x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

عادات المغول.

المؤلف:  عباس اقبال.

المصدر:  تاريخ المغول منذ حملة جنكيز خان حتى قيام الدولة التيمورية.

الجزء والصفحة:  ص 114 ــ 122.

2023-05-26

1418

كانت طوائف التتار والمغول التي اجتاحت ممالك آسيا الشرقية والوسطى والغربية بقيادة جنكيز خان ثم مدت هيمنتها إلى حدود البحر المتوسط وأوربا الشرقية والوسطى تنتمي إلى قبائل شتى. وكانت هذه القبائل التي تنتمي إلى الجنس الأصفر بمختلف أفرعه قبل ظهور جنكيز والاستقرار في البلاد المتحضرة العامرة تعيش على البداوة والترحال الدائم من مكان إلى مكان آخر، وكانت حياتهم في غاية البساطة والصعوبة. وفي هذا النوع من الحياة خاصة حين يفتقر الناس إلى الاستعداد وإلى وسائل الحضارة، لا مكان لسكنى المدن وهدوء الطباع؛ بل يمارس الناس حياتهم في سعي دائم وتنقل مستمر بين أماكن الصيف والشتاء والغزو والإغارة على أهل الحضر أو على البدو الآخرين. فكانت الحرب وعادات التسلط والسيطرة هي الشغل الشاغل لكل رجل وامرأة، وكان تعلم هذه العادات منذ الصغر ضرورة من ضرورات الحياة عندهم. والحكم والأمر في هذا النوع من القبائل يكون بيد من يتميز هو أو أبوه عن أقرانه بالعقل والتدبير والقوة ويحتوي الآخرين تحت نفوذه بالحنكة وسفك الدماء وتطبيق الأحكام الصارمة، وكلما قل استعداد المحكومين لتقبل النصائح وفهم المصالح زادت الحاجة إلى الشدة والقسوة. وفي هذه الحالة، فإن الحاكم أو خان القبيلة إذا بدا منه أقل قدر من الضعف والتردد ضاعت دولته وحل محله من هو أقوى وأشد قسوة أو انهار أساس اتحاد القبيلة تماماً. وكان جنكيز خان من الزعماء الذين تمكنوا من احتواء قبيلة الأجداد بقوة السيف وحسن التدبير وسن الأحكام المتعددة، بل إنه فرض سطوته على سائر قبائل الترك والمغول ووحد كل هذه الشعوب في ظل حكومة واحدة بعد أن كانت تعيش في حالة تناحر ونزاع دائمين، فجمع شتاتهم من أجل تنفيذ هدف أكبر. في بداية حملة جنكيز خان، كانت الأغلبية بين رفاقه من المغول الأصليين بالطبع؛ إلا أن هذه الطائفة لم تكن كثيرة العدد في البداية، وكان عددها يقل مع كل حرب تخوضها. ولتعويض خسائر جيشه، كان جنكيزخان يتخير جنوداً جدداً من بين سكان الممالك المفتوحة خاصة من يتصل منهم بصلة عرقية أو أخلاقية بالمغول (كطوائف النايمان والكرائيت والتنجـغـوت وأتراك قبچاق وقنقلي وقرلق والأويغور) ويخضعهم لحكمه وأحكامه وتنظيماته، إلى أن فاقت هذه العناصر الخارجية المغول الأصليين من حيث العدد وأصبحت الأغلبية في جيش جنكيز للأتراك والمغول المغلوبين. والمقصود بعادات المغول تلك العادات والتقاليد السارية بين هذه الطوائف المختلفة والتي اقتبسها أبناء جنكيز عن الأتراك والمغول المغلوبين بعد دمجهم في حكمهم وأضفوا عليها الطابع الرسمي بعد تعديلها ودمجها في عاداتهم القومية. وقد كانت أوضاع الحياة العامة لشعوب المغول والترك واحدة وذلك بسبب وحدة العرق والبداوة. لذا فقد جمعت بينها عادات واحدة تقريباً، ونادراً ما نجد بين إحدى عشائرهم عادة غير معروفة عند سائر العشائر. وبعد انتصار المغول على إيران والصين وبدء اعتيادهم على سكنى المدن حدثت تحولات جذرية في عادات المغول. ومع أن الصورة الظاهرية تحتم إحلال عادات الغزاة محل عادات البلاد المغلوبة، إلا أن العكس هو الذي حدث في هذه الحالة، فبعد جيلين من حكم المغول خضع أحفاد جنكيز لعادات الرعايا المغلوبين تماماً وانزوت عقائد الأجداد وتقاليدهم؛ فثار الوزراء والمستشارون وأرباب الفنون من الصينيين والفرس والأويغور والمسيحيين بقوة التدبير للهزيمة التي أخضعتهم للمغول بقوة السيف، وفرضوا عليهم لغاتهم ودياناتهم وأصول حكمهم. فحين تتصادم أمتان بينهما اختلاف جذري من حيث الاستعداد الفطري وأسلوب الحياة تكون الغلبة لمن تستند قوة تدبيرها وفن إدارتها وسياستها وأسس حياتها الفكرية والروحية على الواقع تدعمها في ذلك الآداب العريقة والماضي التاريخي الممتد الذي يصل بينها وبين تراثها برباط وثيق. أدى الغزو المغولي إلى محو العديد من مدن الصين وما وراء النهر وإيران والعراق والشام وقتل العلماء وأهل الفضل وتدمير ملايين المجلدات من الكتب النفيسة؛ إلا أنه لم ينجح في من القضاء على الشعبين الصيني والإيراني أو على لغات هاتين الأمتين القديمتين وآدابهما؛ بل نفخ الروح في شعلة القوميتين الفارسية والصينية التي خفتت لفترة من الزمن نتيجة لغارات البدو الرحل، وجعل من أحفاد جنكيز دعاة لنشر الدين الإسلامي والبوذية وآداب اللغتين الفارسية والصينية وقطع صلتهم بالمخيم القديم وببني جنسهم الأصلي تماماً. ولا ينبغي أن ننسى أيضاً أن تخلي أمة من الأمم عن عاداتها وقبولها لعادات أمة أخرى ليس أمراً يحدث بين يوم وليلة؛ بل يحدث على مدى جيل أو جيلين. ومهما بذلت المحاولات في هذا الصدد فإن للزمن دوراً كبيراً فيه. وقد تمتزج عادات الغالب بعادات المغلوب وتكون المحصلة نشأة عادات أخرى جديدة. صحيح أن عادات المغول بعد فتحهم للممالك ذات الحضارة قد خضعت لعادات أهل الحضر، إلا أن كثيراً منها مما لا يتحتم التخلي عنه (كقبول دين المغلوبين) أو ما يتصل بتعلق المغول مثلاً بخانهم الأعظم (كالياسا الجنكيزية) قد ظل سارياً بل انتقل إلى المغلوبين أيضاً. ونشير فيما يلي إلى بعض من العادات والتقاليد التي كانت سارية أيام حكم أبناء جنكيز لإيران، ونؤجل الحديث عن تأثير العادات الإسلامية والفارسية في المغول إلى موضع آخر. لما كان أتباع جنكيز خان ينتمون لطوائف شتى من عشائر المغول والتتار، فلا سبيل لإدراجهم جميعاً تحت مسمى واحد من حيث الصفات العرقية؛ بل يجب القول إن جنود جنكيز كانت بينهم بعض الاختلافات من حيث الشكل وطول القامة ولون البشرة وشكل الأنف والجمجمة ولو أنهم يُذكرون جميعاً تحت اسم واحد. هناك سمات عرقية ظاهرية تجمع بين كل شعوب المغول والتتار وتميزهم عن سائر الشعوب غير المغولية. فالتتار بصورة عامة يتميزون بالآذان الكبيرة وقلة شعر الرأس واللحية وامتلاء الوجه وتجعد البشرة وبروز الوجنتين واتساع ما بين العينين وكبر حجم الجفون والعينين اللوزيتين. ومتوسط الطول بين التتار يتراوح بين 164 / 1 و684/1 متر. ولون شعرهم أسود ولون بشرتهم أصفر وأنوفهم مفلطحة ومفتوحة المنخارين. ويميل لون عيونهم إلى الزرقة ومن التتار، خاصة ذرية يسوكاي بهادر والد جنكيز خان الذي كان ينتمي إلى عشيرة قيات من يتميزون بزرقة العينين ويعرف من له هذه الصفة عند المغول باسم بورجقين أي الأشهل. والمقصود بقبيلة بورجقين قيات أبناء يسوكاي بهادر وذريته. كان هدف جنكيز خان هو إخضاع عشائر المغول لحكمه ليتمكن عن طريق هؤلاء البدو من إخضاع الحضر من. سكان المدن. لذا فإنه لم يول اهتماماً بعادات أهل الحضر؛ بل إنه كان: يمنع ا من سكنى المدن، ولم يكن هو نفسه يهتم إلا بالعودة إلى موطن أجداده الأصلي والاحتفاظ بأسلوب الحياة البدوية نفسه. كان المغول على عادة البدو عامة يسكنون الخيام وكانوا يطلقون على مخيماتهم الصيفية أو الشتوية اسم "يورت أو أردو. (1) وحتى بعد إخضاع البلاد ذات الحضارة والحاجة إلى الإقامة في العواصم استمروا في اختيار مواضع للصيف وأخرى للشتاء يرحلون إليها بحشمهم وخيولهم. وكان هناك أشخاص يعرفون باسم يورتجي يتم إرسالهم إلى الضواحي لاختيار المكان الذي يناسب الخان وحاشيته حيث ينصبون خياماً من الشعر أو اللباد. وكان أقرباؤه أيضاً يسكنون تحت خيام مماثلة أو أكواخ تصنع من أفرع الشجر وأوراقها حول مخيم الخان. وبعد انقضاء الفصل والرحيل عن المخيم، كانوا يحرقون كل ما لا يمكن نقله كالأكواخ الخشبية وما إلى ذلك. وكانت المخيمات الصيفية والشتوية لخوانين المغول بمثابة مدينة ضخمة؛ فإلى جانب كثرة الخيام والأكواخ والكثافة السكانية، كان الخان يصطحب في ركابه كثيراً من الناس من كاتب وقاض وقواد عسكريين وحرفيين وتجار وكان الحرفيون وأهل الصنائع والتجار يبيعون بضاعتهم ويشترون ويلبون كل احتياجات المخيم. وكان خوانين المغول في هذا النوع من المخيمات غالباً ما يستدعون أمراءهم وأقرباءهم للمشورة في الأمور المهمة كاختيار زعيم العشيرة والفتوحات المهم عن طريق مبعوثين يعرفون باسم إيلجي؛ وكان هذا النوع من مجالس الشورى يعرف باسم قوريلتاي. وكانت عادة المغول أن أصغر أبناء الخان نادراً ما يغادر المخيم الأصلي للأجداد ولا نصيب له في أملاك أبيه أو إخوته. وكل ما يمتلكه هو مخيم الأجداد بعد موت الخان، وهو ما حدث بعد وفاة جنكيز خان حيث آلت المنطقة المحيطة بنهري كيرولين وأنن إلى تولي أصغر أبنائه، وهو نصيب أقل من أنصبة سائر أبناء جنكيز. وربما كان سن أبناء الخان يشكل عاملاً في هذه القسمة. وكانت من عادات المغول تعدد الزوجات والمحظيات (2) وكانت عادة خوانينهم إذا انتصروا على ملك أو أمـيـر أو اتحدوا معه أن يتزوج الخان ابنته أو أخته، أو زوجته إن قتلوه، وهو ما كان: جنكيز خان يفعله حيث يقال إن تعداد زوجاته ومحظياته بلغ خمسمئة.

وبعد وفاة، المغولي خاصة إذا كان من الزعماء فإن زوجاته ومحظياته يورثن لأكبر أبنائه حيث يكون له الخيار في أن يتزوجهن أو يزوجهن لأصدقائه أو يعتقهن. ونظراً لتعدد الزوجات عند المغول فإن الأب يعطي الأولوية في ترتيب الأبناء لمن كانت لأمه الحظوة عنده فمن بين أبناء جنكيز التسعة كانت الأولوية للأبناء الأربعة الذين أنجبهم من يسونجين بيجي أعز زوجاته إليه، وقد ورثوا المناصب الكبرى بعد وفاة الأب. وكان مجموع الأبناء والأقارب والأهل الذين ينحدرون من نسل خان أو أمـيـر مـغـولـي واحـد يعرفون باسم أروغ، وتعرف العشيرة والرعايا الخاضعين لأمره باسم أولوس والمقصود بأولوس جنكيز الأربعة كل أهالي البلاد التي دانت بعد موته لأبنائه الأربعة جوجي وجغتاي وأقطاي وتولي. وكان الصيد من الأمور التي كان المغول يضفون عليها أهمية فائقة ويعتبرونها من ضرورات الحياة. فكان المغول إذا فرغوا من الحرب يقضون أوقات فراغهم في الصيد. وكان لترتيبات الصيد وفحص الفريسة وإبعاد الحيوانات والصيد الجماعي تقاليد وقواعد، وكانت بعض أحكام إلياسا التي سنها جنكيز خان تتعلق بذلك. من أحكام جنكيز خان أن يبذل المغول والتتار الجد والجهد في الصيد، فقد ورد عنه أن صيد الوحوش مما يناسب أمير الجيوش. وكان الصيد من المقدسات عند هذه القبائل. فكان مطلع فصل الشتاء موسماً كبيراً للصيد. فكانوا يبدؤون بإرسال الصيادين للتعرف على كثرة الفرائس أو ندرتها. وبعد معاينة المكان يقومون بتحريك ألف شخص طبقاً لقواعد الحرب نفسها من ميمنة وميسرة وقلب وجناح. وبعد شهر أو أكثر، تزدحم الصحراء أو الجبل بالناس حيث يخرج الخان أو الخوانين للصيد ومعهم صنوف الطعام والشراب. فيحاصر الناس الفريسة بهدوء حتى لا تفلت من الفخ، وإن حدث أن أفلتت الفريسة أجريت التحقيقات وكانوا يعتبرون ذلك من الواجبات ويعينون له أمير ألف وأمير مئة وأمير عشرة، وقد يقتل المتسبب في ذلك. وإذا حاد الطابور عن الخط المستقيم بالغوا في تأديب أفراده وعقابهم. وحين يقترب الطابور تتصل الجماعات ببعضها البعض، وحين يزداد اقتراباً يلتصق الأفراد ببعضهم البعض ويتوقفون. وحينئذ تمتلئ الحلقة بأنواع السباع والوحوش. ثم يبدأ الخان وعدد من مقربيه وحاشيته ويرمون بسهامهم ويصيدون. وحين يصيبه الملل يجلس على موضع مرتفع حيث يبدأ الأمراء والعوام في التقدم للصيد بينما يشاهدهم الخان. ويتم جمع الفرائس. وإن تعذر إحصاؤها يُكتفى بإحصاء السباع. والهدف من كل هذه الجلبة ليس مجرد الصيد، بل المقصود هو تدريب جموع الجيش على الرماية وركوب الخيل حتى يراعوا الحزم والحيطة في القتال وألا يغفلوا أو يتهاونوا. وظل هذا التـقـلـيـد سـارياً منذ بداية دولة المغول وحتى الآن. وكان جنكيزخان يبالغ في مسألة الصيد، وانتقل هذا الاهتمام الزائد إلى ابنه الأكبر جوجي. فنظراً لأهمية الصيد البالغة عند الأتراك، فقد رعاه جنكيزخان وورثها لابنه الأكبر) (من تاريخ ألفي وجهانگشاي جويني، ج1، ص19-20) وكان المغول يهتمون أيضاً بالمصارعة والملاكمة وكانوا يستمتعون بمشاهدة مبارياتهما، حتى إن خوانينهم كانوا يحتفظون بجماعة من ممارسيها وكانوا يجلبون المصارعين من بلاد الخطا والقبچاق. وحين دانت لهم ما وراء النهر وإيران أخذوا معهم جماعة من الرياضيين في هذين الفنين إلى منغوليا. وكان جوجي يهوى مشاهدة مصارعة النساء في خوارزم. ونظراً لجهل المغول وعدم اختلاطهم بالمتحضرين فقد كانت لهم معتقدات خرافية عديدة، فكانوا يرون أن للشياطين والسحر تأثيراً بالغاً في أحوال الإنسان وفي حياته. فكانوا يخافون السحر خوفاً شديداً، وكل من يتهم بممارسته يعذب عذاباً شديداً. وتضم إلياسا الجنكيزية أحكاماً مشددة ضد السحرة. وكان القادرون على كشف السحر ونقضه جماعة من الكهنة البوذيين يعرفون باسم بخشي أو توين ويعرف أهل السحر باسم قام وكانت عقيدة أهل السحر عندهم أن الشياطين مسخرون لهم وأن الأرواح الشريرة على الفة معهم، وبمراودة الشياطين والأرواح يمكنهم التنبؤ بالغيب. وكان المغول يؤمنون بقدراتهم، فلم يكونوا يشرعون في أمر إلا بعـد مـوافـقـة المنجمين. ومن أهم الوسائل التي كان السحرة يتبعونها في التنبؤ وتمييز الخير من الشر في الأمور وتحديد أثر السحر النظر في عظام الخراف. وكان بعض الخوانين على علم بهذا الفن. فكان يتم وضع عظام الكبش في النار حتى تتفحم. ثم يتفحصها الخان أو الساحر بدقة؛ فإذا خرجت من النار سليمة دون أن تتهشم فهذا معناه أن الخان موفق في أمره وأن الصلاح فيما استقر عليه. وإذا حدث وتهشمت العظام أو تفتتت أجزاء منها فإن الأمر المنشود له عواقب وخيمة ولا خير فيه. وكان جنكيز خان يولي هذا الأمر أهمية كبرى؛ وكان في عظائم الأمور إما أن يستشير يلوچوت ساي الذي مهر في هذا الفن أو يقدم عليه بنفسه حيث كان عليماً به. وكلمة بخشي لفظ سنسكريتي ويعني في الأصل الكاهن البوذي، وكان الزهاد منهم يعرف باسم توين. وبعد اختلاط المغول بشعب الأويغور الذي كانت جماعة منه تؤمن بالبوذية اتخذوا من هؤلاء الكهان كتاباً لهم. وإلى جانب قيامهم بتعليم المغول الخط الأويغوري، استطاعوا اجتذاب عدد من المغول إلى الوثنية البوذية وتقديس الشمس. وكان قادة المغول وأمرائهم يستشيرون هذه الجماعة في مسألة السحر. لذا فإن كلمة بخشي قد اتخذت عند المؤرخين القدماء معاني الوثنية والعالم بالسحر والساحر والكاتب. كما كان المغول يخافون الرعد والبرق، وكانوا يقفون صامتين حين يسمعون دوي الرعد. وإذا ضربت الصاعقة أحدهم كانوا يطردون قبيلته ويهدمون بيته ولا يسمحون له بالعودة إلى المخيم إلا بعد ثلاث سنوات. وإذا ضربت الصاعقة قطيعهم كانوا يمتنعون عن تناول طعامهم منه بقية الشهر الذي حدث فيه ذلك؛ وفي نهاية الشهر، كانوا يصرخون فرحاً. وكانوا يعتقدون أن المرء إذا جلس في الماء أو غسل يديه في ترعة أو رفع الماء في أوعية ذهبية أو فضية أو غسل رداء ثم القى به في الصحراء في نهار الربيع أو الصيف كان ذلك سبباً في حدوث الرعد والبرق. لذا فإن إلـيـاسـا الجنكيزية تشدد على منع تلك التصرفات وتنص على معاقبة مرتكبها بالإعدام. وكانت بين المغول جماعة تدعى القدرة على استنزال المطر صافياً من السماء عن طريق حك بعض الأحجار أو وضعها في أوضاع معينة؛ وكان هذا الفن يعرف عند المغول باسم ياي وجداميشي، ويعرف هذا النوع من الأحجار باسم جده أو يده؛ ويعرف من يباشر هذا الفن باسم يايجي أو جده چي. وكانت هذه الخرافة شديدة الانتشار بين أقوام المغول ويشير إليها أغلب المؤرخين. وكانت هناك جماعة منهم أيضاً تدعي القدرة على استنزال المطر من السماء عن طريق الأذكار والأوراد. لم يكن خوانين المغول يعرفون البلاط والعاصمة في بداية أمرهم؛ لذا فلم تكن لديهم مراسم محددة للتتويج والاستقبال الرسمي والمجلس الملكي العام بل كانت مراسم هذه الرسميات تتسم بالبساطة. وبعد وفاة جنكيز خان وعندما أراد كبار رجال العشيرة تتويج ابنه أقطاي خاناً عليهم، قاموا أولاً بتحديد يوم السعد عن طريق السحرة والمنجمين، ثم رفعوا قلانسهم حسب عادتهم، ثم أمسك جغتاي يد أخيه اليمني وأمسك أو تكين شقيق جنكيز خان يد أقطاي اليسرى وأجلساه على العرش، وقدم تولي له شراباً، ثم جثا الحاضرون جميعاً على الأرض ثلاث مرات احتراماً وهنؤوه وهم راكعون. وبعد انتهاء مراسم التتويج خرج أقطاي من المعسكر في معية سائر الأمراء وجثوا أمام الشمس ثلاث مرات ثم جلسوا لتناول الشراب والاحتفال وبعد انتهاء الحفل، ظل المغول يطهون الطعام لثلاثة أيام متوالية على روح جنكيز خان، واختاروا أربعين فتاة من نسل الأمـراء وأركبوهن في كامل زينتهن على الخيول وأرسلوهن إلى روحه. (3) يُعرف الركوع أمام سلاطين المغول بلفظ چوك في اللغة المغولية، وهو يعد دليلاً على احترام الخان، وذلك بالارتكاز بإحدى الركبتين على الأرض وتوجيه الكوع إلى الأرض. وحين كان خان المغول يريد أن يبدي عنايته لأحد كان يقدم له بيده كأساً (4) من النبيذ أو لبن الفرس (قميز). وكان الشخص موضع هذه العناية يتناول كأس الخان ويشربه مرة واحدة بعد أداء تحية الركوع. وكان هذا التقليد من أهم تقاليد المغول. وكانوا وقت عقد صلح أو اتفاق بين طرفين يذيبون مقداراً من الذهب في الشراب ويشربونه في كؤوس من ذهب. وكان سلاطين المغول يكرمون من يؤدي لهم خدمة أو يقدم لهم عونا وقت الشدة؛ وكان هذا التكريم يعرف عندهم بلفظ سيرغاميشي. فكانوا يهبونه الأراضي والأملاك لكي يتمتع بمحاصيلها. وكان هذا النوع من الأملاك يورث لنسل الشخص المكرم (سيورغال).

.................................................
1- وقد دخلت هذه الكلمة اللغات الأوربية أيضا واتخذت تدريجيا معنى الجيش ورفاق الخان ، وبمعناها نفسة في الفارسية . وكلمة horde في الفرنسية تعد تحريفا لهذه الكلمة.

2-والمحيظية بلغة المغول تسمى قوما.

3- جهان كشاي جويني، ج1، ص 147 ــ 149.

4- وتعرف في المغولية بكلمة أياغ.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+