x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

حب المرأة

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص63 ــ 66

2023-03-11

1113

لطالما نقل عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قوله: (حُبب إليّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)(1)، ولطالما روي عنه الحديث الشريف (ما أصيبُ من دنياكم إلاّ النساء والطيب)(2)، مما يتبادر إلى الذهن سؤال أن لماذا ذكر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، النساء والطيب إلى جانب الصلاة في مواقف في حين أنه يوردهما دون ذكر الصلاة في مواقف أخرى.

إن حب الأولاد من الفطرة، والدفاع عن الولد خصيصة في كل حيوان، حتى لو أدى الدفاع والحفاظ عليهم إلى هلاكه.. لكنه لا يلاحظ في عالم الحيوان حب الزوجة والحنو عليها كما هو لدى الإنسان.

الروايات الواردة عن أئمة الإسلام الحنيف (عليهم السلام)، كلها يفيد بأن الإسلام يوصي بالزوجات خيرا بل وكل الاناث، وتلك مواقفه من وأدِ البنات وتجارة الرقيق واستعباد النساء تشهد بذلك.

تعلمنا وصايا الإنسان أن يكون الشروع بأي عمل مسبوقاً بذكر الله (جل وعلا) (بسم الله الرحمن الرحيم)، وعلى غرار ذلك نجد وصية أخرى تشبه في جوانب منها الوصية المذكورة. هذه الوصية تقول. (ابدأ بما تعول) من العيال وهو ما يفيد معنى الطاعة لله... سبحانه والامعان بالوصيتين يوصل إلى جعل مقولة (ابدأ بما تعول)، في مقابل ذكر الله (جل وعلا) عند الشروع بأي عمل. إن الإسلام يضم إلى جانب أعظم أسسه (التوحيد) اسم نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله)، في الأذان والاقامة والقرآن المجيد ينص على ايراد اسم الخالق المجازي (الولدان) في غير موضع عقب الدعوة للتوحيد مباشرة: {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام: 151]، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].

لا تنفرد الحيوانات المتزاوجة بضعف أو انعدام الاهتمام بالأنثى أو التعلق بها بل يسري الأمر للإنسان أيضاً، فحينما ننظر للمتخلفين لا نجد أثرا للعلاقة الإنسانية بينهم وبين زوجاتهم... بيد أن الأمر يختلف بشأن الأولاد فبمجرد أن صارا أبوين نبت في قلبهما حب شديد اتجاه الأولاد وهو أمر غريزي لدى كل الحيوانات.

من هذا المنطلق، جاء قول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (حبب إلي من دنياكم النساء والطيب)، فهي إشارة لتثبيت البعد الإنساني من جهة ولفت نظر بني آدم لأمر هام جدا هو أن الحب يمثل الحجر الأساس لسعادة العائلة من جهة أخرى، وإذا كانت البشرة والفروة والجلد يكفي غير الإنسان - باقي الحيوانات - الذي لا تحده حدود أو ضوابط معينة فإن الإنسان بجنسيه يحتاج إلى لباس يستر عورته ويحميه من الحر والبرد ولا شك أنه سيحب ويعتز بهذا اللباس الذي يصونه من كل سوء، وعلى هذا فلم لا يحب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، الزوجة وهي لباسه الذي عرفه الله سبحانه وتعالى له؟ ثم لم لا يحب المرأة وهي سبب سكينته وطمأنينته؟ وكذلك لم لا يحبها والله سبحانه وتعالى ينبأ في كتابه المنزل: {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

عرف النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، بأنه المرسل من قبل الله تعالى وهو الموحى إليه، وهو الشخص الأول في السلطة التنفيذية والأول في التشريعية وكذلك القضائية فضلاً عن كونه الأعلم في الفيزياء والميتافيزيقية، وإلى جانب ذلك هو الرحمة لكل البشرية وخاصة النساء اللاتي ما قام لهن صلب إلا بالإسلام الحنيف وبرسوله الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، وما كان ليعوض الذل الذي مررن به وتصنيفهن في أدوات اللهو والرق إلا نزول سورة باسمهّن على صدر سيد المخلوقات المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله).

وتجليلاً لمكانة المرأة السامية وتأكيد بعدها الإنساني على العموم، وتجليلاً لمكانة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) على وجه الخصوص.. قال حبيب إله العالمين (صلى الله عليه وآله): (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني)(3)، وقال (صلى الله عليه وآله): (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)(4)، مخاطباً ابنته الوحيدة التي كان يشمّها ويقبل يدها كلما رآها وهو الذي كنّاها بـ (أم أبيها).

نعم، بمثل هذا الكلام يمكن تعويض المرأة وبمثله أيضاً يمنحها الرقة والغضاضة (حُبب إليّ من دنياكم النساء والطيب)، ثم يسمو (صلى الله عليه وآله)، بها فيقرنها بميتافيزيقية الصلاة.

قد يؤتى المرء بأكاليل من الزهور فيحبها كلها بصفتها ترمز لمختلف أنواع الجمال والمحبة رغم أنه قد يواجه بعض المتاعب في جمعها والحفاظ عليها، أما إذا جيء له بعصارة تلك الزهور في قنينة صغيرة فسينصب اهتمامه على ما في القنينة ويكرس حبه له، أي الطيب.

إن حب النساء والطيب في حديث سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)، يوصل هذا المعنى، لقد وصف (صلى الله عليه وآله)، أشياء عديدة بأنها كالزهرة وحبه لها كما ورد ذلك في الأحاديث الشريفة لكنه (صلى الله عليه وآله)، جمع كل ما هو محبوب في المرأة ليعوض لها ما عاشته من إذلال وحيف ويحق لها حقها ويوجّه المسلمين بل الانسانية الوجهة الصحيحة بهذا الشأن.

ثم هي إلى جانب الصلاة التي (.. فإن قُبلت نُظر في غيرها وإن لم تقبل لم ينظر في عمله بشيء)(5)، وعلى غرار ذلك فمن لم يكن فيه خير لزوجته وأولاده فلا خير فيه للآخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ روضة الواعظين: ج2، ص373.

2ـ الكافي: ج5، ص321، ح6.

3ـ صحيح البخاري: كتاب بدأ الخلق، باب مناقب قرابة الرسول.

4ـ مستدرك الصحيحين: ج3، ص153.

5ـ ميزان الحكمة: ج5، باب الصلاة أول ما يُسأل عنه يوم القيامة). 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+