الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
محمد بن عبد الرحمن
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج1، ص:350-351
27/11/2022
1759
محمد بن عبد الرحمن
ولما مات ولي ابنه محمد (1) ، فبعث لأول وليته عساكر مع موسى بن موسى صاحب تطيلة (2) ، فعاث في نواحي ألبة والقلاع، وفتح بعض حصونها، ورجع، وبعث عساكر أخرى إلى نواحي برشلونة وما وراءها، فعاثوا فيها وفتحوا حصونا من برشلونة ورجعوا.
ولما استمد أهل طليطلة المخالفون (3) من أهل بلاد الأمير محمد عليه بملكي جليقية والبشكنس لقيهم الأمي محمد على وادي سليطة (4) ، وقد أكمن لهم، فأوقع بهم، وبلغت عدة القتلى من أهل طليطلة والمشركين عشرين ألفا.
وفي سنة خمس وأربعين ظهرت مراكب المجوس (5) ، وعاثوا في الأندلس،
(350)
فلقيهم مراكب الأمير محمد، فقاتلوهم وغنموا منهم مركبين، واستشهد جماعة من المسلمين.
وفي سنة سبع وأربعين (6) أغزى محمد إلى نواحي بنبلونة وصاحبها حينئذ غرسية بن ونقه (7) ، وكان يظاهر أردون (8) بن أذفنش، فعاث في نواحي بنبلونة، ورجع وقد دوخها وفتح كثيرا من حصونها، وأسر فرتون ابن صاحبها، فبقي أسيرا بقرطبة عشرين سنة.
ثم بعث سنة إحدى وخمسين أخاه المنذر في العساكر إلى نواحي ألبة والقلاع فعاثوا فيها، وجمع لذريق للقائهم، فلقيهم وانهزم،وأثخن المسلمون في المشركين بالقتل والأسر، فكان فتحا لا كفاء له.
ثم غزا الأمير محمد بنفسه سنة إحدى وخمسين بلاد الجلالقة، فأثخن وخرب.
وفي سنة ثلاث وستين أغزى الأمير محمد ابنه المنذر إلى دار الحرب، وفي السنة التي بعدها إلى بلاد بنبلونة فدوخها ورجع.
وفي سنى ثمان وستين أغزاه أيضا إلى دار الحرب، فعاث في نواحيها وفتح حصونا.
وفي أيام الأمير محمد خربت ماردة وهدمت ولم يبق لها أثر.
وذكر بعضهم أنه رأى بالمشرق هذه الأبيات قبل أن تخرب ماردة بأعوام، ولم يعلم قائلها، وذلك سنى 254:
ويل لماردة التي مردت ... وتكبرت عن عدوة النهر
كانت ترى لهم بها زهر ... فخلت من الزهرات كالقفر
فالويل ثم الويح حين غزا ... بجميعهم من صاحب الأمر
(351)
ثم توفي الأمير محمد في شهر صفر سنة ثلاث وسبعين ومائتين، لخمس وثلاثين سنة من إمارته،ومولده سنة سبع ومائتين.
__________
(1) يتبع المقري في سياق الأحداث ونصها ما أورده ابن خلدون 4: 130 - 132. وقارن بما في المقتبس (تحقيق مكي): 292 وما بعدها.
(2) ك ق: طليطلة، وهو خطأ، والتصويب عن ابن خلدون و ط.
(3) ثار أهل طليطلة أول ما تولى الإمارة (238) فأخرج إليهم في العام التالي ابنه الحكم ثم خرج إليهم بنفسه في العام بعده فاستعانوا بصاحب جليقية (240). انظر ابن عذاري وتفصيل الأخبار عن تمرد طليطلة في حكم الأمير محمد 2: 142 وما بعدها.
(4) ابن خلدون وابن عذاري: وادي سليط (Auzalate) وهو نهير يصب في التاجه جنوبي طليطلة، وأثبتنا ما في الأصول.
(5) انظر تفصيل هذا الغزو في المقتبس (تحقيق مكي): 307 - 309.
(6) ابن عذاري: وفي سنة 246.
(7) (Garcia) ابن (Inigo)؛ وفي ق ك ط ج: وبقة.
(8) في الأصول أردن؛ والاسم (Ordano).