليل منها غناء الراقي
أنت كالشمس والرجال نجوم * لا يرى ضوؤها مع الاشراق
قد حميت العراق بالأسل السمر * وبالبيض كالبروق الرقاق
وأجبناك إذ دعوت إلى الشام * على القب كالسحوق العتاق
وسعرنا القتال في الشام بالبيض * المواضي وبالرماح الدقاق
وأدرنا كأس المنية في الفتنة * بالضرب والطعان الدفاق
كلما قلت قد تصرمت الهيجاء * سقيتها بكأس دهاق
أنت حلو لن تقرب بالود * وللشامتين مر المذاق
بئس ما ظنه ابن هند ومن مثلك * للناس عند ضيق الخناق
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة